الأمم المتحدة: عودة أكثر من مليون شخص للخرطوم وسط انهيار الخدمات وتفشي الأمراض

22 أكتوبر 2025 – قالت المنظمة الدولية للهجرة، إن أكثر من مليون شخص عادوا إلى العاصمة السودانية الخرطوم خلال الأشهر العشرة الماضية رغم الدمار الواسع وانهيار الخدمات الأساسية في مدينة أنهكتها الحرب.

وأوضحت الوكالة الأممية في بيان، الثلاثاء، أن حركة العودة تمت بين نوفمبر 2024 وسبتمبر 2025، حيث عادت الأسر من مختلف ولايات السودان إلى العاصمة في محاولة لإعادة بناء حياتها بعد شهور من النزوح.

وقالت نائب المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة للعمليات، أوغوتشي دانيلز، التي زارت السودان مؤخرًا إن حجم العودة إلى الخرطوم يمثل في الوقت نفسه علامة على المرونة.

وأضافت «قابلت أشخاصًا يعودون إلى مدينة ما تزال تعاني بسبب الصراع، حيث تضررت المنازل، والخدمات الأساسية بالكاد تعمل».

وتابعت «الاستثمار في المياه النظيفة والرعاية الصحية والخدمات الأساسية أصبح أكثر إلحاحًا حتى يتمكن الناس من البدء من جديد حقًا».

ووفقًا لتقديرات المنظمة، فإن نحو 3.8 ملايين شخص غادروا منطقة الخرطوم منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، ما يعني أن العائدين يمثلون ربع من نزحوا من الولاية. فيما توقعت بيانات المنظمة إمكانية عودة نحو 2.7 مليون شخص آخرين إذا تحسنت الظروف الأمنية والخدمية.

كما سجلت المنظمة حوالي 2.6 مليون حركة عودة في أنحاء السودان خلال الفترة نفسها، بما في ذلك 523,844 شخصًا عادوا عبر الحدود، قالت إن معظمهم من مصر وجنوب السودان وليبيا.

وأضاف التقرير «على الرغم من جيوب الاستقرار المعزولة حذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن الوضع الإنساني في السودان ما يزال فظيعًا»، مشيرةً إلى انتشار الكوليرا وحمى الضنك والملاريا في أنحاء البلاد.

ويعيش عدد كبير من العائدين في منازل مدمرة أو مراكز جماعية تفتقر إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية، بينما يشكل الأطفال قرابة نصف العائدين، وأكثر من نصفهم يقيمون في مناطق ريفية وفق التقرير.

إسكات البنادق

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنها تواصل العمل مع شركائها لتقديم المساعدات المنقذة للحياة وتعزيز جمع البيانات لتوجيه الاستجابة الإنسانية، مجددة دعوتها إلى إسكات الأسلحة وإنهاء معاناة المدنيين وإيجاد حلول دائمة للشعب السوداني.

وأكدت أن الشعب السوداني أظهر قوة ملحوظة ورغبة حقيقية في إعادة بناء حياته متى ما أتيح السلام، لكنها شددت على أن الحياة لا تزال هشة بشكل لا يصدق.

حصار متواصل في الفاشر

وفي شمال دارفور، قالت الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني لا يزال بالغ الخطورة في الفاشر التي تعاني حصارًا متواصلًا منذ أشهر تسبّب في فرار أكثر من مليون شخص منذ بداية الحرب.

وأفادت بأن التقارير الميدانية الأخيرة أشارت إلى أن أكثر من 13 ألف شخص نزحوا حديثًا في ولايتي شمال دارفور وغرب كردفان بين 15 و20 أكتوبر الجاري، بسبب تصاعد العنف وانعدام الأمن.

وأوضحت الأمم المتحدة أن آلاف المدنيين ما زالوا محاصرين داخل الفاشر، وسط قصف عشوائي وعنف جنسي وهجمات ذات طابع عرقي، فيما أبلغت فرق الإغاثة عن لجوء بعض السكان إلى تناول علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.

وأشارت إلى أن الأسر التي وصلت إلى بلدة الطويلة قطعت مسافات طويلة سيرًا على الأقدام هربًا من القتال، وتلقت مساعدات إنسانية لأول مرة يوم الاثنين، رغم صعوبة الوصول إلى المنطقة قبل أن يضيف: «ومع ذلك لا يزال الوضع صعباً».

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي في نيويورك: «نواصل نحن وشركاؤنا توسيع نطاق جهود الاستجابة الإنسانية حيثما يسمح الوصول بذلك».

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع