
نزوح مئات الأسر من الفاشر إلى طويلة ووفاة أطفال بالطريق
20 أكتوبر 2025 – قال مسؤول محلي في طويلة بشمال دارفور، الإثنين، إن المحلية الخاضعة لسيطرة لحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور استقبلت خلال اليومين الماضيين أكثر من 400 أسرة تضم نحو 1,400 عضو فروا من العنف في مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها.
وأوضح مسؤول الثقافة والإعلام بالسلطة المدنية التابعة لحركة جيش تحرير السودان، محمد يعقوب حسين، في حديث لـ«بيم ريبورتس» أن من بين النازحين أشخاصًا توفوا في الطريق، أو بعد وصولهم إلى طويلة بينهم طفلان.
وأكد أن الحالات الوافدة تعاني أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة، وأن مستشفى طويلة هو المرفق الصحي الوحيد الذي يعمل في المحلية ويواجه ضغطًا كبيرًا نتيجة تزايد الأعداد.
وأكد حسين أن معظم النازحين يصلون بدون أي متعلقات شخصية، لافتًا إلى أن بينهم أطفال فقدوا ذويهم وكبار سن بلا أسر، وجميعهم في حاجة إلى رعاية عاجلة، في وقت تتزايد أعداد الوافدين يوميًا مع ارتفاع معدل الدخول من 500 شخص يوميًا قبل الموجة الأخيرة إلى 800 في اليوم خلال اليومين الماضيين.
وضع طبي متدهور وضغط سكاني متزايد
وذكر حسين أن الوضع اللوجيستي في طويلة ليس بالصورة الكافية، محذرًا من نفاد الأدوية في أي لحظة بسبب الضغط الكبير على المرافق الصحية.
وأضاف أن مستشفى طويلة يضم 10 عنابر فقط بطاقة 150 سريرًا، فيما يتدفق عليه مئات المرضى والنازحين يوميًا، مما تسبب في ضغط سكاني كبير وسوء تغذية مع انتشار أمراض متعددة.
وأشار إلى أن المستشفى لا تُجرى فيه عمليات جراحية لعدم توفر الأدوات الطبية الكافية، كما لا توجد أجهزة أشعة مقطعية أو رسم قلب أو غيرها من المعدات الحيوية، ولا توجد مشرحة للجثث مما يصعب التعامل مع الوفيات المتزايدة.
نشر سيارات إسعاف
وفي محاولة لتحسين الطاقة الطبية في المنطقة، قالت منظمة أطباء بلا حدود اليوم إنها نشرت سيارات إسعاف عند مدخل طويلة لفرز الحالات الحرجة وإحالة المصابين بجروح خطيرة والمرضى الذين يعانون من سوء تغذية حاد إلى المستشفى.
وأفادت المنظمة بأن أكثر من 150 شخصًا أُدخلوا خلال 24 ساعة، بينهم 49 امرأة و28 طفلًا دون الخامسة عشرة، مشيرةً إلى نصب خيمتين إضافيتين لاستيعاب المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات عاجلة.
وتُعد محلية طويلة واحدة من أبرز وجهات النزوح الجماعي في شمال دارفور منذ اندلاع القتال في الفاشر ومحيطها. ففي يونيو الماضي استقبلت المحلية موجات واسعة من الفارين من العنف، قُدر عددهم حينها بأكثر من 800 أسرة، معظمهم وصلوا سيرًا على الأقدام أو عبر طرق وعرة، فيما بلغت الاستجابة الإنسانية أقل من 10% من حجم الاحتياجات الفعلية، وفق غرفة طوارئ طويلة.
وفي أبريل الماضي قدرت الأمم المتحدة نزوح ما بين 400 إلى 450 ألف شخص من مخيمات زمزم وأبو شوك ومناطق أخرى في شمال دارفور نحو طويلة والمناطق المحيطة بجبل مرة، محذرةً من أن النزوح القسري واسع النطاق يعطل قدرة المجتمع الإنساني على تقديم المساعدات ويزيد مخاطر سوء التغذية والمجاعة وتفشي الأوبئة.