24 سبتمبر 2025 – أعلنت قوى سياسية ومدنية سودانية قريبة من الجيش، الأربعاء، رفضها الانخراط في حوار يضم قوات الدعم السريع أو تحالف تأسيس الذي تقوده وسط محاولات دولية وإقليمية لجلب الأطراف المتحاربة إلى طاولة التفاوض.
وقالت الكتلة الديمقراطية، وقوى الحراك الوطني، وتحالف سودان العدالة، وتنسيقية العودة لمنصة التأسيس، والمؤتمر الشعبي، وتحالف منظمات المجتمع المدني، وكتلة نساء السودان في بيان مشترك، إنها عقدت أمس الثلاثاء لقاءات مع بعثات بريطانيا والولايات المتحدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأبدت هذه القوى تحفظاتها بشأن جولة الحوار المقررة في أكتوبر المقبل والتي كان قد دعا إليها الاتحاد الإفريقي الأطراف السودانية.
وأوضحت أنها استعرضت خلال لقائها مع البعثة البريطانية «تحفظاتها على المشاركة في الحوار المرتقب» مشيرةً إلى عدم وضوح الأطراف ومعايير اختيارهم، وكذلك أجندة ومنهجية الاجتماع.
وأضافت أن ممثليها دعوا بريطانيا والمجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإيصال الإغاثة الإنسانية إلى الفاشر وكادوقلي وبابنوسة، مؤكدين أن «تعدد الوسطاء والمبادرات يسهم في تعقيد الأزمة السودانية».
وفي لقاء منفصل مع السفارة الأمريكية، شددت القوى على موقفها «الرافض لأي عملية حوار يكون الدعم السريع أو ما يُعرف بالتأسيس طرفًا فيها».
ورأت أن الحوار السوداني «ينبغي أن يكون وطنيًا خالصًا، شاملاً لمختلف القوى الوطنية وتحت مظلة سودانية واحدة».
وكان الاتحاد الإفريقي و«إيقاد» قد أعلنا بالتعاون مع الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عزمهما عقد جولة «معززة» من المشاورات خلال أكتوبر المقبل، بهدف تعزيز وحدة القوى المدنية وتهيئة الأرضية لحوار شامل يقود إلى انتقال سياسي مدني.
كما أكدا التزامهما بالعمل مع مجموعة «الرباعية» (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة) لإنهاء الحرب وحماية وحدة السودان.
والأربعاء الماضي قال تحالف «صمود» لـ«بيم ريبورتس» إنه يدرس المشاركة في الحوار السوداني–السوداني الذي دعا إليه الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا بين السادس والعاشر من أكتوبر.
وأوضح الناطق الرسمي للتحالف أنه يجري تنسيقًا مع قوى «تتشابه معه في الرؤى» قبل تحديد الموقف النهائي، مشيرًا إلى أنه دفع برؤية سياسية ودعوة لتشكيل لجنة تحضيرية تضم الكتل الرئيسية.
من جانبه، ذكر القيادي في الكتلة الديمقراطية، مبارك أردول،لـ «بيم ريبورتس» أن الدعوة التي تلقتها القوى المدنية «تحضيرية»، على أن يعقد الحوار الفعلي في القاهرة لاحقًا.
وتأتي هذه التحركات بعد اجتماع «الرباعية» قبل أسبوعين والذي خلص إلى جدول زمني لإنهاء الصراع، تضمن هدنة إنسانية لثلاثة أشهر عبر مسار جدة، وإطلاق عملية انتقال مدني خلال تسعة أشهر.
وفيما رحب تحالف «صمود» بالبيان، أبدت الكتلة الديمقراطية تحفظات، معتبرة أن «أي جهد خارجي لن يحقق أهدافه ما لم يستند إلى رؤية القوى الوطنية ومعالجة جذور الأزمة السودانية».
وتُعد أديس أبابا منذ يوليو 2024 محطة رئيسية لمشاورات الاتحاد الإفريقي، حيث عُقدت فيها اجتماعات تحضيرية وجولات استشارية، فيما استضافت القاهرة لقاءات مماثلة منتصف 2024 لكنها لم تُفضِ إلى توافق نهائي.