المملكة المتحدة تفرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو و«3» من قادة «الدعم السريع».. والأمم المتحدة تعلن أنها ستلتقي طرفي الصراع في جنيف
بريطانيا تعاقب «4» من قادة «الدعم السريع» لتورطهم في «القتل الجماعي والعنف المنهجي»
فرضت المملكة المتحدة، اليوم الجمعة، عقوبات على أربعة من كبار قادة قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان، متهمةً إياهم بالتورط في «القتل الجماعي والعنف الجنسي المنهجي والهجمات المتعمدة على المدنيين» في السودان.
وذكرت الحكومة البريطانية أن من بين المعاقبين عبد الرحيم حمدان دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق القائد محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بالإضافة إلى ثلاثة قادة آخرين يشتبه في تورطهم في هذه الجرائم. وتشمل العقوبات المفروضة تجميد الأصول وحظر السفر على القادة الأربعة المستهدفين.
ومن الأسماء التي شملتها العقوبات قائد قطاع شمال دارفور جدو حمدان أحمد، والعميد في «الدعم السريع» الفاتح عبد الله إدريس الشهير بـ«أبو لولو»، والقائد الميداني تيجاني إبراهيم موسى محمد (الزير سالم).
وشددت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، في بيان، على أن «الفظائع التي تحدث في السودان مروعة للغاية إلى درجة أنها تندب ضمير العالم». وأضافت أن «عقوبات اليوم ضد قادة قوات الدعم السريع تضرب مباشرة أولئك الذين لديهم دماء على أيديهم».
وفي سياق متصل، تعهدت الحكومة البريطانية بتقديم دعم إضافي بقيمة 21 مليون جنيه إسترليني، لتوفير الغذاء والمأوى والخدمات الصحية وحماية النساء والأطفال في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
ويأتي هذا التحرك البريطاني في أعقاب خطة مقترحة من قبل الرباعية (الولايات المتحدة، الإمارات، مصر، والسعودية) لهدنة مدتها ثلاثة أشهر تليها محادثات سلام، وهي الخطة التي ردت عليها قوات الدعم السريع بالموافقة اللفظية، قبل أن تهاجم مواقع للجيش بطائرات من دون طيار.
غوتيريش: نستعد للقاء بأطراف الحرب في جنيف
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مقابلة مع قناة «العربي» السعودية، الخميس، إن مسؤولي المنظمة الدولية يستعدون للقاء الأطراف المتحاربة في السودان في مدينة جنيف، فيما لم يُحدد تاريخ اللقاء.
وأضاف غوتيريش أن الأمم المتحدة كانت قد وعدت بالوصول إلى الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، في المستقبل القريب جدًا، والتي ما تزال معزولة بسبب انقطاع الاتصالات وسيطرة «الدعم السريع» على خدمة «ستارلينك» في المنطقة.
وزاد غوتيرش: «لا أحد يتصرف بشكل جيد، ولكن هناك جانب واحد يرتكب بوضوح فظائع من أسوأ الأنواع، وهو قوات الدعم السريع».
وتأتي هذه التطورات وسط تدهورٍ متواصل في الوضع الإنساني وصعوبة وصول المساعدات إلى المناطق المتأثرة بالقتال.
الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من «التصعيد الحاد للعنف» بمناطق دارفور وكردفان
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه البالغ إزاء «التصعيد الحاد في العنف» الذي تشهده مناطق دارفور وكردفان، مؤكدًا أن ازدياد هجمات الطائرات من دون طيّار تُعرِّض المدنيين للأذى على نحو متصاعد.
وأفاد «أوتشا» بوقوع ضربات عديدة بطائرات مسيَّرة في دارفور خلال الأيام الماضية، مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين، مشيرًا إلى أن تقارير يوم الإثنين ذكرت أن ضربات استهدفت مدينتي «كتم» و«كبكابية» بشمال دارفور، مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة عشرة آخرين في «كتم» بشمال دارفور. وفي اليوم نفسه، استهدفت ضربات مماثلة مناطق في نيالا عاصمة جنوب دارفور وحولها، بالإضافة إلى بلدة «كتيلا».
وفي كردفان، قال المكتب الأممي إن استيلاء قوات الدعم السريع على أكبر حقل نفط في البلاد في بلدة «هجليج» بغرب كردفان، أدى إلى موجات فرار جديدة وتعميق المخاوف الإنسانية، لافتًا إلى أن العديد من العائلات وجدت نفسها نازحة للمرة الثانية. كما أشار إلى أن المنظمة الدولية للهجرة تحدثت عن فرار نحو 185 شخصًا من عاصمة جنوب كردفان (كادوقلي)، بسبب انعدام الأمن.
وكرر مكتب «أوتشا» دعوته إلى ضرورة الوقف الفوري للهجمات على المدنيين، وحماية جميع الأطراف للمدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية على نحو آمن ومستدام. كما أشار التقرير إلى أنّ المخاطر الطبيعية مثل الفيضانات والحرائق شردت أكثر من 35 ألف شخص إضافي في السودان هذا العام، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم العاجل والمساعدات المنقذة للحياة.
واشنطن: السودان على رأس أولوياتنا ونسعى إلى هدنة إنسانية غير مشروطة
قالت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، كاريسا جونزاليز، إن الولايات المتحدة تضع ملف السودان في مقدمة أولوياتها، وذلك في تصريحات لقناة «الشرق» السعودية. وأشارت جونزاليز إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعمل على وقف الحرب في السودان، مؤكدةً أن واشنطن تسعى إلى هدنة إنسانية «دون شروط مسبقة»، نظرًا إلى معاناة الشعب السوداني.
وشددت جونزاليز على أنه «لا يوجد حل عسكري في السودان»، وأنه ينبغي على الطرفين المتحاربين الموافقة على الهدنة الإنسانية لإدخال المساعدات الضرورية. كما أشارت إلى دعم واشنطن لمبادرة الرباعية (الولايات المتحدة، والسعودية، ومصر، والإمارات) لإعادة إحياء المسار السياسي في السودان، وفتح مرحلة انتقالية تضع البلاد على طريق حكم مدني، مؤكدةً أن الولايات المتحدة اتخذت خطوات عملية، بفرض عقوبات على أشخاص وكيانات تدعم قوات الدعم السريع في السودان.
تركيا تحذّر من «خطر التقسيم» وتُبدي قلقًا بالغًا إزاء اتساع القتال في السودان
حذّر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، من احتمالات تقسيم السودان، معربًا عن قلق أنقرة الشديد إزاء التطورات الجارية في البلاد. وأكد فيدان، في مقابلة بثتها قناة «الجزيرة» القطرية، ضرورة بذل «جهود عاجلة» للحيلولة دون وقوع هذا السيناريو.
وأعرب فيدان عن قلق بلاده البالغ إزاء احتمال تقسيم السودان، لافتًا إلى أنه أمرٌ «ينبغي منع حدوثه». كما أشار إلى أن اشتداد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايات كردفان الثلاث أدى إلى موجات نزوح واسعة وتدهور إنساني متصاعد خلال الأسابيع الماضية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية والسياسية في الدولة.
شبكة «صيحة»: وثقنا 1,294 حالة عنف جنسي ارتكب 87% منها عناصر من «الدعم السريع»
قالت شبكة المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الإفريقي (صيحة)، في تقريرٍ جديد، إنها وثّقت 1,294 حالة عنف جنسي في 14 ولاية سودانية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مشيرةً إلى أنّ 87% من هذه الحالات ارتكبها أفراد من «الدعم السريع».
ووفق التقرير، اتخذت الانتهاكات طابعًا غير مسبوق منهجيًا رافق عمليات السيطرة الميدانية لـ«الدعم السريع»، بدءًا من اقتحام المنازل والنهب المصحوب بالاغتصاب، مرورًا بالاعتداءات في الأماكن العامة، ووصولًا إلى الاحتجاز طويل الأمد الذي تتعرض فيه النساء للاغتصاب الجماعي والتعذيب.
وأفادت الشبكة بأنّ الهجمات طالت نساء وفتيات من ولايات عديدة، لا سيما من قبائل غير عربية في دارفور، بينما سُجّلت أيضًا حالات انتقائية في ولاية الجزيرة استهدفت فتيات صغيرات.
يأتي هذا بينما يتواصل القتال في مناطق كردفان عقب سقوط الفاشر، وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الانتهاكات في ظل غياب آليات حماية فعالة.
الكونغرس الأمريكي يبحث جرائم الحرب في السودان.. وانتقادات للتمويل الخارجي للحرب
عقدت اللجنة الفرعية لشؤون إفريقيا في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي جلسة استماع مفتوحة، أمس الخميس، لبحث وقف إراقة الدماء، ورد الولايات المتحدة على الجرائم ضد الإنسانية في السودان. وشارك في الجلسة التي عُقدت في مبنى «رايبورن» نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية فينست سبيرا وعدد من المسؤولين.
وفي كلمته، أكد سبيرا أن الإدارة الأمريكية ترى أنه «لا أطراف جيّدة في هذا الصراع»، مشددًا على أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبتا «انتهاكات جسيمة».
وأبان سبيرا أن عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت «إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا»، بينما ارتكب أفراد من الجيش «جرائم حرب»، مذكرًا بإعلان واشنطن في مايو 2024 أن حكومة السودان استخدمت أسلحة كيميائية.
بخصوص ملف الدعم الخارجي، أكد سبيرا أن الولايات المتحدة طرحت الملف «على أعلى المستويات»، مشددًا على ضرورة وقف هذا الدعم «فورًا»، مشيرًا إلى أن الجهود الأمريكية تشمل وقف «الدعم المباشر وغير المباشر الذي يمر عبر دول أخرى»، معتبرًا هذه القضية «محورًا أساسيًا في جهود الرباعية».
ومن جانبه، وجّه رئيس اللجنة الفرعية، الجمهوري، كريس سميث، انتقادات حادة للدعم الخارجي، مؤكدًا أن الذهب الذي تهرّبه قوات الدعم السريع عبر الإمارات «يموّل مباشرة آلة الحرب التابعة لها». واتهم سميث الإمارات بأنها «تزوّد قوات الدعم السريع بالأسلحة التي تُستخدم في قتل المدنيين»، داعيًا إياها إلى وقف جميع أشكال الدعم.
كما أشار سميث إلى أن «السودان أصبح ساحة لعب لقوى خارجية»، لافتًا إلى «التأثير الخبيث لروسيا الساعية لإقامة قاعدة بحرية في بورتسودان». ووجه انتقادات مماثلة بخصوص الدعم الذي يتلقاه الجيش السوداني، مشيرًا إلى «تقارير عن طائرات مسيّرة إيرانية تعزّز قدرات القوات المسلحة السودانية». ودعا تركيا وإيران إلى وقف الدعم العسكري للجيش السوداني، مجددًا مطالبته بتصنيف قوات الدعم السريع «منظمة إرهابية أجنبية».
وفي ختام الجلسة، أكد سميث أنه لن يتحقق سلام في السودان ما لم يُحاسب البرهان وحميدتي، اللذين قال إنهما «دمّرا السودان بوحشية ومن دون رادع».
الدقير يصف اتفاق هجليج بالإيجابي.. ويطالب باستدعاء الإرادة نفسها لـ«هدنة إنسانية»
انتقد رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، في مقال منشور على صفحته الرسمية على «فيسبوك»، الخميس، الرفض المستمر للمسار السياسي السلمي، وذلك تعليقًا على الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت، لدخول قوات من جيش بلاده إلى حقل «هجليج» لتأمين المنشآت النفطية.
وفي الثامن من ديسمبر الجاري، سيطرت قوات الدعم السريع على حقل «هجليج» النفطي بولاية غرب كردفان على الحدود مع جنوب السودان، بعد انسحاب الجيش من المنطقة.
وأعلنت دولة جنوب السودان عن اتفاق ثلاثي بين رئيس الدولة سلفاكير ميارديت ورئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ينتشر بموجبه جيش جنوب السودان في حقل «هجليج»، وفقًا لتصريحات أطلقها رئيس هيئة أركان جيش جنوب السودان بول نانق من داخل «هجليج».
وأعرب الدقير عن أسفه على أن يُواجَه مبدأ التفاوض الذي أفضى إلى اتفاق على حماية المنشآت النفطية «من أجل العائد الاقتصادي» بـ«الرفض والتعنت» عندما يكون الهدف «خلاص الوطن والشعب من الحرب وويلاتها» عبر الحل السياسي، بحسب تعبيره.
ووصف الدقير اتفاق حماية المنشآت النفطية بأنه «إيجابي وموفق»، لكنه دعا إلى استدعاء ذات الإرادة التي حققت هذا الاتفاق وتوجيهها نحو «ما هو أولى»، مثل «اتفاق هدنة لحماية حقّ الإنسان المقدّس في الحياة وصون كرامته».
وشدد رئيس حزب المؤتمر السوداني على أولوية الحياة الإنسانية، مؤكدًا أن «النفط الذي يتدفق في خط الأنابيب ليس أغلى من الدماء التي تتدفق في شرايين البشر»، داعيًا الأطراف إلى توفير الإغاثة والغذاء والدواء للمتضررين.