قوى مدنية سودانية تعلن عن «إعلان مبادئ» من نيروبي وتصنف «المؤتمر الوطني» منظمة إرهابية
أعلنت جبهة سودانية تضم قوى سياسية وأجسامًا مهنية ومدنية وشخصيات وطنية، في ختام اجتماعاتها بالعاصمة الكينية نيروبي، اليوم، عن توافق وصفته بـ«التاريخي» لإنهاء الحرب في السودان وإعادة بناء الدولة.
وأقرت المجموعة ثلاث وثائق إستراتيجية تهدف إلى وقف النزاع، تصدرها «إعلان مبادئ لبناء وطن جديد»، و«خارطة طريق للعملية السياسية»، إلى جانب مذكرة قانونية تصنف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية «منظمة إرهابية».
وشددت الجبهة، في بيانها الختامي، على ضرورة الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، في هدنةٍ إنسانيةً تهدف إلى إنقاذ الأرواح. وحذّر المشاركون من أن المسار العسكري لن يفضي إلى حل، داعين إلى ربط المسارات الإنسانية والسياسية والعسكرية في حزمة واحدة تقود إلى «انتقال مدني ديمقراطي كامل، وتأسيس جيش قومي مهني واحد بعيدًا عن الاستقطاب الحزبي».
واعتمدت الجبهة مذكرةً تصنّف حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية السودانية وواجهاتها منظمةً إرهابية. واستند التصنيف إلى ما وصفه التحالف بـ«تورط النظام السابق في الانقلابات العسكرية، وإشعال حرب 15 أبريل، وارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية»، فضلًا عن «تحويل البلاد إلى منصة للإرهاب العابر للحدود وممارسة فساد افتراسي ونهب موارد الدولة».
وضمت قائمة الموقعين على هذه الوثائق طيفًا من الفاعلين، شمل أحزاب: الأمة القومي، والمؤتمر السوداني، والبعث العربي الاشتراكي، والحزب الجمهوري، إلى جانب حركات مسلحة أبرزها: حركة/ جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد النور، بالإضافة إلى أجسام مهنية ومدنية، مثل تنسيقية المهنيين ولجان مقاومة، وهيئة محامي دارفور. كما برزت في التوقيعات شخصيات وُصفت بـ«المستقلة»، في مقدمتها الدكتور عبد الله حمدوك، والحاج وراق، وعالم عباس، وصديق الزيلعي.
واختتمت الجبهة بيانها بتوجيه نداء عاجل إلى المجتمع الدولي للتدخل السريع لحماية المدنيين، لا سيما في مناطق كردفان الكبرى ودارفور، مؤكدًا التزامه باستعادة مسار ثورة ديسمبر وتحقيق شعارات «الحرية والسلام والعدالة» في وطن جديد يسع الجميع.
السودان يتصدر قائمة دولية بوصفه أخطر أزمة إنسانية في العالم للعام الثالث
وضعت لجنة «الإنقاذ الدولية» السودان في المرتبة الأولى في قائمة مراقبة الأزمات العالمية للعام 2025، محذرةً من أن البلاد تعاني ما وصفته بـ«أضخم مأساة إنسانية مسجلة في التاريخ الحديث». ويُعدّ هذا الإعلان، الصادر اليوم الثلاثاء، المرة الثالثة على التوالي التي يتصدر فيها السودان قائمة الدول العشرين الأكثر عرضة لمخاطر الطوارئ الجديدة أو المتفاقمة، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز اليوم.
وقال الرئيس التنفيذي للجنة، ديفيد ميليباند، إن ما يشهده السودان «لا يمكن وصفه بالحادث المأساوي العارض»، مؤكدًا أنه «نتيجة مباشرة لأفعال وقرارات سياسية تسببت في إطالة أمد النزاع ومنح مكافآت ضمنية للأطراف المتقاتلة».
وأشار ميليباند إلى أن العالم لا يكتفي بالفشل في الاستجابة، بل يراقب أزمة وصفها بأنها «توقيع حي على حالة الاضطراب العالمي الراهن»، بحسب تعبيره.
