Category: مرصد بيم

ما حقيقة الفيديو المتداول بشأن طرد قوات إماراتية من مطار صومالي تُنقل عبره الإمدادات إلى «الدعم السريع»؟

ما حقيقة الفيديو المتداول بشأن طرد قوات إماراتية من مطار صومالي تُنقل عبره الإمدادات إلى «الدعم السريع»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس» تقريرًا مصورًا من إنتاج قناة الجزيرة يتحدث عن توترات بين الصومال والإمارات، احتجزت جراءه الحكومة الصومالية معدات عسكرية إماراتية، فيما سمحت للضبّاط الإماراتيين بمغادرة البلاد عبر مطار «بوصاصو». وتداولت الحسابات مقطع الفيديو على أنه تقرير حديث يوثق استيلاء الصومال على معدات عسكرية إماراتية إلى جانب 10  ملايين  دولار، مع الإشارة إلى أن مطار «بوصاصو» تُنقل عبره المعدات العسكرية إلى دارفور لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ أبريل 2023.

وجاء نص الادعاء في بعض المنشورات على النحو الآتي:

«الصومال   تطرد الامارات  قرن الشيطان  من  ارضها و تستولى  على المعدات العسكرية  و 10  مليون  دولار هذا المطار  به رادار اسرائيلى  يراقب الصواريخ الحوثية  اليمنية  المتجه  الى اسرائيل وكذلك  يتم عبره نقل المعدات العسكرية و المرتزقة  الى الجنجويد  فى دارفور كل الدول الافريقية المتعاون مع الامارات ستفعل  ذلك الامارات اصبحت  ورقة  مكشوفة و محروقة  اين ما ذهبت  حل  الخراب و الدمار و اجتماع الرباعية غدا فى امريكا  هو  محاولة  تبيض وجهها  ودفعت لامريكا  اموال  طائلة   فى ذلك   لتحويلها  من راعية للارهاب  الى  راعية  للسلام  فى السودان   و هذا  عشم  ابليس اطردوا شيطان العرب وجنوده من أي مكان حلوا فيه لأنهم ليس لديهم غير الخراب والدمار».

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

(390) ألف متابع

                                      YASIN AHMED

1

(69) ألف متابع 

ود قوش 

2

(12) ألف متابع 

الجندي الجسور 

3

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن مقطع الفيديو المتداول مع الادعاء، وتبيّن أنه قديم، نُشر في أبريل 2018، مع النص الآتي: «سلطات أمن مطار بوصاصو ترفض إخراج معدات عسكرية إماراتية».

كما بحث فريق المرصد في موقع وكالة الأنباء الصومالية، ولم يجد أيّ معلومات حديثة تدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

الخلاصة

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ الفيديو قديم، نُشر في أبريل 2018. ولم يجد المرصد في موقع وكالة الأنباء الصومالية أيّ معلومات حديثة تدعم صحة الادعاء، كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحته.

ما حقيقة تحذير رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من عودة المواطنين إلى «13» حيًا في الخرطوم؟

ما حقيقة تحذير رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من عودة المواطنين إلى «13» حيًا في الخرطوم؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نصّ تصريحٍ منسوبٍ إلى رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية السفير فرناندو أرياس، يقول فيه لوكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) –بحسب الادعاء– إن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في 13 حيًا في مدينة الخرطوم، محذرًا المواطنين من العودة إليها، ومضيفًا أنه «من المستهجن وغير الإنساني أن لا يعلن الجيش السوداني عن المناطق والأحياء التي استخدم فيها الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليًا» – وفقًا للادعاء المتداول.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية*

الجيش إستخدم السلاح الكيمائي في (13) حي بالخرطوم ويجب عدم العودة إليها نهائيا.

قال الجنرال فرناندو أرياس رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة في تصريحات لوكالة (أ.ف.ب) انه من المستهجن والغير إنساني أن لا يعلن الجيش السوداني عن المناطق و الأحياء التي استخدم فيها الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا من باب مسؤلياته المهنية تجاه المواطنين.

وأضاف “نعرب ببالغ اسفنا بأن الجيش قد استخدم هذه الأسلحة في (13) حي من أحياء العاصمة المثلثة ومعظم هذه الأحياء بها مباني شاهقه ويجب علي المواطنين بشكل واضح عدم العودة إليها نهائيا حفاظا على أرواحهم».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في موقع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وحسابها على منصة «إكس»، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء.

كما بحث فريق المرصد في حساب وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف. ب) على منصة «إكس»، ولم يجد فيه أيّ أثر للتصريح المنسوب إلى رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء في أيّ مصدر موثوق.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في موقع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ولا في حسابها الرسمي أو حساب وكالة الأنباء الفرنسية على منصة «إكس». كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

شركات وهمية وشبكات سلوك زائف منسق.. أبرز أنماط التضليل من أبريل إلى يونيو 2025

تواصل حملات التضليل نشاطها في الفضاء الرقمي السوداني بوتيرتها المعهودة، مع إعادة تدوير الأنماط نفسها، من أخبار كاذبة وصور ومقاطع مضللة وتصريحات مفبركة، في ظل استمرار الحرب وتفاقم الغموض السياسي والميداني. وخلال هذا الربع من العام، برز إضافة جديدة تمثلت في نشاط شركة إعلامية وهمية، ما يطرح تساؤلات بشأن الجهات المنظمة لهذه الحملات وأهدافها.

في هذا التقرير، يرصد «مرصد بيم» أبرز أشكال التضليل خلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2025، ويحلل السياقات التي ساعدت على انتشارها، والجهات التي استهدفتها، والوسائل التي استُخدمت لتضخيم أثرها.

