الأمم المتحدة: تصاعد القتال في النيل الأزرق يجبر العشرات على الفرار من منازلهم

16 أكتوبر 2025 – قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الخميس، إن نحو مئتي شخص فروا من منازلهم في محلية التضامن بولاية النيل الأزرق مع تصاعد القتال في أنحاء المنطقة.

وتخضع أجزاء من إقليم النيل الأزرق لسيطرة الحركة الشعبية-شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو.

وأوضح أوتشا أن العائلات في النيل الأزرق تركت منازلها بعد تجدد الاشتباكات في مناطق متفرقة بمحلية التضامن مما أدى إلى حركة نزوح جديدة نحو مناطق أكثر أمنًا داخل الولاية.

وقالت إن السكان يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة بسبب انقطاع الإمدادات الغذائية وتدهور الخدمات الصحية نتيجة القتال المستمر منذ أسابيع.

أما في شمال دارفور قالت المنظمة إن الفاشر أصبحت إحدى أكثر المدن السودانية معاناة حيث يواجه السكان نقصا حادا في المواد الأساسية وتتعذر حركة الإمدادات الإنسانية بسبب الحصار المفروض منذ أكثر من خمسمئة يوم.

وأضافت أن الأسواق شبه خالية من الغذاء والمياه النظيفة بينما ارتفعت أسعار السلع القليلة المتبقية إلى مستويات لا يستطيع معظم السكان تحملها.

وأمس أكد تقرير جديد لأوتشا أن أكثر من مئتين وستين ألف مدني نصفهم أطفال يعيشون أوضاعا توصف بأنها شديدة الخطورة في الفاشر وسط تدهور غير مسبوق في الظروف المعيشية وهجمات متواصلة بالمسيرات والقصف الجوي.

وأشار التقرير إلى أن القتال العنيف أجبر عشرات الآلاف على النزوح داخل المدينة في ظل انعدام المأوى والدواء.

وذكر التقرير أن صور الأقمار الصناعية أظهرت إقامة أكثر من ثلاثين كيلومترا من الحواجز العسكرية حول المدينة ما أدى إلى محاصرة المدنيين وتعطيل دخول الإمدادات الإنسانية وأوضح أن الهجمات الأخيرة شملت قصف مسجد قرب معسكر أبو شوك للنازحين أثناء صلاة الجمعة وأسفر عن مقتل العشرات بينهم أطفال.

كما حذر التقرير من انتشار سريع لوباء الكوليرا في شمال دارفور حيث تم تسجيل أكثر من سبعة آلاف وخمسمئة إصابة ومئة وأربع عشرة وفاة حتى منتصف سبتمبر وهو معدل وفيات يزيد بخمسة أضعاف عن الحد الذي تعتبره منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ.

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون قد وصفت في التقرير نفسه الأوضاع في الفاشر بأنها شديدة الخطورة مؤكدةً أن استمرار الحصار ومنع وصول المساعدات الغذائية والطبية سيقود إلى كارثة إنسانية يصعب تداركها ودعت إلى وقف فوري للأعمال العدائية وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى المتضررين.

وأضافت أن الشركاء الإنسانيين مستعدون لتقديم الدعم حال توفر ضمانات للوصول الآمن مشيرةً إلى أن العاملين الإنسانيين يواجهون تحديات كبيرة بسبب انعدام الأمن وغياب التنسيق بين أطراف النزاع.

وحثت الأمم المتحدة جميع الأطراف المتحاربة على احترام القانون الدولي الإنساني وضمان حماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات دون عوائق مؤكدة أن الوقت ينفد وأن العالم لا يمكنه أن يدير ظهره للفاشر وللأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع