
«الدعم السريع» تكثف هجماتها على الفاشر وعدد النازحين في «طويلة» يصل إلى «700» ألف
17 أبريل 2025 – قالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، اليوم، إن القوات المسلحة السودانية تصدت لهجوم من «ميليشيات الجنجويد» على مدينة الفاشر من المحورين الشمالي والشرقي الجنوبي، مشيرةً إلى تجدد الاشتباكات صباح اليوم الخميس، في المدينة التي تحاصرها «الدعم السريع» منذ العاشر من مايو 2024.
وفي الأثناء، قال مجلس تنسيق غرفة طوارئ جبل مرة وطويلة، في تقرير صدر اليوم الخميس، إن عدد النازحين في «طويلة» تجاوز 700,000 شخص، من بينهم نحو 450,000 نازح وصلوا خلال الأسبوعين الماضيين فقط، مشيرًا إلى أنّ معظمهم يعيشون في العراء أو داخل مبانٍ متهالكة، دون توفر أدنى مقومات الحياة من غذاء أو مأوى أو رعاية صحية.
وشهدت مدينة الفاشر حملات نزوح مكثفة منها ومن معسكر «زمزم» للنازحين، جراء تصاعد هجمات «الدعم السريع» على المنطقة، وسط إدانات محلية ودولية وإقليمية واسعة.
وفي منشور آخر اليوم، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر أن «الدعم السريع» استهدفت المنطقة للمرة الثانية بـ«المسيرات الانتحارية والاستطلاعية وحاملات المقذوفات»، لافتةً إلى أنها ظهرت بكثافة في سماء المدينة. وطالبت المواطنين بأخذ الحيطة والحذر.
وأوضحت التنسيقية أنها لم تتمكن من حصر القتلى والمصابين اليوم، لكنها أشارت إلى أن من ضمنهم أحد الدعاة البارزين في المدينة، والذي قالت إنه لقي مصرعه جراء سقوط قذيفة أطلقتها «الدعم السريع» داخل مسجد «بلال بن رباح» في حي «النصر»، وهو الشيخ خريف محمد خريف.
وفي السياق نفسه، قالت التنسيقية إن حصاد القصف المدفعي وغارات الطائرات المسيّرة من قبل «ميليشيات الجنجويد»، يوم أمس، على سوق «المواشي» وأحياء مدينة الفاشر المختلفة، بلغ 57 قتيلًا «أكثرهم من الأطفال والنساء»، بالإضافة إلى عدد كبير جدًا من المصابين، قالت إن إصاباتهم خطيرة.
وأمس الأربعاء، أعربت الأمم المتحدة عن «قلقها البالغ» إزاء تصاعد العنف وتدهور الوضع الإنساني في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، وما حولها. ودعت جميع أطراف الصراع إلى حماية المدنيين وتيسير الوصول الإنساني. كما حثت على زيادة الدعم الدولي لضمان استمرار وصول المساعدات الأساسية لـ«الأكثر استضعافًا في السودان».
وأشارت المسؤولة من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة سيتفاني تريمبليه، إلى ورود تقارير من الشركاء على الأرض بشأن وقوع ما وصفتها بـ«الفظائع»، بعد ما أفيد عن استيلاء جماعات مسلحة –لم تسمّها– على مخيم «زمزم» للنازحين.
أكثر من 700 ألف نازح في مدينة «طويلة»:
وفي السياق، أعلن مجلس تنسيق غرفة طوارئ جبل مرة وطويلة، اليوم، عن تفاقم الوضع الإنساني في مدينة «طويلة» بولاية شمال دارفور، نتيجة تصاعد الأعمال العدائية والاشتباكات المسلحة خلال الأسابيع الماضية، مما أدى إلى نزوح جماعي قال إنه «الأكبر من نوعه» منذ اندلاع النزاع المسلح في الإقليم.
وقال المجلس، في تقريره، إن عدد النازحين في المدينة تجاوز حاجز الـ700,000 شخص، من بينهم نحو 450,000 نازح وصلوا خلال الأسبوعين الماضيين فقط، مشيرًا إلى أن معظمهم يعيشون في العراء أو داخل مبانٍ متهالكة، دون توفر أدنى مقومات الحياة من غذاء أو مأوى أو رعاية صحية.
وأشار التقرير إلى أن من بين النازحين أعدادًا كبيرة من الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، في وقت تسود فيه أوضاع صحية ومعيشية متدهورة، بسبب انعدام المياه النظيفة والأدوية، وانتشار الأمراض المعدية داخل بعض مناطق النزوح.
وأكد المجلس أن المدينة باتت واحدة من أكبر مراكز استقبال النازحين في الإقليم، مما أدى إلى استنزاف قدرات المجتمع المحلي، في ظل غياب شبه كامل لأي استجابة من المنظمات الدولية أو الإقليمية، باستثناء بعض المبادرات المحلية المحدودة التي لا تغطي الاحتياجات المتزايدة.
وحذّر مجلس تنسيق غرفة الطوارئ من تفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة، مطالبًا المنظمات الإنسانية بـ«تدخل إنساني عاجل» وإرسال مساعدات طبية وغذائية طارئة إلى المدينة ودعم الجهود المحلية في عمليات الإيواء والتنسيق وتسهيل إيصال المساعدات وتوزيعها بالتعاون مع غرفة الطوارئ.
واختتم المجلس بيانه بمناشدة جميع الجهات الإنسانية والمعنية بحقوق الإنسان بالتحرك فورًا لتجنب «كارثة وشيكة» قال إنها تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين في «طويلة» وما حولها.