أبرز أشكال التضليل التي مورست في الفترة من أبريل إلى يونيو 2025:

  1. نشر مقاطع فيديو مضللة في سياق تعزيز التقدم العسكري لأحد طرفي النزاع.
  2. نشر صور قديمة أو غير ذات صلة بالسودان واستخدامها في التضليل.
  3. نشر تصريحات وخطابات مفبركة ونسبتها إلى الفاعلين في الشأن السوداني.
  4. نشر معلومات مفبركة تتعلق بقوى خارجية فاعلة في الشأن السوداني.
  5. شبكات سلوك زائف منسق.

 

وفيما يلي نوضح جميع أشكال التضليل السابق، بالشرح والتحليل، مع تقديم أمثلة من تقارير المرصد.

1. نشر مقاطع فيديو مضللة بشأن الوضع الميداني:

المعلومات المضللة المستخدمة في التضليل المتعلق بالتقدم الميداني أو التفوق العسكري هي ظاهرة رافقت حملات التضليل منذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023، إذ استخدمتها حملات التضليل الداعمة لكلٍّ من الجيش و«الدعم السريع» ضمن دعايتها الحربية. وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة استُخدم هذا الشكل من التضليل، بكثافة، لتعزيز الموقف العسكري والميداني لكلّ طرفٍ من طرفي النزاع. وخلال أبريل الماضي، نشرت حسابات داعمة للجيش السوداني مقطع فيديو تظهر فيه مجموعة من المركبات العسكرية، على أنها متحرك «الصيّاد» التابع للجيش، في محاولة لاستعراض القوة العسكرية للجيش، لكن تبيّن أن مقطع الفيديو كان مضللًا، إذ يوثّق استعراضًا عسكريًا للجيش النيجيري، ولا صلة له بالجيش السوداني أو الحرب الجارية في السودان.

وفي السياق نفسه، نشرت الكثير من الحسابات المناوئة لـ«الدعم السريع» صورًا ومقاطع فيديو تُحاول إظهار «الدعم السريع» متقهقرًا ميدانيًا، وسيطرة الجيش وتقدمه من الناحية العسكرية. ففي مايو الماضي، نشرت بعض الحسابات مقطع فيديو تظهر فيه شاحنة محترقة وسط مجموعة من الجنود وهم يحتفون بتدميرها، مدعيةً أنها كانت تحمل إمدادات لـ«الدعم السريع»، دُمرت على  طريق «كتم» في ولاية شمال دارفور غربي السودان. وتبيّن أن مقطع الفيديو كان مضللًا ولا صلة له بالسودان، بيد أنه لقي انتشارًا واسعًا بين المتلقين.

يظهر الرسم البياني الآتي المعد بأداة  Meltwater مدى انتشار الادعاء:

2. معلومات مضللة استهدفت قوى سياسية:

في ظل الحرب المستمرة التي تعصف بالسودان، لم تقتصر أدوات الصراع على السلاح والعتاد فحسب، بل امتدت لتشمل الفضاء المعلوماتي. وأصبحت القوى السياسية هدفًا لحملات واسعة من المعلومات المضللة التي تهدف إلى تشويه السمعة وإثارة الانقسام بين المكونات السياسية والاجتماعية.  ومع تعقّد المشهد السياسي والعسكري، أضحت الأخبار الكاذبة والمفبركة وسيلة فعالة لتوجيه الرأي العام والتأثير في مواقف الفاعلين المحليين والدوليين.

ولاحظ فريق المرصد أن المعلومات المضللة استهدفت بعض المسؤولين في الحكومة الحالية. وعلى سبيل المثال، رصَد، في أبريل الماضي، تصريحًا منسوبًا إلى وزير المالية جبريل إبراهيم يقول فيه إنه أصدر توجيهات بزيادة رسوم ترخيص المركبات الشخصية (الملاكي) إلى 620 ألف جنيه سوداني. وتبيّن أن التصريح كان مفبركًا، لكنه لقي انتشارًا واسعًا نظرًا إلى ارتباطه المباشر بحياة المواطنين.

وعلى الصعيد الآخر، لم تسلم القوى السياسية من حملات التضليل؛ ففي الشهر نفسه، انتشر ادعاء مفبرك يفيد بأنّ التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) بحَثَ مع الولايات المتحدة الأمريكية خطةً لتوطين الفلسطينيين في السودان. ومع أنّ الادعاء كان مفبركًا، انتشر على نطاق واسع لارتباطه بمسألة توطين الفلسطينيين التي كانت تُتداول بكثافة في الفضاء الرقمي في تلك الأيام.

3. معلومات مضللة استهدفت قوى خارجية فاعلة في الشأن السوداني:

مع استمرار الحرب في السودان، أصبحت القوى الخارجية المنخرطة في الشأن السوداني هدفًا لحملات تضليل ممنهجة. وقد سعت أطراف إلى تشويه صورة هذه القوى أو تحريف مواقفها، بهدف تأليب الرأي العام والتأثير في المجتمع الدولي، مما زاد من تعقيد المشهد السوداني وأربك محاولات فهم حقيقة الأوضاع في البلاد. وخلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2025، نُشرت العديد من المواد المضللة بشأن القوى الخارجية الفاعلة في الشأن السوداني، وكان هدف بعض هذه المواد المضللة إظهار دعم دولة معينة أو جهة خارجية لأحد طرفي النزاع. وعلى سبيل المثال، تُداول في أبريل الماضي، تصريح على لسان وزير الدفاع المصري، يقول فيه إن بلاده هي المقصودة بأيّ تحرك من «الدعم السريع» نحو شمالي السودان، متوعّدًا بـ«القضاء عليه لحظة تحركه». وتبيّن أن التصريح كان مفبركًا،  في محاولة لإظهار دعم مصر للجيش السوداني، ما في ساعد في انتشار التصريح.

