25 أكتوبر 2025 – اجتاحت قوات الدعم السريع، السبت، مدينة «بارا» بولاية شمال كردفان غربي السودان، بعد نحو شهر ونصف من استعادة السيطرة عليها من قبل الجيش والقوات المتحالفة معه، وذلك بحسب مصدر تحدث إلى «بيم ريبورتس» من مدينة الأبيّض القريبة من المنطقة.
وتداولت حسابات لعناصر من «الدعم السريع» على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تُظهر أفرادًا بزي «الدعم السريع» داخل أحياء في مدينة «بارا». فيما لم يصدر أيّ تعليق رسمي عن الجيش، حتى مساء السبت، بشأن التطورات الميدانية في شمال كردفان.
وفي حين لم تتمكن «بيم ريبورتس» من التواصل مع مصادر في «بارا» بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية، أكد مصدر من مدينة الأبيّض القريبة من المنطقة، لـ«بيم ريبورتس»، سيطرة «الدعم السريع» على «بارا»، لافتًا إلى أن المدينة كانت «شبه خالية من السكان» خلال الأيام الماضية، ومشيرًا إلى أن السلطات كانت قد منعت المواطنين من العودة إلى المدينة منذ سبتمبر، عقب المعارك السابقة، قبل أن تبدأ عودة طوعية محدودة إليها الأسبوع الماضي.
وأفاد المصدر بأنّ أقاربه الذين عادوا أمس الجمعة إلى «بارا» باتوا محاصرين بعد سيطرة «الدعم السريع» عليها اليوم، مشيرًا إلى انقطاع التواصل معهم وشح المعلومات القادمة من المدينة.
وتقع مدينة «بارا» على بُعد نحو 60 كيلومترًا شمال شرقي الأبيّض، وتُعدّ ثاني أكبر مدن ولاية شمال كردفان، وتتحكم في شبكة طرق تربط بين الولاية الشمالية وغرب كردفان ودارفور، ما يجعلها موقعًا إستراتيجيًا بالغ الأهمية في خطوط الإمداد العسكرية للطرفين.
ويأتي هذا التطور بعد أكثر من شهر على إعلان الجيش والقوات المشتركة، في 11 سبتمبر الماضي، عن استعادة السيطرة على المدينة عقب معارك استمرت أيامًا في عدة محاور. وقالت القوات المشتركة، حينها، إنها حررت بارا بالكامل بعد حصار استمر أيامًا، وتمكنت من تدمير وحدات «الدعم السريع» المتمركزة داخلها.
وأفاد مصدر محلي، في ذلك الوقت، بأنّ قوات الدعم السريع انسحبت شمالًا عبر الطريق القومي المؤدي إلى «جبرة الشيخ» و«أم قرفة» و«رهيد النوبة».
وخلال فترة سيطرة «الدعم السريع» سابقًا على المدينة منذ مايو 2024 وحتى استعادتها في سبتمبر 2025 من قبل الجيش، وثّقت منظمات حقوقية ومصادر محلية انتهاكات واسعة، شملت القتل والتهجير القسري ونهب الممتلكات والأسواق.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قد أعلن، في 16 يوليو الماضي، عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص، بينهم نساء وأطفال، في هجمات على قرى بمنطقة «بارا»، بين العاشر والثالث عشر من يوليو الماضي، ووصفها بأنها «من أكثر الاعتداءات دموية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023».
كما تحدثت مصادر من «بارا»، في يونيو الماضي، عن عمليات نفذتها عناصر أجنبية يُعتقد أن تابعة لـ«الدعم السريع» ضد السكان المحليين، بينها قتل بائع خبز خلال عودته من عمله، ووقوع اشتباكات داخل سوق المدينة.
وتكتسب ولاية شمال كردفان أهمية عسكرية خاصة لكونها الحد الفاصل بين وسط السودان وغربه، وممرًا حيويًا نحو دارفور. ومنذ منتصف العام الجاري، أصبحت الولاية مسرحًا لعمليات عسكرية متبادلة بين الجيش و«الدعم السريع»، بعد أن تمددت الحرب من الخرطوم إلى إقليمي كردفان ودارفور.
 
 

