إدانات أممية وإقليمية للهجوم على مقر بعثة حفظ السلام في كادقلي .. والجيش البنغلاديشي يتهم «جماعات مسلحة انفصالية»

إدانة أممية للهجوم على حفَظَة السلام في كادقلي.. واتهامات لـ«جماعات مسلحة انفصالية»

أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة، الهجمات «المروعة» التي شنتها طائرات من دون طيار، مستهدفةً القاعدة اللوجستية لقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا) في كادقلي، عاصمة جنوب كردفان، يوم السبت.

وقالت القوات المسلحة البنغلاديشية، اليوم، إن ستة على الأقل من جنود حفظ السلام البنغلاديشيين قُتلوا فيما أصيب ثمانية آخرون، في هجوم الطائرة المسيّرة على قاعدة الأمم المتحدة في منطقة «أبيي» المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.

واتهمت شعبة العلاقات العامة للقوات المسلحة البنغلاديشية، في بيان اليوم، بحسب رويترز، «جماعات مسلحة انفصالية»، بشنّ الهجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة كادقلي اللوجستية أمس السبت، من الساعة 3:40 مساءً إلى 3:50 مساءً بالتوقيت المحلي. وقالت إن السلطات في السودان تبذل قصارى جهدها لتوفير العلاج الطبي وعمليات الإنقاذ للمصابين.

وفي أعقاب الهجوم على قاعدة «يونيسفا»، تبادلت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن المسؤولية عن استهداف مقر البعثة في كادقلي.

وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانًا، يوم السبت، اتهمت فيه قوات الدعم السريع باستهداف مقر بعثة الأمم المتحدة وكتيبة بنغلاديش. وبحسب البيان، استُخدمت ثلاثة صواريخ أطلقتها «مسيرة إستراتيجية» في الهجوم الذي وصفه البيان بأنه «انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني»، مشيرًا إلى أنه يأتي ضمن «نهج المليشيا التخريبي». وأكدت القوات المسلحة التزامها بمبادئ القانون الدولي، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته.

من جانبها، نفت قوات الدعم السريع «نفيًا قاطعًا» مسؤوليتها عن الهجوم، وعدّت هذه الاتهامات «محاولة يائسة لتلفيق اتهامات واهية». وقالت، في بيانها، إن سجلها «خالٍ من أي اعتداءات أو استهداف للمنظمات الدولية»، مشيرةً إلى أن لديها «مواقف موثقة في حماية المنشآت الأممية». كما دعت «الدعم السريع» المنظمات الدولية إلى «تحري الموثوقية والدقة الكاملة» في تقييم المعلومات.

وفي الأثناء، أكد مصدر محلي من كادقلي لـ«بيم ريبورتس» أن الهجوم شنّته قوات الدعم السريع، وأفاد بهبوط طائرة في وقت مبكر صباح اليوم في المدينة، مشيرًا إلى احتمال هبوطها لإسعاف المصابين ونقل الجثامين.

ونشرت منصة «الجزيرة – السودان» الإخبارية، في وقت لاحق اليوم، لقطات ومقطع فيديو يظهران نقل جثامين الجنود الذين أصابتهم المسيرة.

ومن ناحيته، وجّه غوتيريش تعازيه القلبية إلى حكومة بنغلاديش وشعبها وأسر حفَظَة السلام الستة الذين سقطوا في الهجوم، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين. وشدد غوتيريش على أن الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «غير مبررة وقد تشكل جرائم حرب». وذكّر جميع الأطراف بالتزامهم بحماية موظفي الأمم المتحدة والمدنيين، مؤكدًا الحاجة إلى «المساءلة».

وجددّ الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى وقف الحرب قائلًا: «أكرر دعوتي للأطراف المتحاربة إلى الاتفاق على وقف فوري للأعمال العدائية واستئناف المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة وشاملة مملوكة للسودانيين».

رئيس عمليات حفظ السلام: قواتنا ليست هدفًا

أعرب رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة، جان بيير لاكروا، عبر منشور على منصة «إكس»، عن صدمته من الهجوم «المروّع»، مؤكدًا أن «حفَظَة السلام التابعين للأمم المتحدة ليسوا هدفًا»، وأن الهجوم «قد يشكل جريمة حرب».

في السياق نفسه، عبرت المستشارة العسكرية بالإنابة في إدارة عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة، جيريل بيرس، عن «حزنها العميق» إزاء الأنباء التي تفيد بأن قوات حفظ السلام استُهدفت مباشرةً في ضربات طائرات من دون طيار، مقدمةً تعازيها إلى عائلات حفَظَة السلام في بنغلاديش.

ويُذكر أن قوة الأمم المتحدة الأمنية لأبيي أُنشئت في العام 2011. وتشمل ولايتها – التي مددت مؤخرًا لعام آخر- تعزيز قدرة دائرة شرطة أبيي، ورصد إعادة نشر القوات من المنطقة والتحقق منها، وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين. وكان يعمل فيها ما يقرب من 4,000 فرد من العسكريين وعناصر الشرطة إلى جانب الموظفين المدنيين.