وفي مايو الماضي، وعقب تعيين مجلس السيادة الحاكم في السودان كامل إدريس رئيسًا للوزراء، بالإضافة إلى تعيين أعضاء جدد في المجلس، وإلغاء إشراف أعضاء المجلس على الوزارات والوحدات الحكومية، انتشر تصريح مفبرك منسوب إلى وكيل وزارة الخارجية البريطانية، يقول فيه إن بلاده لن تعترف بأيّ حكومة يشكلها الجيش في السودان. ومع أن التصريح كان مفبركًا، انتشر على نطاق واسع لتزامنه مع الأحداث الجارية في ذلك الوقت. وفي سياق متصل، وفي أعقاب الإعلان عن العقوبات الأمريكية على السودان بسبب مزاعم بشأن استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في العام 2024، خلال الحرب الدائرة في البلاد – انتشر تصريح منسوب إلى عضو في الكونغرس الأمريكي، قال فيه إن التقارير بشأن استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية تتطابق مع معلومات قدمتها قوى مدنية متحالفة تعمل على وقف الحرب، مع ذكر المتحدث الرسمي باسم تحالف «صمود» جعفر حسن، ولقي الادعاء انتشارًا واسعًا مع أنه مفبرك.

4. أنماط متعددة من التضليل ومجالات متنوعة:

لاحظ فريق المرصد كذلك، خلال الفترة الماضية، نشر وإعادة نشر معلومات مضللة في منصات مختلفة وبشأن قضايا متعددة. ففي يونيو الماضي، مثلًا، تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» صورةً تُظهر باصات سفرية على طريق مسفلت، مدعيةً أنها تحمل مواطنين سودانيين قادمين من مصر، على الحدود السودانية المصرية. وتبيّن أنّ الادعاء مضلل، ونُشر من قبل في يناير 2025، وتحقق منه فريق المرصد وقتها، ولكن أعيد تداوله مجددًا. كما تداولت بعض الحسابات على منصة «فيسبوك» مقطع فيديو يظهر فيه شخص وهو يستخرج كتلة تبدو أنها من الذهب، مدعيةً أن الفيديو يوثق استخراج «أكبر قطعة ذهب في السودان»، ولكن تبيّن أنّ الفيديو مضلل، ولا صلة له بالسودان، ولكنه انتشر، مع ذلك، على نطاق واسع.

5. شركة وهمية وشبكات سلوك زائف منسق:

رصد «مرصد بيم» نشاطًا رقميًا مريبًا تديره شركة إعلامية وهمية تُدعى «Bridle360». وظهر الإعلان الأول في 7 مارس 2025، على منصة «إكس»، وكان يعرض وظائف لمراسلين ميدانيين في مناطق النزاع في السودان. ومع أن الإعلان بدا احترافيًا، لكن غياب أيّ معلومات عن المنصة أو القائمين عليها دفع فريق المرصد إلى التوسع في التحقيق. ولاحظ الفريق أنّ المنصة تخفي هويتها خلف نطاقات مجهولة وحسابات مزيفة وسلوك رقمي يروج لروايات مؤيدة لـ«الدعم السريع» وداعمة للأدوار الإماراتية في السودان. وعند فحص الموقع الإلكتروني لـ«Bridle360»، ظهرت عدة مؤشرات مثيرة للريبة؛ إذ سُجّل النطاق في 8 يوليو 2024، عبر شركة «Namecheap»، مع تفعيل خدمة إخفاء البيانات بواسطة «Withheld for Privacy ehf» في آيسلندا، مما يمنع معرفة هوية المالك الحقيقي. كما أنّ الموقع لا يتضمن أيّ معلومات عن المؤسسين أو عناوين اتصال موثوقة. 

روايات مؤيدة لـ«الدعم السريع»:

تحليل محتوى الحسابات المرتبطة بـ«Bridle360» كشف بوضوح، أنها تروّج سرديات «الدعم السريع» بشأن الحرب. ويركز المحتوى على مناصرة «الدعم السريع» في الصراع السوداني، وأوضاع النازحين، ومهاجمة الجيش السوداني والقوات المساندة له. فيما تشمل الوسوم المتكررة: «#السودان»، و«#السودان_ينتصر»، و«#عزل_البرهان». وتعيد الحسابات نشر محتوى بعضها البعض، مما يعزز فكرة التنسيق.

يظهر الرسم البياني الآتي استعمال وسم «#السودان_ينتصر» وهو أحد وسوم الشبكة:

6. شبكة تعزز موقف «الدعم السريع» وتهاجم الجيش السوداني:

خلال الفترة الماضية أيضًا، لاحظ فريق المرصد نشاطًا لمجموعة من الحسابات على منصة «إكس»، أغلبها حسابات أُنشئت في مايو 2024، بأسماء إناث، وتعمل جميعها على دعم قوات الدعم السريع، من خلال نشر معلومات بشأن تحركاتها على الصعيدين السياسي والعسكري. ولاحظ الفريق أن معظم الحسابات يعيد مشاركة محتوى بعضها البعض، ويضاف إلى هذه الحسابات حسابات أخرى، مثل حساب «قنقر نيوز» الذي يعمل، على نحوٍ منسق، في نشر معلومات مضللة لمصلحة «الدعم السريع». ومن أجل ضمان تحقيق أهدافها ووصول محتواها إلى جمهور أوسع، عملت الشبكة على نشر العديد من المعلومات المضللة في هيئة صور ومقاطع فيديو أو حتى تصريحات مفبركة. 

السمات المشتركة بين الحسابات:
  1. تتفاعل الحسابات بعضها مع بعض بالمتابعة والإعجاب وإعادة نشر المحتوى. 
  2. تنشر الحسابات محتوى يتضمن الوسوم نفسها في أوقات متقاربة فيما يبدو سلوكًا منسقًا.
  3. تنشر الحسابات محتوى داعمًا لـ«الدعم السريع».
  4. تنشر الحسابات محتوى داعمًا للإمارات وتشاد.
  5. تنشر الحسابات محتوى يهاجم الجيش السوداني والقوى السياسية المحسوبة على الحركة الإسلامية.

تستخدم الشبكة وسومًا متشابهة، مثل: «#الامارات_مع_السودان» «#الامارات_شريك_السلام» و«الكيزان_سبب_الحرب» و«كن_أنت_الجاهزية»، و«#جاهزية_من_اجل_القضية».

يُبرز هذا التقرير كيف أصبح الفضاء الرقمي السوداني ساحة رئيسية لصراع الروايات والسرديات، وكيف تستخدم المعلومات المضللة أداةً لتوجيه الرأي العام وتشكيل المواقف السياسية والاجتماعية. فمنذ أبريل وحتى يونيو 2025، تصاعدت حملات التضليل التي استهدفت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والقوى السياسية والمدنية، كلًا على حدة، في ظل بيئة إعلامية هشة وشح في المصادر الموثوقة. وقد أظهرت البيانات التي حُللت نشاطًا ملحوظًا لشبكات السلوك الزائف المنسق التي اضطلعت بدور محوري في بث محتوى مضلل يعزز من حدة الاستقطاب، مما عمّق حالة الانقسام وزاد من تعقيد المشهد السوداني.

ما حقيقة الصورة المتداولة على أنها «جواز إسرائيلي لمبارك الفاضل»؟

ما حقيقة الصورة المتداولة على أنها «جواز إسرائيلي لمبارك الفاضل»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» صورةً على أنها جواز سفر إسرائيلي لرئيس حزب الأمة – الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل المهدي.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«خطير جدا موقع ناشط تشادي مهتم بشؤون السودان ينزل صورة لمبارك الفاضل بجواز اسرائيلي منذ عام 2013».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

1

تجمع رحالين ترحال ليمون قو فرس

(570) ألف متابع

2

قروب دعم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك

(129) ألف متابع

3

                            Amira Taha Ahmed 

(64) ألف متابع

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» فحصًا بصريًا لصورة جواز السفر المنسوب إلى مبارك الفاضل، وتبيّن من الفحص الآتي:

وفقًا للصورة المتداولة، فإن جواز السفر المزعوم أصدر في العام 2008، ووقتها لم تكن إسرائيل قد بدأت في استخدام هذا التصميم في جوازاتها؛ فقد كانت جوازات السفر الإسرائيلية، في ذلك الوقت، تحمل شعار الدولة، إلى جانب كلمتي «State of Israel» و«Passport»، أما في الصورة المتداولة، فيظهر اسم الدولة باللغة العبريّة «מדינת ישראל»، وباللغة الإنجليزية «State of Israel»، وتحته كلمة «דרכון» و«Passport». كما يظهر في أسفل الغلاف الرمز البيومتري للجواز، والذي لم يُضَف إلى جوازات السفر الإسرائيلية إلا بدءً من العام 2013. وعليه، فإن الجواز الظاهر في الصورة لا يمكن أن يكون قد صدر في العام 2008، نظرًا إلى احتوائه على ميزات لم تُعتمد إلا بعد خمس سنوات من التاريخ المذكور في الصورة المتداولة، بالإضافة إلى أنّ صورة الجواز المنسوب إلى مبارك الفاضل خلت من زخرفة غصن الزيتون التي أضيفت إلى تصميم الجواز في نسخة العام 2013.

كما أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تثبت صحة الادعاء.

الخلاصة:

الادعاء مفبرك؛ إذ تبين أنّ الصورة المتداولة متلاعبٌ بها. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه مخاطبة البرهان لحشد من مواطني القولد بالشمالية؟

ما حقيقة الصورة الرائجة لـ “ثائر سوداني قيد نفسه بالسلاسل تعبيرا عن رفضه للاستبداد” ؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» مقطع فيديو، مع ادعاء يفيد بأنه يوثق مخاطبة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لحشد من مواطني محلية القولد في الولاية الشمالية لدى زيارته للمنطقة.

وجاء نص الادعاء في بعض المنشورات كالآتي:

«الفريق البرهان في القولد».

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

1

Sudania 24 TV سودانية 24

(2.4) مليون متابع

2

اخبار السودان اليوم

(314) ألف متابع

3

ود الشامي

(131) ألف متابع

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن مقطع الفيديو، وتبيّن أنه جزء من فيديو قديم، نُشر للمرة الأولى في مارس 2023 خلال زيارة البرهان إلى منطقة القولد بالشمالية ومخاطبته أهالي المنطقة آنذاك.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد في موقع وكالة السودان للأنباء «سونا»، وفي الصفحة الرسمية لمجلس السيادة الانتقالي على منصة «فيسبوك»، ولم تظهر أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تفيد بأنّ الفيديو حديث.

الخلاصة

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ المقطع جزء من فيديو قديم نُشر للمرة الأولى في مارس 2023، ولم يجد فريق المرصد أيّ دليل موثوق على صحة الادعاء في أيّ منصة رسمية، كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحته.

ما حقيقة تصريح وزير التجارة المصري بشأن التواصل مع عبد الرحيم دقلو لـ«دفع عجلة السلام»؟

ما حقيقة تصريح وزير التجارة المصري بشأن التواصل مع عبد الرحيم دقلو لـ«دفع عجلة السلام»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نصّ تصريحٍ منسوبٍ إلى وزير التجارة والصناعة المصري أحمد سمير، يعلن فيه، عبر الإذاعة القومية المصرية، عن فتح قنوات تواصل مع القائد الثاني لـ«الدعم السريع» عبد الرحيم دقلو، بهدف «دفع عجلة السلام بين مصر والسودان» – بحسب الادعاء.

وجاء الادعاء على النحو الآتي: 

«في تصريح مفاجئ أثار الكثير من التساؤلات، أعلن وزير التجارة والصناعة المصري، المهندس أحمد سمير، عبر الإذاعة القومية المصرية، عن فتح قنوات تواصل مع الفريق عبد الرحيم دقلو، قائد ثاني قوات الدعم السريع، بهدف “دفع عجلة السلام” بين مصر والسودان، أو كما قالها الوزير بصيغة مباشرة: “لدفع عجلة السلام الماضية الآن على مستوى الإدارة الأمريكية والمملكة العربية السعودية».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في الحساب الرسمي لوزارة التجارة والصناعة المصرية على منصة «فيسبوك» وفي موقع الوزارة، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد عن آخر اللقاءات والمقابلات التي أجراها وزير التجارة والصناعة المصري، ولم يجد أيّ تصريحات ذات صلة بالادعاء.

كما أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تثبت صحة الادعاء.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في حساب وزارة التجارة والصناعة المصرية على «فيسبوك» ولا في موقعها. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

ما حقيقة ترحيب رئيس جنوب إفريقيا باختيار «حميدتي» رئيسًا لتحالف «تأسيس»؟

ما حقيقة ترحيب رئيس جنوب إفريقيا باختيار «حميدتي» رئيسًا لتحالف «تأسيس»؟

تداولت حسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس» تصريحًا منسوبًا إلى رئيس دولة جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، يبارك فيه اختيار قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» رئيسًا لتحالف السودان التأسيسي (تأسيس).

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«رئيس جنوب أفريقيا: نبارك اختيار دقلو رئيساً لتحالف السودان التأسيسي».

بعض الحسابات التي تداولت الادعاء:

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في حساب رئيس جنوب إفريقيا وحساب مؤسسة الرئاسة على منصة «إكس»، وفي موقع وزارة الخارجية الجنوب إفريقية وموقع وكالة أنباء جنوب إفريقيا، ولم يُعثر فيها جميعًا على أيّ تصريح صادر عن الرئيس أو أيّ مؤسسة رسمية في البلد بشأن اختيار «حميدتي» رئيسًا لتحالف «تأسيس».

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء في أيّ مصادر إخبارية موثوقة أو وكالات دولية أو مقابلات تلفزيونية.

ويأتي تداول الادعاء بعد إعلان تحالف «السودان التأسيسي» (تأسيس) عن تشكيل هيئته القيادية، الثلاثاء الماضي، واختيار محمد حمدان دقلو، المعروف باسم «حميدتي»، رئيسًا للهيئة، وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال عبد العزيز الحلو نائبًا له.

الخلاصة

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في حساب رئيس جنوب إفريقيا على منصة «إكس» ولا في أيّ موقع رسميّ في دولة جنوب إفريقيا. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه قصف عنيف من «الدعم السريع» على الفاشر؟

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه قصف عنيف من «الدعم السريع» على الفاشر؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» مقطع فيديو يُظهر قصفًا عنيفًا على منطقة ما، على أنه يوثق هجومًا من قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. ويأتي تداول الادعاء، عقب إعلان الجيش السوداني أنه تصدى لهجوم جديد من «الدعم السريع» على الفاشر أمس الثلاثاء.

وجاء نص الادعاء في بعض المنشورات على النحو الآتي:

«الفا_شر الان #افرشوووووووو في غضون ٤٨ ساعة ستسمعون اخبار مفرحة انشاء الله دعواتكم لى الأشاوس بالنصر

الفاشر الان يتم ارسال المساعدات الإنسانية عدة كرت».

الحسابات التي تداولت الادعاء :

1

ادريس ياسر ادريس

(38) ألف متابع

2

محمد الغالي حران  

(33) ألف متابع 

3

الإعلامي يآجوج ومآجوج 

(32) ألف متابع 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن مقطع الفيديو المتداول مع الادعاء، وتبيّن أنه قديم، نُشر في أكتوبر 2023، مع النص الآتي: «شاهد غارات جوية إسرائيلية على بيت لاهيا شمال قطاع غزة».

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تثبت صحة الادعاء.

الخلاصة:

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ الفيديو قديم، نُشر في أكتوبر 2023 وليس له علاقة بالسودان. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه عراك بين أعضاء الحكومة في بورتسودان؟

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه عراك بين أعضاء الحكومة في بورتسودان؟

تداولت العديد من الصفحات على منصة «فيسبوك» مقطع فيديو يظهر فيه أشخاصٌ يتعاركون في ما يبدو أنها قاعة اجتماعات، على أنه مقطع يوثق معركة بالكراسي بين أعضاء الحكومة الحالية في بورتسودان.

وجاء نص الادعاء في بعض المنشورات على النحو الآتي:

«بورتسودان الآن ، معركة بالكراسي  والمعادن والمالية

واشتباكات شديدة بين الجاكومي وجبريل وطمبور يضرب مناوي بالكرسي في الراس».

الحسابات التي تداولت الادعاء :

1

لجان المقاومة السودانية 

(216) ألف متابع 

2

المسيري مدريدي

(26) ألف متابع 

3

Aguot A Wany

8 آلاف متابع 

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن مقطع الفيديو المتداول مع الادعاء، وتبيّن أنه قديم، نُشر في مايو 2019، مع النص الآتي: «عراك بالأيدي بين عدد من ممثلي الأحزاب والكيانات السياسية بعد إجتماعها باللجنة السياسية للمجلس العسكري الإنتقالي في السودان».

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تثبت صحة الادعاء.

الخلاصة:

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ الفيديو قديم، نُشر في مايو 2019. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

  حرب الروايات على «إكس»: كيف تعزز شبكة زائفة سردية «الدعم السريع» وتشوّه الجيش السوداني؟

مع تطور النزاع المندلع في السودان منذ أبريل 2023 واشتداد حدته، تطورت أشكال التضليل وتنوعت لتشكّل بعدًا آخر لحرب المعلومات، نشطت فيها شبكات السلوك الزائف المنسق في نشر الشائعات والمعلومات المضللة لدعم طرفي النزاع. وكان «مرصد بيم» قد رصَد العديد من شبكات التضليل التي تعمل على دعم الجيش والدعم السريع من خلال المعلومات المضللة، وكشفها في تقارير مفصلة. وفي هذا التقرير يكشف المرصد عن شبكة سلوك منسق تعمل لمصلحة «الدعم السريع» على منصة «إكس»، وتنشر محتوى مؤيد لها، مستغلةً في ذلك معلومات مضللة لتحقيق أهدافها.

أهداف الشبكة:

  1. دعم قوات الدعم السريع من خلال نشر معلومات مضللة لمصلحتها.
  2. إظهار وجود دعم قبلي لـ«الدعم السريع» من خلال نشر معلومات مضللة.
  3. مهاجمة حزب المؤتمر الوطني والقوى السياسية المحسوبة على الحركة الإسلامية.
  4. مهاجمة الجيش ومحاولة إظهاره متقهقرًا عسكريًا أمام «الدعم السريع».
  5. نشر معلومات عن انتهاكات لحقوق الإنسان حدثت بالفعل في السودان، ونسبتها إلى الجيش.
  6. دعم رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.
  7. مهاجمة جمهورية مصر ونشر معلومات عن دعمها للجيش السوداني.

تكوين الشبكة:

لاحظ «مرصد بيم»، في يناير 2025، مجموعة من الحسابات على منصة «إكس»، أغلبها حسابات أُنشئت في مايو 2024، بأسماء إناث، وتضع صورة موحدة لامرأة ترتدي ملابس محتشمة. وتعمل جميع هذه الحسابات على دعم قوات الدعم السريع، من خلال نشر معلومات بشأن تحركاتها على الصعيدين السياسي والعسكري. ولاحظ فريق المرصد أن معظم الحسابات يعيد مشاركة محتوى بعضها البعض، ويضاف إلى هذه الحسابات حسابات أخرى، مثل حساب «قنقر نيوز» الذي يعمل، على نحوٍ منسق، في نشر معلومات مضللة لمصلحة «الدعم السريع».

وتتكون الشبكة مما يتجاوز 50 حسابًا، وتنشر كل الحسابات المحتوى نفسه، ولا تنشر أيّ محتوى آخر. كما لاحظ الفريق أن أغلب الحسابات تعيد مشاركة محتوى حسابين، أحدهما حساب «Bandar»، وهو حساب أنشئ في يوليو 2021 على أساس أنه حساب سعودي ينشر ويشارك محتوى داعم لقوات الدعم السريع ويهاجم، من وقتٍ إلى آخر، جمهورية مصر، كما يهاجم، على نحو صريح ومباشر، الجيش السوداني وأنصاره إلى جانب أنصار النظام السابق الذين يعرفون محليًا باسم «الكيزان».

إلى جانب الدعم الصريح لقوات الدعم السريع ومهاجمة الجيش السوداني، يروّج حساب «Bandar» محتوى يعزز العلاقات السودانية الخليجية، لا سيما العلاقات السودانية السعودية. وفيما يقدم الحساب نفسه على أنه سعودي، يستعمل في محتواه العامية السودانية.

وتعيد حسابات الشبكة، مثل حساب «زينب الميرغني» و«Fatma Albakri»، نشر محتوى حساب «Bandar»، مع الإشارة إليه في المنشورات التي تنشرها لمصلحة «الدعم السريع» أو تلك التي تهاجم الجيش السوداني.

إلى جانب حساب «Bandar»، ينشط حساب آخر باسم «Abdulaziz Aljabrah» –أُنشئ في فبراير 2023– في تقديم محتوى بشأن ما يجري في المنطقة العربية و«إسرائيل»، بالإضافة إلى  نشر محتوى عن مجريات الأحداث في السودان، مع التركيز على نشر محتوى داعم لقوات الدعم السريع، ورسم صورة لـ«السودان الجديد» المنتظَر تشكله تحت إدارة «الدعم السريع» وقائدها «حميدتي»، بدعم وتأييد من رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك؛ إذ يروّج الحساب فكرة وجود تعاون بين «الدعم السريع» والقوى السياسية المنضوية في تحالف «صمود».

ولاحظ فريق المرصد أن حساب «Abdulaziz Aljabrah» يهاجم الجيش السوداني والجماعات المحسوبة عليه هجومًا مباشرًا، كما ينشر صورًا ومقاطع فيديو على أنها انتهاكات ارتكبها الجيش السوداني ضد مدنيين، ويستفيض في نشر معلومات عن سيطرة أعضاء من حزب المؤتمر الوطني –ويشير إليهم الحساب باسم «الكيزان»– على الجيش السوداني، ويزعم أن هذه السيطرة تواجه حالة من الرفض وسط أفراد الجيش، جعلت كثيرين منهم ينضمون إلى «الدعم السريع».

ويروج الحساب أن ثمة انشقاقًا داخليًا في الجيش، وينشر هذه المزاعم من دون دليل واضح يؤكد صحتها، إذ لم ينشر أسماء الضباط أو الجنود الذين يزعم أنهم انضموا إلى صفوف «الدعم السريع»، كما لم ينشر أيّ معلومات تؤيد صحة هذه المزاعم. ويتبنى الحساب نهجًا ترويجيًا لمصلحة قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي»، ويقدمه بوصفه القائد القادم للسودان، فيما تنشر حسابات الشبكة محتوى حساب «Abdulaziz Aljabrah» لضمان انتشاره.

ومن الملاحظة العامة، يتضح أنّ حسابي «Bandar» و«Abdulaziz Aljabrah» يتخذان نهجًا معاديًا للحركات الإسلامية في المنطقة العربية وشمال إفريقيا، ويظهر ذلك جليًا في المحتوى الذي يقدمه الحسابان، لا سيما في السياق السوداني، إذ يربطان الحرب، ربطًا مباشرًا، بالحركة الإسلامية في السودان. وتجدر الإشارة إلى أنّ حساب «Bandar» أوقف من قبل إدارة «إكس»، إلى جانب العديد من الحسابات الأخرى التي تضخم محتوى الشبكة، في أثناء العمل على إعداد هذا التقرير.

ومع أن حسابي «Bandar» و«Abdulaziz Aljabrah» ينشران محتوى يدعم أهداف الشبكة التضليلية، إلا أن بقية الحسابات لا تكتفي بالنشر فقط، إنما تنتج، هي الأخرى، محتوى يدعم أهداف الشبكة، إذ نجد –مثلًا– أن حساب مثل حساب «بت الفرسان» الذي أنشئ في يونيو 2018، ينشر محتوى داعمًا لقوات الدعم السريع ومعاديًا للجيش السوداني، فقد نشر الحساب العديد من المعلومات المضللة التي تحقق منها فريق المرصد خلال العام الماضي؛ ولاحظ الفريق أن الحساب يتابع حسابات مثل «قنقر نيوز» الداعم لهذه الشبكة، فيما تنشر حسابات الشبكة، مثل حساب «سارة محمد» محتوى حساب «بت الفرسان» لضمان انتشاره، إذ أنّ السمة الأبرز لأغلب حسابات الشبكة، هي نشر محتوى الشبكة إلى جانب مشاركته من الحسابات الأخرى.

ومن ضمن حسابات الشبكة الفاعلة أيضًا في نشر المحتوى الذي يخدم أهدافها، رصد الفريق حساب «ألحان موسى» الذي يركز على إظهار دور إيجابي للإمارات العربية المتحدة في السودان، ويحاول تصوير العلاقات بين البلدين كأنه «نموذج للتضامن الإنساني»، بحسب وصف الحساب. وينشر الحساب محتوى داعم لـ«الدعم السريع» ومؤيد للدور الإماراتي في السودان، كما يهاجم الجيش السوداني والقوات التابعة له؛ وإلى جانب نشر محتوى خاص به، ينشر الحساب ويضخّم محتوى حسابات الشبكة الأخرى مثل حساب «قنقر نيوز».

ولاحظ فريق المرصد أيضًا نشاط مجموعة من الحسابات، أهمها حساب «sara malik elsaeed». وتعرّف صاحبة الحساب نفسها بأنها إعلامية وناشطة حقوقية وباحثة في مجال العلاقات الدولية والدراسات الدبلوماسية. ويعمل الحساب على نشر محتوى يخدم أهداف الشبكة، بما في ذلك دعم قوات الدعم السريع ومهاجمة الجيش السوداني.

وعقب العقوبات التي فرضتها الخارجية الأمريكية مؤخرًا على السودان تحت مزاعم اتهام الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية في حربه ضد «الدعم السريع»، نشط الحساب في نشر محتوى بشأن الأمر، مستغلًا الأخبار المتداولة بشأن انتشار «الكوليرا» في الخرطوم، إذ نشر ادعاءات بشأن هذه الحالات قائلًا إنها ليست «كوليرا» إنما حالات تسمم جراء التلوث الكيميائي الذي تسببت فيه أسلحة الجيش.

ومن ضمن الحسابات أيضًا حساب «Remaz ali ReRe» الذي يتابع بقية حسابات الشبكة، مثل حساب «Abdulaziz Aljabrah» وحساب «sara malik elsaeed»، ويعمل الحساب على تضخيم محتوى هذه الحسابات، كما يتبنى أهداف الشبكة، ويعمل على نشر محتوى يعزز تقدم قوات الدعم السريع وغلبتها العسكرية.

محتوى آخر:

ومن ضمن ملاحظات فريق المرصد أن بعض حسابات الشبكة كانت –قبل نشاطها في نشر محتوى يدعم قوات الدعم السريع ويُهاجم الجيش السوداني على نحو منسق– تعمل على نشر نوع آخر من المحتوى؛ إذ درجت هذه الحسابات على نشر محتوى عن الحوثيين في اليمن.

ولاحظ الفريق، مثلًا أن أن حساب «حليمة بت الطيب» –وهو أحد الحسابات النشطة في الشبكة– نشَر، في يوليو 2023، منشورًا عن جماعة الحوثي في اليمن، تتهمها فيه بارتكاب «مجازر مروعة» وتصفها بـ«الوحشية». وفي السياق نفسه، يُذكر أن بعض حسابات الشبكة تحاول أن تربط بين جماعة الحوثي والجيش السوداني، إذ نشر حساب «sara malik elsaeed» مقطع فيديو على أنه تقرير من منظمة باسم «واعيين» عن «تسليح الحوثيين والإيرانيين لكتائب البراء في السودان بتدبير من ياسر العطا».

فيما نشر حساب «Remaz ali ReRe» محتوى بشأن استنساخ إيران كيانات وتنظيمات على شاكلة «حزب الله» في لبنان و«الحشد الشعبي» في العراق و«الحوثيين» في اليمن، يزعم فيه أن كتيبة «البراء بن مالك» امتدادٌ لهذا المشروع في السودان، في محاولة لتعزيز سردية بشأن تعاون بعض الفصائل المساندة للجيش السوداني مع إيران ومشروعها في المنطقة.

