«الرباعية» تجتمع في واشنطن بالتزامن مع زيارة «وفد سوداني»

25 أكتوبر 2025 – عقدت دول الآلية الرباعية (الولايات المتحدة، ومصر، والسعودية، والإمارات) اجتماعًا في العاصمة الأمريكية واشنطن، بحث سبل إنهاء الحرب في السودان، بحسب ما أعلن عنه مسؤول أمريكي كبير، اليوم، وذلك بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم، بدعوة من الحكومة الأمريكية.

وقال مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا مسعد بولس، على حسابه على منصة «إكس»، إن الرئيس دونالد ترامب «يريد السلام في السودان»، مؤكدًا التزام بلاده وشركائها بـ«وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية» في السودان. وأضاف أن أعضاء «الرباعية» اتفقوا على «إنشاء لجنة عملياتية مشتركة لتعزيز التنسيق بشأن الأولويات العاجلة».

ولفت بولس إلى أنّ واشنطن استضافت، أمس، مسؤولين من مصر والسعودية والإمارات، في اجتماع لـ«الرباعية»، بهدف «تعزيز الجهود الجماعية نحو تحقيق السلام والاستقرار في السودان»، بما في ذلك «تأمين هدنة إنسانية عاجلة، ووقف دائم لإطلاق النار، ووقف الدعم الخارجي، ودفع الانتقال إلى الحكم المدني».

يأتي ذلك في ظل جهود «الرباعية» لوقف الحرب في السودان، وسط أنباء متداولة عن مباحثات غير مباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في واشنطن. في وقت تنفي فيه الخرطوم حدوث أيّ مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع «الدعم السريع».

ولم يصدر، حتى مساء الجمعة، أيّ تعليق عن قوات الدعم السريع أو تحالف «تأسيس» على المباحثات غير المباشرة التي قيل إنها عُقدت في واشنطن أو مخرجات اجتماع «الرباعية». في حين يؤكد تحالف «صمود» دعمه لخارطة الطريق التي أعلنت عنها «الرباعية»، ويعُدّها فرصة لإنهاء الحرب عبر مسارات إنسانية وسياسية متكاملة، ويدعو إلى هدنة شاملة وإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة.

وكان مجلس السيادة الانتقالي الحاكم في السودان، قد تمسّك في بيان صحفي، الخميس، بعدم حدوث أيّ مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في واشنطن، نافيًا ما تداولته وسائل إعلام محلية وإقليمية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن المفاوضات.

وأكد المجلس أن ما يُتداول «عارٍ تمامًا من الصحة»، مبينًا أنّ «موقف الدولة ثابت وواضح تجاه أي حوار أو تسوية»، وهو –بحسبه– الالتزام بما أسماه «الحل الوطني الذي يحفظ سيادة البلاد ووحدتها واستقرارها وحقوق الشعب السوداني».

وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قد أبدى، الثلاثاء، ترحيبًا مشروطًا بمساعي السلام، قائلًا إنه يرحّب بـ«الجهود المخلصة التي يمكن أن تعيد الحياة والسلام وفق سلام مبني على أسس وطنية راسخة»، لكنه رفض أيّ دور مستقبلي لـ«الدعم السريع» وما وصفها بـ«الجهات المساندة لها».

ومع ذلك، أكدت الخارجية الأمريكية، في تصريح لقناة «الحدث» السعودية، الخميس، انعقاد مباحثات غير مباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في واشنطن تستمر يومين، بينما ذكرت قناة «الجزيرة مباشر» القطرية أنّ المفاوضات تناقش مقترحًا أمريكيًا بشأن هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار، بمشاركة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا مسعد بولس الذي قالت إنه اضطلع بدور في الاتصالات التمهيدية بين الطرفين خلال الأشهر الماضية.

وذكر موقع «أفريكا إنتليجنس» الفرنسي، الثلاثاء الماضي، أنّ البرهان وضع شروطًا أمام واشنطن للمشاركة في مبادرتها للسلام، أبرزها –بحسب الموقع– وقف الدعم الخارجي من الإمارات لـ«الدعم السريع»، وذلك خلال اجتماع غير معلن مع مسعد بولس في وقت سابق. وأضاف الموقع أن بولس أشاد، خلال اللقاء، بجهود الحكومة السودانية في تقليص علاقاتها بإيران، وحظر الجماعة الإسلامية المقربة من الإخوان المسلمين، وسماحها بنشر عناصر من الاستخبارات الأمريكية في بورتسودان خلال الشهر الماضي، في إطار الاتصالات المتقدمة بين الجانبين.

وأمس، أعلنت الخارجية السودانية، في بيان رسمي، عن زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي محي الدين سالم أحمد إلى واشنطن، بدعوة من حكومة الولايات المتحدة.

وفيما تقول الوزارة إن الزيارة تأتي في إطار الجهود المستمرة لتطوير العلاقات بين الخرطوم وواشنطن ومواصلة الحوار بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك دعم السلام في السودان وتعزيز التعاون الاقتصادي والإنساني، يُعتقد أنها مرتبطة باجتماعات «الرباعية» بخصوص السودان في واشنطن.

وكانت دول «الرباعية» قد طرحت، في 12 سبتمبر الماضي، خارطة طريق لإنهاء الصراع في السودان، تضمنت ثلاثة مسارات متكاملة، تشمل الجوانب الإنسانية ووقف إطلاق النار والحوار السياسي، على أن تكون العملية بقيادة وملكية سودانيّتيْن.

وخلال مشاركته في منتدى «أسوان» للسلام والتنمية المستدامة بالقاهرة الأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم أن أولوية حكومة بلاده تتمثل في إنفاذ «خارطة الطريق الحكومية» التي تشترط انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم وكردفان والفاشر، وتجميعها في إحدى ولايات دارفور خلال عشرة أيام في أقصى حد.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
مرصد تشاد

ما صحة الادعاء المتداول بأن تشاد تُمهل المنقّبين أسبوعاً لإخلاء منطقة «ميسكي» الغنية بالذهب شمال البلاد؟

ما صحة الادعاء المتداول بأن تشاد تُمهل المنقّبين أسبوعاً لإخلاء منطقة «ميسكي» الغنية بالذهب شمال البلاد؟ صحيح تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» ادعاءً

المزيد