وحلّ السودان في طليعة القائمة متبوعًا بالأراضي الفلسطينية، ثم جنوب السودان، وإثيوبيا، وهايتي. وأشارت اللجنة إلى مفارقة إحصائية لافتة، قائلةً إن الدول الواردة في القائمة تمثل 12% فقط من سكان الكوكب، ولكنها تستوعب 89% من إجمالي الاحتياجات الإنسانية العالمية.
وشملت القائمة أيضًا دولًا عربية وأجنبية تعاني من اضطرابات مزمنة، من بينها لبنان، وسوريا، واليمن، وأفغانستان، وأوكرانيا، مما يُظهر اتساع رقعة عدم الاستقرار العالمي.
وحذرت اللجنة من استمرار تدهور الأوضاع في هذه الدول، متوقعةً أن تستضيف هذه البلدان العشرين أكثر من نصف فقراء العالم بحلول العام 2029 إن لم يتغير نهج التعامل الدولي مع هذه النزاعات.
«يونيسفا» تتخذ «إجراءات مشددة» لحماية قواتها بعد مصرع عدد من عناصرها في هجوم كادُقلي
أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة لأبيي (يونيسفا) أنها اتخذت «جميع الإجراءات اللازمة لحماية أفرادها ومنشآتها»، عقب هجوم بطائرة مسيّرة استهدف قاعدتها اللوجستية في مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان، وأسفر عن مقتل ستة من جنود حفظ السلام من بنغلاديش وإصابة تسعة آخرين.
وقالت القوة الأممية، في بيان، إن الهجوم الذي وقع في الثالث عشر من ديسمبر استهدف القاعدة في أثناء وجود الجنود لأداء مهامهم، واصفةً الضربة بـ«المروّعة». وأشارت إلى أنها أقامت مراسم تأبين رسمية، الإثنين، في مقر «يونيسفا» بمنطقة أبيي، لتكريم الجنود القتلى، على أن تُنقل جثامينهم إلى بنغلاديش.
وأضاف البيان أن الجنود المصابين أُجْلوا من كادُقلي إلى أبيي في يوم الهجوم، ويتلقون العلاج في مستشفى «يونيسفا»، مؤكدًا أن الرعاية الطبية الكاملة للمصابين تمثل «أولوية قصوى» للبعثة.
وأدانت «يونيسفا» الهجوم، بشدة، وقدمت تعازيها إلى أسر الضحايا وحكومة بنغلاديش وشعبها، معربةً عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين. كما أكدت أنها عززت إجراءات الحماية في قاعدة كادقلي اللوجستية، وتنسق من كثب مع الجهات المعنية لتقييم الوضع الأمني.
وأوضح البيان أن القائم بأعمال رئيس البعثة وقائد القوة، اللواء روبرت ياو أفرام، زار كادُقلي لتقييم الأوضاع ميدانيًا والتواصل مع قوات حفظ السلام والأطراف ذات الصلة.
وجددت «يونيسفا» التذكير بتحذير الأمين العام للأمم المتحدة من أن استهداف قوات حفظ السلام قد يرقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي، مؤكدةً أن المسؤولين عن الهجوم سيخضعون للمساءلة.
«أوتشا»: التصعيد العسكري في كردفان يعرّض المدنيين لمخاطر متزايدة
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من التدهور السريع للأوضاع الأمنية والإنسانية في إقليم كردفان، لافتًا إلى أن تصاعد الأعمال العدائية يعرّض المدنيين لمخاطر متزايدة في ولايتي جنوب كردفان وشمال كردفان.
ويأتي بيان «أوتشا» بعد هجوم بطائرة مسيّرة استهدف مستشفى السلاح الطبي في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، ما أدى إلى مقتل وإصابة ما يزيد على 19 شخصًا، من ضمنهم أفراد من الطاقم الطبي.
وأكد «أوتشا» أن استهداف المستشفيات والعاملين في القطاع الصحي يشكل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، داعيًا إلى حماية المرافق الطبية والمدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات.
وأشار المكتب الأممي إلى أن العنف المتصاعد أدى إلى موجة نزوح جديدة، إذ قدّرت المنظمة الدولية للهجرة عدد الفارين من عدة بلدات في جنوب كردفان خلال الأيام الماضية بأكثر من 1,700 شخص، في وقت ما تزال فيه الأوضاع الأمنية متقلبة في شمال كردفان، بما في ذلك مدينة الأبيّض، مع ورود تقارير عن هجمات إضافية.
«أوتشا»: استمرار تدفق النازحين من الفاشر إلى «طويلة» بشمال دارفور
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) باستمرار ارتفاع أعداد النازحين الفارين من مدينة الفاشر إلى محلية «طويلة» بولاية شمال دارفور، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية.
وبحسب المكتب الأممي، فقد سُجّل وصول أكثر من 25 ألف نازح إلى «طويلة» منذ أواخر أكتوبر الماضي، بعد عبورهم طرقًا غير آمنة، وسط «مخاطر جسيمة تتعلق بالحماية».
وأشار «أوتشا» إلى أنّ برنامج الأغذية العالمي قدّم مساعدات إنسانية إلى نحو نصف مليون شخص في «طويلة» خلال الشهر الماضي، فيما يواصل الوصول إلى قرابة مليوني شخص شهريًا في مختلف أنحاء دارفور، نصفهم تقريبًا في ولاية شمال دارفور، لا سيما في المناطق المحيطة بمدينة الفاشر.
مفوض أممي: أوضاع النساء النازحات في الدبّة «عارٌ» يلقي بظلاله على التضامن الدولي
وصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أوضاع النساء السودانيات النازحات في مدينة «الدبّة» شمالي البلاد بأنها «عارٌ يلقي بظلاله على التضامن الدولي»، لافتًا إلى أن فجوة التمويل تعيق الاستجابة الإنسانية على اتساع حجم الاحتياجات.
وقال غراندي إن زيارته الأخيرة إلى السودان، الأسبوع الماضي، كانت «تجربة مؤلمة ومحزنة»، مشيرًا إلى أن حجم الدمار وعمق الصدمة النفسية التي لحقت بالسكان كانا «مروّعين».
وذكر المفوض الأممي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح المنتدى العالمي للاجئين لعام 2025، أن من أصعب ما واجهه خلال الزيارة الاستماع إلى إفادات نساء نازحات في الدبّة، تحدثن عن تعرضهن للعنف الجنسي، لافتًا إلى أن التحدي الأكبر تمثل في عجز مفوضية شؤون اللاجئين وشركائها عن تقديم كامل الدعم المطلوب بسبب نقص التمويل.
وأشار المفوض السامي إلى «الأزمات المتلاحقة» التي شهدها العام الماضي، والتي شكّلت ما وصفه بـ«عاصفة مثالية»، لكنه شدد في المقابل على أن العمل الجماعي الدولي «أفضى إلى نتائج ملموسة وينبغي أن يستمر».
كما تطرق غراندي إلى ما وصفها بـ«الفظائع التي لا تنتهي» في عدد من مناطق النزاع، من بينها السودان وأوكرانيا وغزة وميانمار، مؤكدًا أن حجم الأزمات الإنسانية الراهنة يتطلب التزامًا دوليًا أكبر.
الاتحاد الأوروبي يطلق جسرًا جويًا طارئًا لإيصال المساعدات إلى دارفور
قال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إنه أطلق جسرًا جويًا طارئًا لإيصال مساعدات إنسانية إلى إقليم دارفور غربي السودان، في خطوة قال إنها «تهدف إلى دعم ملايين المتضررين من الحرب في السودان، وسط تفاقم أوضاع الجوع والنزوح والانتهاكات».
وأكد الاتحاد أن الجسر الجوي يتضمن ثماني رحلات محمّلة بإمدادات منقِذة للحياة، مشيرًا إلى أن أولى الرحلات وصلت يوم الجمعة الموافق 12 ديسمبر، ونقلت نحو 100 طن من المساعدات من مخزونات الإغاثة الأوروبية وشركائها. ومن المقرر أن تتواصل الرحلات خلال ديسمبر الجاري ويناير 2026.
ولفت بيان الاتحاد إلى «التدهور الحاد» الذي شهده الوضع الإنساني في إقليم دارفور إثر سيطرة «الدعم السريع» على مدينة الفاشر، حاضرة شمال دارفور، في أواخر أكتوبر الماضي، مما فاقم الأزمة التي وُصفت بالكارثية وقيّد وصول المساعدات الإنسانية.
وبحسب الاتحاد الأوروبي، يشمل الجسر الجوي مواد إيواء ومياه ومستلزمات الصرف الصحي والنظافة، بالإضافة إلى إمدادات طبية، بقيمة إجمالية تبلغ 3.5 ملايين يورو، ممولة من ميزانية المساعدات الإنسانية للاتحاد الأوروبي.
وأشار الاتحاد إلى أنه قدّم مساعدات إنسانية تقدر قيمتها بأكثر من 270 مليون يورو للسودان خلال العام الجاري، ما يجعله من أكبر المانحين للاستجابة الإنسانية، وأكبر تدخل إنساني للاتحاد الأوروبي في إفريقيا، بحسب البيان.
مفوضة أممية تعتزم زيارة مراكز إيواء النازحين
قالت وكالة السودان للأنباء (سونا) إن مفوضة حقوق الإنسان، ريم السالم، التي تزور السودان حاليًا، أعلنت عن اعتزامها تسجيل زيارات ميدانية إلى مراكز إيواء النازحين في ولايات الخرطوم والجزيرة والشمالية، للوقوف على الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون، وذلك خلال لقائها، أمس، وزيرة شؤون مجلس الوزراء لمياء عبد الغفار، بمكتبها في بورتسودان.
وذكرت الوكالة أن اللقاء بحث الأوضاع الإنسانية وملف حقوق الإنسان في السودان في ظل الظروف الحالية، إلى جانب سبل تعزيز التنسيق ودعم الجهود الرامية إلى رصد الانتهاكات التي طالت المدنيين.
وقالت الوكالة إن وزيرة شؤون مجلس الوزراء أعربت عن تقديرها لزيارة مفوضة حقوق الإنسان إلى السودان، مثمنةً اهتمامها بالقضايا الإنسانية وحقوق الإنسان، ودورها في تسليط الضوء على أوضاع المدنيين، ودعم الجهود المبذولة لحماية حقوقهم.
الخارجية: البرهان أعرب عن تقديره لجهود ابن سلمان لتحقيق السلام في السودان
قال وكيل وزارة الخارجية، السفير معاوية عثمان، إن رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، اختتم، مساء الإثنين، زيارة «ودية ناجحة» إلى المملكة العربية السعودية، أجرى خلالها مباحثات مع ولي عهد المملكة السعودية محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
وأمس الإثنين، وصل البرهان إلى عاصمة المملكة العربية السعودية، الرياض، برفقة وفد رسمي، والتقى ابن سلمان بقصر اليمامة في الرياض.
وأوضح وكيل الخارجية أن اللقاء تناول «مسار العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، عبر شراكة إستراتيجية مستدامة، من خلال مجلس التعاون الإستراتيجي بين السودان والمملكة»، والذي سترعاه قيادتا البلدين.
وأشار السفير إلى أن رئيس مجلس السيادة عبّر عن شكر السودان وتقديره لجهود ولي العهد والحكومة السعودية في دعم مساعي تحقيق السلام والاستقرار في السودان، مثمّنًا «رؤية ابن سلمان الشاملة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتطوير التعاون الاقتصادي وإقامة شراكات إستراتيجية بين شعوبها».
كما أعرب رئيس مجلس السيادة، بحسب «سونا»، عن تقديره لعزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الانخراط في جهود تحقيق السلام ووقف الحرب في السودان، بمشاركة السعودية، مؤكدًا حرص السودان على التعاون مع الإدارة الأمريكية ووزير خارجيتها ومبعوثها الخاص لدعم مساعي تحقيق السلام في البلاد.