تنديد دولي بمجزرة «مركز الإيواء» في الفاشر وتجدد قصف «الدعم السريع»


12 أكتوبر 2025 – نددت كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بمجزرة دموية أودت بحياة أكثر من 60 مدنيًا في الفاشر بشمال دارفور فيما تجدد القصف المدفعي العنيف، الأحد، على الأحياء السكنية المختلفة ومراكز الإيواء وسط معارك برية يومية في المدينة التي تمثل آخر معاقل السلطة المركزية الكبرى في الإقليم.

كانت قوات الدعم السريع قد شنت هجومًا بطائرات مسيرة يومي الجمعة والسبت على مركز دار الأرقم بجامعة أم درمان الإسلامية في الفاشر، ما أدى إلى سقوط أكثر من 60 قتيلًا بينهم نساء وأطفال وأطباء.

ونشرت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر السبت، قائمة موثقة ومختومة من مفوضية العون الإنساني بأسماء الضحايا، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، ووصفت ما حدث بأنه «مجزرة مروعة».

وأدان مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية والعربية، مسعد بولس، في تصريح على حسابه الرسمي بمنصة إكس «الهجوم المبلغ عنه لقوات الدعم السريع على آخر مستشفى متبقٍ في مدينة الفاشر المحاصرة ومسجد قريب منها بشمال دارفور، والذي أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين بينهم أطباء وممرضون».

وأضاف بوليس أنه «لا مبرر لاستهداف أماكن العبادة والمستشفيات والمدنيين»، مؤكدًا أن الصراع «طال أمده وأزهق أرواح الأبرياء يوميًا»، مشددًا على أنه على الأطراف المتحاربة أن تدرك أن لا حل عسكريًا للصراع داعيًا إلى إنهائه.

وفي بيان رسمي أصدرته أمس، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن «إدانة المملكة واستنكارها للهجوم الآثم الذي تعرض له مأوى للنازحين في الفاشر»، مؤكدةً «رفضها للعنف ضد المدنيين»، وداعيةً إلى «الوقف الفوري للحرب في السودان والحفاظ على وحدة البلاد ومؤسساتها».

وشددت المملكة على ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في إعلان جدة لحماية المدنيين الموقع في 11 مايو 2023.

من جهته، أدان مجلس السيادة الانتقالي الحاكم في البلاد «استمرار الصمت الدولي حيال جرائم ميليشيا الدعم السريع بحق المدنيين».

واعتبر المجلس في بيان أصدره اليوم أن الهجمات على الفاشر «تُظهر تطهيرًا عرقيًا واستهدافًا مقصودًا للبنى الخدمية ومعسكرات النازحين»، ووجه نداءً للمجتمع الدولي بمحاسبة قادة الدعم السريع.

في وقت انتقد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في منشور على حسابه بمنصة إكس اليوم «صمت العالم» تجاه ما يجري في الفاشر، مشيرًا إلى أن المدنية تنزف في صمت، قائلًا «أودت مجزرة بحياة أكثر من ستين ابنًا وأمًا، سلبتهم قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا مسلحة بالقنابل، مُصممة لإبادة أطفال ونساء الفاشر».

في الأثناء، دعت شبكة أطباء السودان، الأحد، الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف هذا النزيف، وملاحقة مرتكبي الجرائم أمام المحاكم الدولية دون أي تأخير أو تهاون.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع