Day: October 22, 2025

تنسيقية لجان الفاشر تعلن وفاة «239» طفلًا بالجوع تحت الحصار المتواصل

22 أكتوبر 2025 – قالت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر، الأربعاء، إن 239 طفلًا لقوا حتفهم بسبب الجوع ونقص الغذاء والدواء في ظل الحصار المفروض على المدينة منذ أشهر، محملة قوات الدعم السريع مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية.

ونشرت التنسيقية صورة لمواطنة من الفاشر تجلس بالقرب من جثمان لطفلتها، قالت إنها تُدعى هاجر إسحاق، وتوفيت جوعًا أثناء النزوح من المدينة. ووصفت التنسيقية الصورة بأنها «تلخص مأساة المدنيين الذين يموتون بصمت بعيدًا عن أنظار العالم».

وانتقدت التنسيقية السكوت الدولي تجاه ما يجري في الفاشر، مطالبة بعدم السقوط في هذا الاختبار الأخلاقي والإنساني. كما طالبت بعدم انتقاء التعاطف مع القضايا، وأضافت«لماذا يصمت العالم وكأن الجوع لا يقتل والبكاء لا يسمع».

نزوح ومعاناة متفاقمة

وفي السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إن العنف المتصاعد في شمال دارفور أجبر مئات العائلات على السير لأيام سيرًا على الأقدام هربًا من المدينة المحاصرة.

وذكر المكتب، في تقرير صدر أمس الثلاثاء، أن فريقًا تابعًا للأمم المتحدة التقى في بلدة طويلة بعائلات وصلت بعد رحلة استمرت أربعة أيام من الفاشر، على بعد نحو 50 كيلومترًا من البلدة.

وأوضح أن نحو 350 عائلة معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن وصلوا في حالة يرثى لها، فيما لا يزال العشرات من المفقودين في عداد الغائبين.

وأشار التقرير إلى أن بلدة طويلة تستضيف حاليًا أكثر من 600 ألف نازح من الفاشر والمناطق المجاورة، وأن العائلات تعيش في أوضاع صعبة دون مأوى أو غذاء أو مياه صالحة للشرب.

وأضاف مكتب أوتشا أن القصف المتكرر ما زال يضرب أحياء وسط الفاشر، وأن أكثر من 109 آلاف شخص نزحوا عبر 127 موقعًا في الولاية. كما أُغلقت العديد من المطابخ المجتمعية الأسبوع الماضي بسبب نفاد الإمدادات الغذائية.

تحذيرات من كارثة إنسانية

وشدد مكتب أوتشا على ضرورة رفع الحصار فورًا عن الفاشر وضمان مرور آمن للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، داعيًا الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري للأعمال العدائية وحماية البنية التحتية المدنية.

وفي تطورات ميدانية أخرى، قال أوتشا إن تقارير أممية أفادت بأن غارة بطائرة مسيرة استهدفت السوق الرئيسي في بلدة كبكابية بشمال دارفور، فيما تعرض مطار الخرطوم الدولي إلى قصف بطائرات مسيّرة فجر الثلاثاء، قبل يوم واحد من الموعد المقرر لإعادة فتحه للرحلات الداخلية.

وقالت الأمم المتحدة إن هذه الهجمات «تثير مخاوف جدية بشأن سلامة المدنيين والبنية التحتية الحيوية للنقل»، مؤكدةً أن الأزمة الإنسانية في السودان «تتفاقم مع استمرار القتال واتساع نطاق النزوح».

مواطنون في تلودي يوقفون عمل شركات تعدين احتجاجًا على استخدام «السيانيد»


22 أكتوبر 2025 – أوقف مواطنون في مدينة تلودي بولاية جنوب كردفان، الأربعاء، عمل عدد من شركات التعدين من العمل في منجم الكيس شمال المدينة، احتجاجًا على استخدام مادة السيانيد في عمليات استخلاص الذهب.

وقالت لجنة مناهضة السيانيد بمحافظة قدير في بيان اليوم إن المحتجين أغلقوا الأحواض بالقوة الجماهيرية، ورددوا شعارات تطالب بوقف التعدين عبر السيانيد ومحاسبة الجهات المتورطة في الكوارث البيئية، مشيرًا إلى أن منجم الكيس يقع في طريق تلودي – مفلوع ويبعد أقل من كيلومترين عن المدينة، ما يشكل خطرًا مباشرًا على صحة السكان بحسب البيان.

وأوضح البيان أن الطواحين الرطبة جرى تركيبها في أغسطس الماضي، داعيًا إلى إيقافها فورًا، فيما حثت اللجنة المواطنين على « المزيد من التماسك والتصعيد حتى وقف عمل السيانيد في كامل المنطقة».

وأمس الثلاثاء أفاد مصدر محلي من محلية قدير القريبة من المنطقة لـ«بيم ريبورتس» بارتفاع عدد ضحايا الحادثة الصحية التي وقعت في منجم التقولة بمحلية تلودي قبل يومين إلى 29 شخصًا بعد انتشال جثث ستة أشخاص إضافيين، فيما بلغت الإصابات أكثر من 145 حالة، وفق لجنة مناهضة السيانيد بمحلية قدير.

وكانت اللجنة قد قالت -في بيان سابق- إن كارثة صحية وقعت داخل منجم التقولة، أدت لوفاة 23 شخص وإصابة العشرات بأمراض وسط ترجيحات بأن تكون ناجمة عن تسمم بمخلفات التعدين باستخدام مادة السيانيد أو تفشٍ محتمل لوباء الكوليرا، مشيرةً إلى أن السلطات تتكتم على المعلومات وتفرض إغلاقًا على المنطقة.

وأكد مصدر من المحلية لـ«بيم ريبورتس» أمس أن المنجم يعيش أوضاعًا صحية حرجة مع محدودية الإمكانيات الطبية، حيث تقتصر الخدمات على إسعافات أولية وعدد محدود من الممرضين دون أطباء مختصين.

ولفت إلى أن السلطات المحلية أغلقت المنجم والمناطق المحيطة ومنعت دخول المواطنين، ما زاد حالة الذعر بين السكان والعمال.

وأشار المصدر إلى أن أولى الحوادث المماثلة وقعت في ديسمبر 2024 لكنها كانت محدودة، قبل أن تتكرر بصورة أوسع منذ أبريل الماضي، لافتًا إلى أن بعض جدران المناجم تُشيَّد بمواد محلية ومشمعات شفافة تتسرب منها المواد الكيميائية إلى التربة ومصادر المياه.

وأضاف أن أولى الإصابات ظهرت وسط العمال العاملين في المنجم ثم انتقلت إلى السوق وقرى أم دوال وباجون والتقولة عامة.

وبيّن أن عمليات استخلاص الذهب تُجرى بطرق غير علمية، إذ تُخلط المواد السامة في أماكن مكشوفة رغم أن اشتراطات السلامة تقتضي أن تكون المعالجات تحت الأرض وفي مواقع مغلقة.

كما ذكر أن الشركة السودانية للموارد المعدنية لم تنفذ حملات توعية بسلامة المواطنين رغم مسؤوليتها المباشرة، مؤكدًا أن حوادث مماثلة سُجلت سابقًا لكن بأعداد محدودة قبل أن تتفاقم مؤخرًا.

وتقع المنطقة في نطاق معقد تتقاطع فيه مناطق سيطرة الحركة الشعبية شمال من الغرب والجنوب، مع مناطق تخضع لـقوات الدعم السريع شمالًا، مما يعرقل الرقابة البيئية والإدارية.

وكانت لجنة مناهضة السيانيد بمحلية قدير قد ذكرت أن منجم التقولة شهد خلال الأشهر الماضية حوادث صحية مشابهة شملت إصابات جلدية ونفوق طيور، وحمّلت السلطات الصحية والأمنية مسؤولية الإهمال، مطالبة بوقف استخدام السيانيد وإرسال فرق طبية عاجلة لتقصي الحقائق.

ويُعد منجم التقولة أحد أكبر مواقع التعدين الأهلي في جنوب كردفان، وتُتهم فيه شركات –من بينها شركات حكومية وعسكرية– باستخدام مواد سامة في استخلاص الذهب دون رقابة حكومية فعالة، ما جعل المنطقة بؤرة متكررة للتلوث البيئي والأوبئة.

بدء النشاط الجوي في مطار الخرطوم الدولي للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب

22 أكتوبر 2025 – أعلن مطار الخرطوم الدولي، الأربعاء، هبوط طائرة شركة بدر للطيران في «تدشين لعودة النشاط الجوي من العاصمة بعد فترة من التوقف بعد».

وقال في بيان إن «هذا الحدث يعد خطوة مهمة في مسار تعافي قطاع الطيران السوداني وعودة الحركة الجوية تدريجيًا».

وخلال يومي الثلاثاء والأربعاء قصفت قوات الدعم السريع عبر الطائرات المسيرة مطار الخرطوم الدولي بعد خطة أعلنتها سلطة الطيران المدني بإعادة تشغيله أمام الرحلات الداخلية بعد أكثر من عامين من توقفه بسبب الحرب.

وأكدت سلطة الطيران المدني في بيان يوم الإثنين في نشرة الطيارين أن تشغيل مطار الخرطوم الدولي سيتم بصورة تدريجية وفق الإجراءات المعتمدة عقب استكمال الترتيبات الفنية والتشغيلية اللازمة.

وأمس أعلن الجيش السوداني تصديه بنجاح لهجمات الدعم السريع وإسقاط مسيراتها قبل وصولها إلى أهدافها في مطار الخرطوم الدولي.

وكان قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان قد زار مطار الخرطوم الدولي عقب ساعات من قصفه، مشددًا على رفضه لأي دور مستقبلي لقوات الدعم السريع وما أسماها الجهات المساندة لها.

ورحب البرهان في كلمة مصورة من مطار الخرطوم بـ«الجهود المخلصة التي يمكن أن تعيد الحياة والسلام وفق سلام مبني على أسس وطنية راسخة»، فيما بدا أنها رسالة لمجموعة الرباعية.

وأشار البرهان في كلمته إلى أن «أعداء الشعب» لم يقرأوا التاريخ، مؤكدًا عزمهم على القضاء «على التمرد وأنه لن تتاح لهم الفرصة للعودة مرة أخرى».

الأمم المتحدة: عودة أكثر من مليون شخص للخرطوم وسط انهيار الخدمات وتفشي الأمراض

22 أكتوبر 2025 – قالت المنظمة الدولية للهجرة، إن أكثر من مليون شخص عادوا إلى العاصمة السودانية الخرطوم خلال الأشهر العشرة الماضية رغم الدمار الواسع وانهيار الخدمات الأساسية في مدينة أنهكتها الحرب.

وأوضحت الوكالة الأممية في بيان، الثلاثاء، أن حركة العودة تمت بين نوفمبر 2024 وسبتمبر 2025، حيث عادت الأسر من مختلف ولايات السودان إلى العاصمة في محاولة لإعادة بناء حياتها بعد شهور من النزوح.

وقالت نائب المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة للعمليات، أوغوتشي دانيلز، التي زارت السودان مؤخرًا إن حجم العودة إلى الخرطوم يمثل في الوقت نفسه علامة على المرونة.

وأضافت «قابلت أشخاصًا يعودون إلى مدينة ما تزال تعاني بسبب الصراع، حيث تضررت المنازل، والخدمات الأساسية بالكاد تعمل».

وتابعت «الاستثمار في المياه النظيفة والرعاية الصحية والخدمات الأساسية أصبح أكثر إلحاحًا حتى يتمكن الناس من البدء من جديد حقًا».

ووفقًا لتقديرات المنظمة، فإن نحو 3.8 ملايين شخص غادروا منطقة الخرطوم منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، ما يعني أن العائدين يمثلون ربع من نزحوا من الولاية. فيما توقعت بيانات المنظمة إمكانية عودة نحو 2.7 مليون شخص آخرين إذا تحسنت الظروف الأمنية والخدمية.

كما سجلت المنظمة حوالي 2.6 مليون حركة عودة في أنحاء السودان خلال الفترة نفسها، بما في ذلك 523,844 شخصًا عادوا عبر الحدود، قالت إن معظمهم من مصر وجنوب السودان وليبيا.

وأضاف التقرير «على الرغم من جيوب الاستقرار المعزولة حذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن الوضع الإنساني في السودان ما يزال فظيعًا»، مشيرةً إلى انتشار الكوليرا وحمى الضنك والملاريا في أنحاء البلاد.

ويعيش عدد كبير من العائدين في منازل مدمرة أو مراكز جماعية تفتقر إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية، بينما يشكل الأطفال قرابة نصف العائدين، وأكثر من نصفهم يقيمون في مناطق ريفية وفق التقرير.

إسكات البنادق

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنها تواصل العمل مع شركائها لتقديم المساعدات المنقذة للحياة وتعزيز جمع البيانات لتوجيه الاستجابة الإنسانية، مجددة دعوتها إلى إسكات الأسلحة وإنهاء معاناة المدنيين وإيجاد حلول دائمة للشعب السوداني.

وأكدت أن الشعب السوداني أظهر قوة ملحوظة ورغبة حقيقية في إعادة بناء حياته متى ما أتيح السلام، لكنها شددت على أن الحياة لا تزال هشة بشكل لا يصدق.

حصار متواصل في الفاشر

وفي شمال دارفور، قالت الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني لا يزال بالغ الخطورة في الفاشر التي تعاني حصارًا متواصلًا منذ أشهر تسبّب في فرار أكثر من مليون شخص منذ بداية الحرب.

وأفادت بأن التقارير الميدانية الأخيرة أشارت إلى أن أكثر من 13 ألف شخص نزحوا حديثًا في ولايتي شمال دارفور وغرب كردفان بين 15 و20 أكتوبر الجاري، بسبب تصاعد العنف وانعدام الأمن.

وأوضحت الأمم المتحدة أن آلاف المدنيين ما زالوا محاصرين داخل الفاشر، وسط قصف عشوائي وعنف جنسي وهجمات ذات طابع عرقي، فيما أبلغت فرق الإغاثة عن لجوء بعض السكان إلى تناول علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.

وأشارت إلى أن الأسر التي وصلت إلى بلدة الطويلة قطعت مسافات طويلة سيرًا على الأقدام هربًا من القتال، وتلقت مساعدات إنسانية لأول مرة يوم الاثنين، رغم صعوبة الوصول إلى المنطقة قبل أن يضيف: «ومع ذلك لا يزال الوضع صعباً».

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي في نيويورك: «نواصل نحن وشركاؤنا توسيع نطاق جهود الاستجابة الإنسانية حيثما يسمح الوصول بذلك».

البرهان يتحدث عن «سلام مشروط» ويرفض أي دور مستقبلي لـ«الدعم السريع ومسانديها»

22 أكتوبر 2025 – أبدى قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، امس  الثلاثاء، ترحيبًا مشروطًا بالسلام، قبل أن يرفض أي دور مستقبلي لقوات الدعم السريع وما أسماها الجهات المساندة لها.

وأعلن البرهان ترحيبه بـ«الجهود المخلصة التي يمكن أن تعيد الحياة والسلام وفق سلام مبني على أسس وطنية راسخة»، فيما بدا أنها رسالة لمجموعة الرباعية حيث أشارت تسريات صحفية إلى لقائه مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية مسعد بولس خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة المصرية القاهرة.

وجاءت تصريحات البرهان خلال زيارته مطار الخرطوم الدولي وذلك بعد قصفه بمسيرات في وقت مبكر من صباح اليوم، حيث أعلن الجيش تصديه بنجاح لهجمات الدعم السريع وإسقاط مسيراتها قبل وصولها إلى أهدافها.

ويأتي الهجوم بعد يوم من إعلان سلطة الطيران المدني السودانية إعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولي للرحلات الداخلية اعتبارًا من يوم غدٍ الأربعاء عقب استكمال الترتيبات الفنية والتشغيلية اللازمة.

وقال البرهان إن «شروطنا ليست بمستغربة نظرًا لما ترتب من أضرار بليغة على السودان ومواطنيه من فئة أذاقتهم العذاب»، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وشدد على أنه لا دور في مستقبل السودان لـ«المليشيا» -يقصد قوات الدعم السريع- أو أي جهة ساندتها، مشيرًا إلى أنه هذه مبادئ ينبغي أن تُراعى في أي مبادرة تقدم.

وأشار البرهان إلى أن «أعداء الشعب» لم يقرأوا التاريخ، مؤكدًا عزمهم على القضاء «على التمرد وأنه لن تتاح لهم الفرصة للعودة مرة أخرى».

وكان موقع أفريكا انتليجنس الفرنسي قد ذكر اليوم أن البرهان وضع شروطه أمام واشنطن للمشاركة في المبادرة الأميركية للسلام، أبرزها وقف الدعم الخارجي من الإمارات لقوات الدعم السريع وذلك خلال اجتماع غير معلن جمعه بمستشار الرئيس الأميركي لشؤون أفريقيا، مسعد بولس.

ونقل الموقع أن بولس أشاد -خلال اللقاء- بجهود الحكومة السودانية في تقليص علاقاتها مع إيران وحظر الجماعة الإسلامية المقربة من الإخوان المسلمين والداعمة لطهران وسماحه بنشر عناصر من الاستخبارات الأميركية في بورتسودان خلال الشهر الماضي في إطار الاتصالات المتقدمة بين الجانبين.