1 أغسطس 2024 – كشف تقرير أممي كيف خلقت الحرب في السودان عواقب إنسانية غير مقبولة وكارثية على الأطفال، الذين يواجهون الجوع وخطر المجاعة الوشيك حيث لا يزال العاملون الإنسانيون في السودان يواجهون عوائق كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية.
فيما قالت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا غامبا، الأربعاء، إن الوضع في السودان كارثي وحياة الأطفال على المحك، حيث جاءت تصريحاتها بالتزامن مع نشر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاع المسلح في السودان.
وأفاد التقرير بأنه تم التحقق من 2,168 انتهاكا جسيما ضد 1,913 طفلا في الفترة ما بين الأول من يناير 2022 و31 ديسمبر 2023، مضيفا أن هذا يمثل زيادة صادمة مقارنة بفترة الإبلاغ السابقة.
وكان القتل والتشويه (1,525 حالة) أعلى انتهاك تم التحقق منه، يليه التجنيد والاستخدام (277) والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي ضد الأطفال (153).
وبحسب التقرير لوحظ ارتفاع كبير في الانتهاكات الجسيمة في أعقاب اندلاع الأعمال العدائية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023.
بالإضافة إلى ذلك، استمر العنف بين القبائل في التسبب في العنف ضد الأطفال، غالبًا بسبب الصراعات بين الرعاة والمزارعين، ومعظمها في إقليمي دارفور والنيل الأزرق، وفقًا لما ورد في التقرير.
14 مليون طفل بحاجة للمساعدات الإنسانية والحماية
ويحتاج حوالي 14 مليون طفل إلى المساعدات الإنسانية ومساعدات الحماية، كما أنهم يفتقرون الوصول إلى الغذاء والمياه والمأوى والكهرباء والتعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى ذلك، أصبح حوالي 19 مليون طفل في السودان خارج المدرسة.
وأشار التقرير إلى أنه من الأمور الأخرى المثيرة للقلق الفجوة في القدرات التي خلفها إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان يونيتامس.
وأضاف أن هذا لن يؤثر فحسب على رصد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال والإبلاغ عنها، وإنما سيقلل أيضا بشكل عام من وجود موظفي حماية الأطفال على الأرض، مما يعوق المشاركة مع أطراف النزاع والجهود المبذولة للتخفيف من احتياجات حماية الأطفال ومعالجتها.
وحثت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح أطراف الصراع على حماية المدنيين والأهداف المدنية، مع الالتزام الكامل بالقانون الإنساني الدولي والانخراط مع الأمم المتحدة لتبني وتنفيذ تدابير ملموسة لحماية الأطفال، بما في ذلك من خلال خطط العمل.
وقالت «أشعر بالفزع إزاء مستوى العنف الذي يؤثر على الأطفال، والتدمير الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمرافق الطبية، والافتقار إلى الجهود الفعالة من جانب أطراف الصراع لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية إلى السكان الذين يعانون، بمن فيهم الأطفال».
ودعت جميع الأطراف على الالتزام الفوري بوقف دائم للأعمال العدائية، مضيفة أن «مستقبل الأطفال في السودان يعتمد على ذلك».