القاهرة ترسم «خطوطًا حمراء» بشأن أزمة السودان تزامنًا مع زيارة البرهان.. وقتلى في هجوم على نهر النيل بـ«40» مسيّرة

مباحثات بين البرهان والسيسي بالقاهرة.. والرئاسة المصرية ترسم «خطوطًا حمراء» للأزمة

عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الحاكم في السودان، عبد الفتاح البرهان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات بالقاهرة، اليوم الخميس، تناولت الملفات الأمنية والسياسية والمائية ومستجدات الأوضاع الميدانية في السودان وسبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في قضايا الأمن الإقليمي، وذلك خلال زيارة يجريها البرهان إلى القاهرة اليوم.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، أن المباحثات تطرقت إلى مستجدات الأوضاع الميدانية، وأن الرئيس السيسي جدد موقف مصر «الثابت والداعم لوحدة السودان وسيادته»، ورفض أيّ محاولات لتقسيمه أو المساس بمؤسساته الوطنية. وأكد الجانبان ضرورة وقف الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوداني ومحاسبة المسؤولين عنها، وتكثيف المساعي الرامية إلى تقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني.

وفي الملف الإقليمي، شدد البيان على تطابق رؤى البلدين بشأن حوض النيل ومنطقة القرن الإفريقي، معربًا عن الرفض القاطع للإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق وضرورة احترام القانون الدولي لحماية الأمن المائي للبلدين.

وأصدرت الرئاسة المصرية بيانًا صحفيًا، تزامنًا مع زيارة البرهان إلى القاهرة، أوضحت فيه موقف مصر من تطورات الأوضاع في السودان.

وأكد المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية دعم بلاده الكامل لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان، ضمن توجهه لإحلال السلام وتسوية النزاعات عالميًا. 

وأعربت الرئاسة المصرية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الحالي وما وصفته بـ«المذابح المروعة» و«الانتهاكات السافرة» بحق المدنيين، لا سيما في مدينة الفاشر.

وشدد البيان المصري على وجود «خطوط حمراء» لا يمكن تجاوزها، في مقدمتها الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، ورفض انفصال أيّ جزء منه، أو الاعتراف بأيّ كيانات موازية. كما وصف الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بها بأنه «خط أحمر» آخر، مؤكدًا حق مصر في اتخاذ جميع التدابير التي يكفلها القانون الدولي واتفاقية الدفاع المشترك لضمان عدم تجاوز هذه الخطوط.

وأشار المتحدث إلى حرص مصر على الاستمرار في إطار «الرباعية الدولية» للتوصل إلى هدنة إنسانية تضمن إنشاء ملاذات وممرات آمنة لحماية المدنيين، بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية.

————————————————————————————

ناشطة حقوقية: توجيه البرهان بشأن تسهيل الجوازات غير مفاجئ وتحيط الشكوك بإمكانية تنفيذه

قالت المحامية والناشطة الحقوقية نون كشكوش، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، الخميس، إن توجيه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الأخير المتعلق بتسهيل إجراءات إصدار جوازات السفر «غير مفاجئ»، مشيرةً إلى صدور قرار مماثل في وقت سابق عقب مؤتمر القوى السياسية في بورتسودان، إلى جانب تصريحات سابقة لوزير الداخلية أكدت أن الحصول على الجواز غير مرتبط بمنع السفر.

ولفتت كشكوش إلى أن القرار السابق واجه عراقيل في التنفيذ، ورأت أن تكرار مثل هذه القرارات دون تطبيق فعلي يدفع المتضررين إلى التشكيك في إمكانية تنفيذ القرار الحالي، معربةً عن أملها في أن يُطبق هذه المرة.

وكان البرهان قد أدلى بتصريحات، أمس الأربعاء، خلال افتتاحه مركز «الفريق أول شرطة حقوقي خالد حسان محيي الدين» لاستخراج الأوراق الثبوتية، بمدينة بورتسودان، بحضور وزراء الداخلية والمالية والعدل. ووجّه بتسهيل الإجراءات، مشددًا على ضرورة عدم حرمان أيّ مواطن سوداني من استخراج أوراقه الثبوتية «حتى وإن كانت لديه بلاغات جنائية»، وعدّ ذلك من الحقوق المشروعة.

وعدّت كشكوش حق الحصول على جواز السفر والتنقل بحرية حقًا دستوريًا ومشروعًا، لا يجوز سلبه من أيّ مواطن، مشددةً على أن ضمان حرية التنقل يمثل ركنًا أساسيًا من حقوق الإنسان في السودان.

وأضافت كشكوش أن هذه التصريحات تسلط الضوء على التحديات الإنسانية والقانونية القائمة، في ظل صعوبة الوصول إلى بيانات دقيقة نتيجة السياسات الحكومية، داعيةً إلى ضمان التنفيذ الفعلي للقرارات الصادرة وعدم الاكتفاء بإعلانها.

وأفادت كشكوش بأنّ عدد الأشخاص الممنوعين من السفر أو من استخراج الأوراق الثبوتية في السودان يُقدَّر بنحو 100 اسم معروف، معظمهم من السياسيين والناشطين، إلى جانب آخرين لأسباب تتعلق بالانتماء القبلي أو بالنشاط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.

وأشارت الناشطة الحقوقية إلى أن الحصر الدقيق للأعداد غير ممكن، لافتةً إلى وجود مناطق وقبائل كاملة محرومة من الحصول على جوازات السفر أو مغادرة البلاد، ما يقيد حرية التنقل لآلاف المواطنين، لا سيما في مناطق النزاع.

————————————————————————————

والي نهر النيل: مقتل «3» أفراد بينهم طفلة في هجوم بـ«40» طائرة مسيّرة على الولاية

صرح والي نهر النيل، محمد البدوي عبد الماجد، لموقع إخباري محلي، بأن الولاية تمكنت من التصدي لهجوم جوي واسع شنّته «الدعم السريع»، فجر اليوم، باستخدام 40 طائرة مسيّرة، استهدفت مدينتي عطبرة والدامر، موضحًا أن 22 طائرة مسيّرة منها استهدفت مطار عطبرة، فيما استهدفت سبع طائرات مسيّرة المحطة التحويلية للكهرباء بمنطقة «المقرن» في عطبرة.

وذكر الوالي أن الهجوم على الولاية أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفلة من منطقة «عقيدة الدوم»، وإصابة آخرين.

في السياق، أعلن الدفاع المدني عن مقتل عنصرين من قوات الدفاع المدني، فجر اليوم الخميس، جراء هجوم بطائرات مسيّرة استهدف المحطة التحويلية للكهرباء بمنطقة «المقرن» في مدينة عطبرة، ما أدى إلى أضرار مباشرة في محولات تغذية التيار، وانقطاع الإمداد الكهربائي عن عدد من الولايات.

وقال مجلس التنسيق الإعلامي بشركة كهرباء السودان، في بيان، إن المحطة التحويلية بالمقرن تعرضت لإصابات مباشرة في محوّلات تغذية التيار، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، مشيرًا إلى أن قوات الدفاع المدني باشرت إخماد الحريق والسيطرة على آثاره، ولافتًا إلى أن الشركة ستُجري لاحقًا تقييمًا فنيًا شاملًا لتحديد حجم الأضرار والمعالجات اللازمة.

————————————————————————————

«أوتشا»: تصاعد الاحتياجات الإنسانية تزامنًا مع موجات نزوحٍ متسعة من كردفان ودارفور

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من التصاعد الكبير للاحتياجات الإنسانية، في ظل استمرار نزوح آلاف المدنيين من المعارك التي يشهدها إقليم كردفان.

ونزح مؤخرًا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، أكثر من 1,000 شخص من مدن كادُقلي والدلنج والكويك بولاية جنوب كردفان، متجهين إلى ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، بالإضافة إلى الخرطوم والنيل الأبيض.

وكانت السلطات في ولاية النيل الأبيض، قد أفادت بوصول نحو 1,600 نازح إلى مدينة كوستي، أغلبهم من النساء والأطفال، فرّوا من مناطق في غرب كردفان، من بينها بابنوسة وهجليج، شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأسابيع الماضية. وأشارت تقارير إلى أن النازحين قطعوا مسافاتٍ طويلة استغرقت أكثر من أسبوع.

وفي السياق نفسه، أفادت تقارير أممية عبور أكثر من 3,000 شخص مناطق في كردفان إلى منطقة «ييدا» في جنوب السودان خلال الأيام الماضية، مع توقعات بتزايد موجات النزوح في الفترة المقبلة.

وأشار المكتب الأممي إلى وصول نازحين من إقليمي كردفان ودارفور إلى ولاية القضارف شرقي السودان، حيث أفادت السلطات المحلية بوصول نحو 2,500 شخص إلى محلية الفاو، مع توقعاتٍ بارتفاع الأعداد خلال الأيام القادمة.

وفي الولاية الشمالية، تواصل أعداد النازحين الارتفاع في مدينة الدبّة، حيث يأوي معسكر «العفاض» أكثر من 15 ألف شخص من كردفان ودارفور، وسط نقص حاد في تمويل برامج الأمن الغذائي وسبل العيش والمساعدات النقدية، رغم توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية.

————————————————————————————

شبكة نقابية: مقتل «234» عاملًا صحيًا وفقدان العشرات منذ اندلاع الحرب

وثقت شبكة أطباء السودان، في أحدث تقاريرها، اليوم، مقتل 234 من الطواقم الطبية وإصابة 507 آخرين، جراء العمليات العسكرية والانتهاكات المستمرة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. 

وأشارت الشبكة إلى أنّ مصير أكثر من 59 عاملًا صحيًا «ما يزال مجهولًا»، في وقت سجلت فيه احتجاز 73 آخرين في مدينة نيالا في ظروف وصفتها بـ«بالغة السوء».

وعدّت الشبكة هذه الأرقام مؤشرًا على «استهداف ممنهج» للقطاع الصحي، في مخالفة صريحة للقوانين الدولية والاتفاقيات التي تكفل حماية المنشآت والطواقم الطبية في أثناء النزاعات المسلحة. 

وشدد التقرير على أن استمرار هذه الانتهاكات يعيق على نحو مباشر وصول الخدمات الطبية إلى المدنيين في مناطق النزاع.

وطالبت الشبكة أطراف النزاع بالوقف الفوري للانتهاكات، وضمان سلامة العاملين في الحقل الصحي، والكشف عن مصير المفقودين والمحتجزين. كما ناشدت المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل للضغط من أجل توفير حماية فعلية للطواقم الطبية، وضمان ممرات آمنة تمكنهم من أداء واجبهم الإنساني.

 

الصحة العالمية: «65» هجومًا على المرافق الصحية في السودان منذ يناير

طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر حسابه على منصة «إكس»، بحماية مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، وذلك على إثر استمرار الهجمات على المرافق الصحية، والتي كان آخرها مستشفى السلاح الطبي في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان.

وشارك غيبريسوس إحصاءات وثقتها منظمة الصحة العالمية تفيد بتعرض 65 مرفقًا صحيًا للهجمات منذ يناير من العام الجاري، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1,600 شخص وإصابة 276 آخرين.

وأضاف غيبريسوس أنّ كل هجوم جديد يتسبب في حرمان مزيدٍ من السكان من الخدمات الصحية والأدوية، لافتًا إلى أنها احتياجات لا تحتمل التأجيل أو انتظار إعادة بناء المرافق في سبيل استعادة الخدمات، ومشددًا على ضرورة أن تتمتع مرافق الرعاية الصحية والعاملون فيها بالحماية في جميع الأوقات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعربت، الثلاثاء الماضي، عن قلقها البالغ إزاء تقارير تفيد باحتجاز أكثر من 70 عاملًا صحيًا ونحو خمسة آلاف مدني قسرًا في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي السودان.

————————————————————————————

السلطة المدنية بـ«طويلة»: حريق «تجمعات النازحين» قضى على «80» منزلًا

أعلنت السلطة المدنية التابعة لحركة جيش تحرير السودان بمنطقة «طويلة» أن الحريق الهائل الذي اندلع أمس الأربعاء وسط تجمعات النازحين، أسفر عن تدمير 80 منزلًا بالكامل، مخلفًا أضرارًا واسعة طالت نحو «400» أسرة.

وعزا مسؤول الثقافة والإعلام بالسلطة المدنية، محمد يعقوب حسين، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، سبب الحريق إلى لعب أطفال بنار كانت موقدة لأغراض الطهي داخل إحدى الخيام، مما ساعد في سرعة انتشار النيران وانتقالها إلى بقية مساكن النازحين.

وكانت غرفة طوارئ «طويلة» قد وصفت، في تعميم صحفي، أمس، حجم الكارثة بـ«الهائل»، لافتةً إلى أن النيران لم تكتفِ بتدمير المساكن والممتلكات، بل أدت أيضًا إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية (الأغنام) المملوكة للنازحين، مما يضاعف معاناة الأسر التي تعتمد عليها في سبل عيشها.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع