15 أكتوبر 2025 – حذر تقرير أممي، الأربعاء، من أن أكثر من 260 ألف مدني نصفهم أطفال يعيشون أوضاعًا شديدة الخطورة في مدينة الفاشر بشمال دارفور وسط هجمات متواصلة وجوع وانتشار وباء الكوليرا.
وحذّر التقرير من تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية بمدينة الفاشر المحاصرة من الدعم السريع منذ أكثر من 500 يوم.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في تقريره الإنساني لشهري أغسطس وسبتمبر، أن الفاشر أصبحت إحدى أكثر المناطق معاناة في السودان حيث يتعرض السكان لهجمات متكررة بالقصف الجوي والمسيرات، بينما يعيش الآلاف في أوضاع إنسانية وصفها بـ«الكارثية».
وأضاف التقرير أن المدينة شهدت في 19 سبتمبر واحدة من أسوأ الحوادث في الأشهر الأخيرة، بعد استهداف مسجد بالقرب من معسكر أبو شوك للنازحين أثناء صلاة الجمعة مما أسفر عن مقتل العشرات بينهم أطفال. وأوضح أن الهجوم جاء ضمن سلسلة من أعمال العنف التي تشهدها المدينة بلا توقف.
فيما أكدت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون، بحسب التقرير، أن الأوضاع في الفاشر «شديدة الخطورة».
وأشارت إلى أن الحصار المستمر أدى إلى قطع الإمدادات الغذائية والطبية ومنع وصول المساعدات، داعيةً إلى وقف فوري للأعمال العدائية والسماح بالوصول الإنساني الآمن.
وبيّن التقرير أن القتال العنيف أجبر عشرات الآلاف على النزوح داخل المدينة، بينما أظهرت صور الأقمار الصناعية إقامة أكثر من 30 كيلومترًا من الحواجز العسكرية حول الفاشر، مما أدى إلى محاصرة المدنيين وتعطيل الإمدادات.
كما حذر التقرير من ارتفاع الإصابات بالكوليرا في شمال دارفور، موضحًا أنه حتى منتصف سبتمبر تم تسجيل نحو 7500 إصابة و114 وفاة، بمعدل وفيات يساوي خمسة أضعاف الحد الذي تعتبره منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ.
ولفت إلى أن الأزمة تفاقمت بسبب الأمطار الغزيرة التي دمرت آلاف المنازل في معسكري زمزم وأبو شوك، ما زاد من معاناة المجتمعات المحلية التي تواجه خطر المجاعة. بينما تواصل العائلات في الفاشر العيش على حافة الجوع بسبب انعدام الغذاء وصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة والخدمات الصحية.
وشدد التقرير على أن الشركاء الإنسانيين مستعدون لتقديم المساعدات فور السماح بالوصول الآمن، محذرًا من أن الوقت ينفد وأن «العالم لا يمكنه أن يدير ظهره للفاشر».