الدوحة تدين الهجوم

إقليميًا، أدانت الخارجية القطرية، اليوم، استهداف مقر بعثة الأمم المتحدة في كادقلي، وجددت «موقف قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، مهما كانت الدوافع».

قتلى وجرحى في هجوم بطائرة مسيّرة على مدينة الأبيّض

أفاد مصدر من مدينة الأبيّض، حاضرة ولاية شمال كردفان، بمقتل أربعة أشخاص وإصابة ما يزيد على 10 آخرين، أمس السبت، جراء هجومٍ بطائرة مسيّرة، استهدفت ساحة عامة على مقربة من مركز للشرطة بحي «طيبة جنوب» شرقي المدينة، فيما نسبت مصادر عسكرية الهجوم إلى قوات الدعم السريع.

ويأتي الاستهداف ضمن سلسلة هجماتٍ تشنها «الدعم السريع» في إطار التصعيد العسكري في إقليم كردفان، حيث تُعدّ مدينة الأبيّض مركزًا لوجستيًا مهمًا تسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة عليه، بعد أن أحكمت سيطرتها على مناطق واسعة في غرب كردفان.

وشهدت الأسابيع الماضية هجماتٍ مماثلة نفذتها «الدعم السريع» في مدنٍ مختلفة، مثل «أم روابة» بشمال كردفان، ومواقع للجيش في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض.

التعليم العالي توضح أسباب تشديد ضوابط توثيق الشهادات ورفض النسخ الإلكترونية

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن تشديد إجراءات توثيق الشهادات الجامعية، مشيرةً إلى أنها لن تعتمد النسخ الإلكترونية غير المزوّدة بتوقيعات رقمية مشفّرة. وقالت الوزارة إن القرار يهدف إلى حماية الشهادة الجامعية السودانية وضمان مستقبل الخريجين، بالإضافة إلى ضمان سلامة بيانات الشهادات ومنع تزويرها.

وأبانت الوزارة أن بعض مؤسسات التعليم العالي تعتمد إدراج توقيعات مصوّرة في ملفات رقمية، وهو إجراء لا يوفر الحماية التقنية الكافية، مما يجعل الوثائق عرضة للتلاعب والتزوير، بحسب الوزارة.

وقالت الوزارة إن النظام الجديد سيسهم في توحيد معايير توثيق الشهادات الصادرة عن مؤسسات التعليم العالي، بالإضافة إلى ربط عدد من البعثات والقنصليات السودانية في الخارج بمنصة تحقق إلكترونية تقلل زمن مراجعة الشهادات، بدءًا من يناير المقبل، ضمن خطة التحول الرقمي التي رُبطت فيها –بحسب الوزارة– 25 قنصلية سودانية في الخارج بنظام التحقق من الشهادات، بهدف تقليص زمن تأكيد صحة الشهادات من أسابيع إلى ساعات، علاوةً على ربط إلكتروني شامل مع 172 مؤسسة تعليم عالي داخل السودان وخارجه.

تشكيل لجنة لمراجعة التعاقدات في منطقة وسط الخرطوم

أعلن مجلس إيرادات محلية الخرطوم عن تشكيل لجنة تختص بمراجعة تعاقدات المواقع التجارية، بما في ذلك الأسواق والمدارس والعقارات الحكومية التابعة للمحلية، بهدف توفيق أوضاعها القانونية.

وجاء القرار خلال اجتماع للمجلس ناقش حصر مواقع الأنشطة التجارية التي كانت تمارس عملها قبل اندلاع الحرب، تمهيدًا لتصحيح أوضاعها، إلى جانب ضبط المواقع المخالفة لشروط مزاولة النشاط وإزالتها، حسب ما ذكرت وكالة «سونا».

وشدد الاجتماع على ضرورة إزالة المخالفات البيئية، ومعالجة الظواهر السالبة في الطرق الرئيسة والمواقع الحيوية، بالتزامن مع تنفيذ أعمال النظافة والتجميل في الشوارع.

كما وجّه المجلس باستمرار حملات إزالة الأسواق العشوائية في منطقة «سوبا غرب»، وعلى امتداد شارع الخرطوم – مدني، إلى جانب حظر عمل موازين الخردة وتشديد الضوابط المتعلقة بنقلها وفق الإجراءات المعتمدة داخل الحدود الجغرافية للمحلية.

واستعرض الاجتماع كذلك سير عمليات نقل رفات ضحايا الحرب من داخل المخططات السكنية والتجارية، موجّهًا الوحدات الإدارية واللجنة المختصة باستكمال عمليات النقل وإعادة الدفن في المقابر خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين.

ووجّه المجلس أيضًا بإجراء حصر تفصيلي للسكان في الأحياء والمربعات، بالإضافة إلى المرافق الحيوية، تمهيدًا لتسليم البيانات لشركة توزيع الكهرباء، في إطار التحضيرات لاستعادة التيار الكهربائي بالمحلية.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع