
البرهان: لا تفاوض مع أيّ جهة إلا بما يصلح السودان وينهي الحرب
18 أكتوبر 2025 – أكد رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان، عبد الفتاح البرهان، أن القوات المسلحة «لن تتراجع عن عهدها في الدفاع عن البلاد»، مشددًا على أنه «لا تفاوض مع أيّ جهة، سواء كانت الرباعية أو غيرها، إلا بما يصلح البلاد وينهي الحرب بصورة تعيد إلى السودان كرامته ووحدته».
وقال البرهان، خلال كلمة ألقاها من مدينة عطبرة شمالي البلاد، اليوم، إن أيّ عملية سلام يجب أن تعبّر عن إرادة الشعب السوداني وتضع مصلحته في المقام الأول، معربًا عن ترحيبهم بكلّ من «يسعى إلى السلام ويضع مصلحة الشعب نصب عينيه»، ومضيفًا: «أما فرض السلام أو الحكومة على الشعب الذي يرفضها، فلن نقبله».
ويأتي حديث البرهان، في أعقاب إعلان قوى سياسية سودانية عن ترحيبها بمساعي الآلية الرباعية، وحديثها عن تجاوب الطرفين معها. وصرّح القيادي في تحالف «صمود»، بابكر فيصل، اليوم، بأن الطرفين المتحاربين في السودان «منحا الضوء الأخضر» للمضي قدمًا في تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنت عنها دول «الرباعية» في 12 سبتمبر الماضي، متوقعًا أن يخلص اجتماعها المنتظر في نهاية الشهر الجاري إلى «مواقيت زمنية واضحة وآليات محددة لتنفيذ الهدنة الإنسانية»، ومرجّحًا أن يكون «حاسمًا في تحويل الالتزامات إلى إجراءات عملية على الأرض».
وتتباين المواقف في السودان تجاه مسار «الرباعية» التي تضم الولايات المتحدة والسعودية إلى جانب الإمارات ومصر، إذ عاودت «الرباعية» نشاطها في منتصف العام الجاري، وترى قوى سياسية سودانية أن الآلية تمثل فرصة لإنهاء الحرب، بينما تَعُدّ قوى أخرى تحركاتِها تدخلًا خارجيًا يمس سيادة البلاد.
وجاءت تحركات «الرباعية» بعد تعثر «منبر جدة»، الذي رعته واشنطن والرياض، في إلزام الأطراف بما اتفقا عليه، مما أدى إلى تعليق المفاوضات منذ أواخر 2023.
وأضاف البرهان، في كلمته، اليوم، أن القوات المسلحة ستظل «صمام أمان البلاد» في مواجهة من وصفهم بـ«أعدائها»، وأنها ستواصل الدفاع عن سيادتها ووحدتها حتى يتحقق السلام الحقيقي.
وتأتي تصريحات البرهان بعد أيام من مباحثات أجراها، في القاهرة، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تناولت آفاق تسوية الأزمة السودانية تحت مظلة «الآلية الرباعية».
وخلال اللقاء الذي عُقد يوم الأربعاء بقصر الاتحادية في القاهرة، أمّن الجانبان على أهمية الآلية بوصفها مظلة دولية وإقليمية للسعي نحو وقف الحرب وتحقيق الاستقرار. وأعربا عن تطلعهما إلى أن يسفر اجتماع «الرباعية» المرتقب في واشنطن، في نهاية أكتوبر الجاري، عن نتائج ملموسة تمهّد لوقف إطلاق النار وتسوية سياسية شاملة.
وتزامنت هذه التحركات مع تصريحات أطلقها كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا، مسعد بولس، وصف فيها دور مصر في إطار الرباعية بـ«البنّاء»، مشيرًا إلى أنّ واشنطن تُكثّف اتصالاتها مع شركائها الإقليميين بخصوص الجانب الإنساني في السودان.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم، في تصريحات صحفية، الأربعاء، إن المباحثات الثنائية بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، أقرّت بأن الأجواء الإيجابية بعد وقف الحرب على غزة يمكن أن تهيئ المناخ للحوار بشأن إنهاء الصراع في السودان.
وكانت دول «الرباعية» قد أعلنت، في 12 سبتمبر الماضي، عن خارطة طريق تتضمن مجموعة من المبادئ والخطوات العملية لإنهاء الصراع في السودان، من بينها الدعوة إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تمهيدًا لوقف دائم لإطلاق النار.
وتنص خارطة «الرباعية» على ثلاثة مسارات متكاملة، تشمل الشأن الإنساني، ووقف إطلاق النار، والحوار السياسي لمعالجة «جذور الأزمة»، على أن تكون العملية ملكًا للسودانيين وتحت قيادتهم، وبمشاركة الاتحاد الإفريقي و«إيقاد» والجامعة العربية والأمم المتحدة.