21 أكتوبر 2025 – قصفت طائرات مسيرة، فجر الثلاثاء، عدة مناطق في العاصمة السودانية الخرطوم بما في ذلك المطار الذي تعتزم سلطة الطيران المدني إعادة تشغيله أمام الرحلات الداخلية ابتداءً من يوم غدٍ الأربعاء بعد أكثر من عامين من توقفه بسبب الحرب.
ونشر سكان من أحياء وسط وجنوب الخرطوم مقاطع مصورة على الإنترنت في وقت مبكر من صباح اليوم لطائرات مسيرة قالوا إنها تتجه نحو المطار، حيث سُمعت أصوات المسيرات بين الرابعة والسادسة صباحًا في مناطق متفرقة في العاصمة.
ولم تصدر أي جهة رسمية بيانًا حول طبيعة الانفجارات أو الخسائر المحتملة، في حين التزم الجيش وسلطة الطيران المدني والدعم السريع الصمت حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
ويأتي الهجوم بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من إعلان سلطة الطيران المدني إعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولي للرحلات الداخلية اعتبارًا من يوم غدٍ الأربعاء عقب استكمال الترتيبات الفنية والتشغيلية اللازمة.
وأكدت في بيان أمس في نشرة الطيارين أن التشغيل سيتم بصورة تدريجية وفق الإجراءات المعتمدة.
وتعرض مطار الخرطوم الدولي خلال الحرب لتدمير واسع في منشآته ومستودعات وقود الطائرات وعدد من الطائرات الرابضة، بحسب ما أعلنه وزير النقل المكلف أبو بكر أبو القاسم في تصريحات سابقة وصف فيها الخسائر بـ«الهائلة».
وكان الجيش قد استعاد في مايو الماضي السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم، بعد أن تمكن من إخراج قوات الدعم السريع من العاصمة واستعادة القصر الجمهوري في مارس من العام نفسه.
هجمات متبادلة بالمسيرات
وتتبادل الأطراف المتقاتلة الهجمات بالطائرات المسيّرة في مناطق سيطرتهما، وفي وقت أعلن فيه تحالف السودان التأسيسي بقيادة قوات الدعم السريع مسؤوليته عن هجمات سابقة في الخرطوم، ولم يعلّق حتى الآن على هجوم اليوم.
وأمس الاثنين استهدفت طائرات مسيّرة مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، والتي تتعرض لهجمات متكررة من هذا النوع منذ شهور. فيما تستخدمها قوات الدعم السريع بشكل مكثف ويومي في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور ويتهم الجيش باستخدامها في استهداف مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور.
وسبق أن هاجمت قوات الدعم السريع مناطق عطبرة ومروي شمالي البلاد مرات عديدة بطائرات مسيرة فيما أُستخدِمت في ولاية النيل الأبيض وسط السودان أيضًا.
وكان تحالف تأسيس قد اتهم الجيش أمس باستهداف معسكر سلك للنازحين في كورما بولاية شمال دارفور بطائرة مسيّرة، وقال إن الهجوم أدى إلى مقتل 18 مدنيًا بينهم أطفال، إلى جانب استهداف محلية كبكابية في اليوم نفسه.
وفي 29 سبتمبر الماضي، كشفت صور أقمار صناعية حديثة حصل عليها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية عن استعدادات مكثفة تجريها قوات الدعم السريع لشن هجوم واسع النطاق بالطائرات المسيّرة، قُدّرت بنحو 43 طائرة انطلاقًا من مطار نيالا الدولي غربي السودان.
وحذّر خبراء المختبر من أن وجود هذا العدد الكبير من الطائرات ومنصات الإطلاق يمثل مؤشّرًا على هجوم وشيك قد يهدد المدنيين والبنية التحتية الحيوية ويقوّض جهود إيصال المساعدات الإنسانية.