الأمم المتحدة: قيود شديدة على الوصول الإنساني في السودان واحتدام القتال بدارفور وكردفان

19 أكتوبر 2025 – قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، الأحد، إن الوصول الإنساني في السودان ظل يعاني من قيود شديدة خلال شهر سبتمبر الماضي، مع تدهور إضافي في ولايات دارفور وكردفان، وسط تصاعد المخاطر الأمنية والعوائق الإدارية التي تعيق إيصال المساعدات.

وأوضح التقرير الشهري للمكتب أن مدينة الفاشر في شمال دارفور لا تزال تحت الحصار، فيما واصلت الأوضاع الإنسانية تدهورها مع تصاعد حدة القتال. 

وأشار إلى أن القصف في الفاشر أصبح عشوائيًا بشكل متزايد، مستهدفًا الأحياء المكتظة بالسكان ومواقع النازحين، ما عرّض المدنيين لمخاطر جسيمة تشمل العنف الجنسي، والتجنيد القسري، والاحتجاز التعسفي.

وأضاف أنه لا توجد ممرات آمنة للمدنيين، إذ يواجه من يحاولون مغادرة المدينة أعمال عنف ومضايقات ونهبًا على الطرق الخطرة وغير الآمنة، بينما تظل الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والغذاء والمياه مقطوعة إلى حد كبير. 

وذكر التقرير أن مجمع الأمم المتحدة في الفاشر تعرض في 20 سبتمبر لهجوم أسفر عن فقدان مركبات وإمدادات ومعدات.

جبهات قتال نشطة حول الأبيض

وفي إقليم كردفان، قال التقرير إن الأعمال القتالية استؤنفت مع وجود ثلاث جبهات نشطة شمال وغرب وجنوب الأبيض، مما جعل الوصول الإنساني عبر مناطق القتال أمرًا مستحيلًا، مؤكدًا أن مدينتي الدلنج وكادوقلي في جنوب كردفان ما زالتا تحت الحصار منذ أكثر من عام.

وأشار التقرير إلى أن العاملين في المجال الإنساني واجهوا مخاطر مستمرة، شملت حوادث اختطاف واحتجاز وترهيب، إذ اختُطف أحد موظفي المنظمات غير الحكومية لفترة وجيزة على يد مسلحين مجهولين في وسط دارفور، فيما احتجزت القوات الحكومية موظفًا آخر في كوستي، واعتقلت قوات الدعم السريع عامل إغاثة ثالثًا لفترة قصيرة في الفاشر وفق والتقرير.

وفي العاصمة الخرطوم، أشار التقرير إلى أن الضربات التي استهدفت البنية التحتية للكهرباء والمياه في 9 سبتمبر تسببت في انقطاع طويل للخدمات، ما أدى إلى تعطيل المرافق الصحية وسط تفشي الكوليرا وحمى الضنك والملاريا. كما زادت العراقيل البيروقراطية والإدارية من صعوبة العمليات الإنسانية.

اشتراطات للحصول على تصاريح

وفي شرق ووسط السودان بولايات القضارف والنيل الأبيض والجزيرة، ذكر التقرير أن اشتراطات الحصول على تصاريح اتحادية للتنقل بين الولايات أدت إلى تأخير أنشطة الإغاثة، بينما واجهت المنظمات العاملة في مجالات الحماية والعنف القائم على النوع الاجتماعي صعوبات في تنفيذ أنشطتها بسبب قيود الموافقات بحسب التقرير.

وأضاف «شملت العقبات الأخرى اشتراطات تسجيل وإبلاغ صارمة للمنظمات في جبل مرة، وتأخير تصاريح البعثات إلى تينا، وفرض قيود جديدة على التنقل في غرب دارفور».

وتابع التقرير «زادت الفيضانات من تعقيد الوصول الإنساني، إذ جعلت الأمطار الغزيرة طرقًا رئيسية مثل طريق نيالا -شرق دارفور وعددًا من الطرق المحلية في جنوب وغرب جنوب دارفور غير سالكة، مما أوقف حركة الإغاثة».

 بينما في ولايتي القضارف والجزيرة، تسببت الفيضانات في تدمير مئات المنازل وقطع الوصول إلى قرى في الرهد والفاو وأم القرى، ما حال دون وصول المنظمات إلى الأسر النازحة، وواجهت ولايات غرب كردفان ظروفًا مماثلة حدت من الوصول البري.

وعاد التقرير وأشار إلى أنه «رغم هذه التحديات، استمرت عمليات إيصال المساعدات طوال الشهر، حيث عبرت الحدود 201 شاحنة تحمل 7,210 أطنان من المساعدات، وصلت إلى نحو 1.52 مليون شخص خلال سبتمبر،كما نُفذت عمليات عبر خطوط النزاع تضمنت 19 شاحنة تحمل 868 طنًا من الإمدادات الإنسانية، وصلت إلى نحو 28,767 شخصًا».

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
أخبار بيم

إيصال أدوية ومستلزمات طبية لمكافحة الدرن والإيدز والملاريا إلى ولاية شرق دارفور

13 نوفمبر 2024 – أعلنت وزارة الصحة السودانية، الأربعاء، إيصال «كميات كبيرة» من الأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية لبرامج مكافحة الدرن والإيدز والملاريا، إلى ولاية شرق

المزيد
مرصد بيم

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه اشتباكات بين «المسيرية» و«الرزيقات» إثر مقتل قائد ميداني بـ«الدعم السريع»؟

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه اشتباكات بين «المسيرية» و«الرزيقات» إثر مقتل قائد ميداني بـ«الدعم السريع»؟ مضلل تداولت العديد من الحسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس»

المزيد