محتوى مضلل لتحقيق أهداف الشبكة:

لضمان تحقيق أهدافها ووصول محتواها على نحو أسرع وإلى جمهور أوسع، عملت الشبكة على نشر العديد من المعلومات المضللة في هيئة صور ومقاطع فيديو أو حتى تصريحات مفبركة. ونجد أن حساب مثل «بت الفرسان» نشر العديد من المعلومات المضللة على نحو منظم، تركز في أغلب الأحيان، على إظهار «التفوق الميداني لقوات الدعم السريع» إلى جانب الأهداف العامة للشبكة، مثل مهاجمة القوى السياسية المحسوبة على الحركة الإسلامية ومهاجمة الجيش وإظهاره متقهقرًا.

وخلال فبراير الماضي، نشر الحساب مقطع فيديو تظهر فيه مجموعة من الجنود وحولهم معدات عسكرية، فيما يتعرضون للقصف – مدعيةً أن المقطع يوثق قصف من «الدعم السريع» على منطقة «الكدرو» بالخرطوم بحري شمال العاصمة. وتحقق فريق المرصد من مقطع الفيديو، وتبيّن أنه مضلل، إذ نُشر للمرة الأولى في العام 2020، ولا صلة له بالحرب الجارية، ولكن هدف نشره إلى إظهار الغلبة العسكرية لـ«الدعم السريع».

وينشر الحساب معلومات مغلوطة بهدف إظهار الجيش ضعيفًا في مناطق سيطرته، إذ نشر الحساب، خلال العام الماضي، صورةً لميناء «عثمان دقنة» وهو يحترق، زاعمًا أنها صورة حديثة للميناء بعد أن أضرم فيه عمال النيران، احتجاجًا على انعدام السيولة المالية، جراء «الأزمة الاقتصادية التي تضرب المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش». وتبيّن أن الصورة  قديمة، نُشرت في مايو 2022، ولا صلة لها بالأحداث الجارية.

ولاحظ فريق المرصد أيضًا أن حسابات الشبكة اعتمدت، في كثير من الأحيان، على الذكاء الصناعي في إنشاء المحتوى المضلل الذي تستخدمه في حملاتها، إذ نشر حساب «ياسمين محمد عثمان» –وهو أحد الحسابات التي تضخم محتوى الشبكة من خلال النشر والمشاركة– صورةً على منصة «إكس» لمنطقة تبدو عليها آثار القصف والدمار، زاعمًا أنها مدينة «بابنوسة» بعد عامين من الحرب. وتبيّن أنّ الصورة مولّدة بالذكاء الصناعي.

كشف تحليل الحسابات المرتبطة بالشبكة عن درجة عالية من التنسيق تهدف إلى تضخيم المحتوى المشترك، وذلك من خلال النشر وإعادة النشر، واستخدام الوسوم الموحدة، والتوقيت المتزامن للنشر، إلى جانب أساليب أخرى. وقد مكّننا هذا التحليل من تحديد الحسابات المحورية داخل الشبكة، ومن بينها حساب «توماس»، الذي لم يُسجل أي نشاط يُذكر منذ إنشائه في يونيو 2024، سواء من حيث النشر أو إعادة النشر، ورغم ذلك يُعد من أكثر الحسابات متابعةً لحسابات الشبكة وتلقى منها عددًا كبيرًا من المتابعات، مما يرجّح احتمال كونه حسابًا مشغلًا أو يُستخدم لأغراض تنسيقية داخل الشبكة.

السمات المشتركة بين الحسابات:

  1. تتفاعل الحسابات بعضها مع بعض بالمتابعة والإعجاب وإعادة نشر المحتوى. 
  2. تنشر الحسابات محتوى يتضمن الوسوم نفسها في أوقات متقاربة فيما يبدو سلوكًا منسقًا.
  3. تنشر الحسابات محتوى داعمًا لـ«الدعم السريع».
  4. تنشر الحسابات محتوى داعمًا للإمارات وتشاد.
  5. تنشر الحسابات محتوى يهاجم الجيش السوداني والقوى السياسية المحسوبة على الحركة الإسلامية.
  6. تستخدم الشبكة وسومًا متشابهة، مثل: «#الامارات_مع_السودان» «#الامارات_شريك_السلام» و«الكيزان_سبب_الحرب» و«كن_أنت_الجاهزية»، و«#جاهزية_من_اجل_القضية».

ويُظهر الرسم البياني أدناه، والمعد بأداة «Meltwater»، مدى انتشار وسم «#جاهزية_من_اجل_القضية».

يوضح مخطط الشبكة أدناه نمط التفاعل بين الحسابات التي تم رصدها ضمن هذه الشبكة من حيث علاقات المتابعة. يشير كل سهم إلى أن الحساب المُصدِر يتابع الحساب المُستقبِل. ويُلاحظ بوضوح تمركز عدد من الحسابات المحورية داخل الشبكة، ويتجلى ذلك في كثافة الأسهم الواردة والصادرة منها، مما يعكس دورها المركزي في بنية الشبكة. ويتضح أن أبرز الحسابات المركزية هي:

  1. Abdulaziz Aljabrah 
  2. توماس
  3. عالية الطيب
  4. بت الفرسان

جدول يوضح بعض الحسابات الفاعِلة في الشبكة:

اسم الحساب 

اسم المستخدم 

اسم الحساب 

اسم المستخدم

بت الفرسان

@bitalfursan

Bandar

@2NONO2021

Abdulaziz Aljabrah

@ajabrah2030

قنقر نيوز

@GANER_NEWs

سارة محمد

@SaraSaritacasro

ياسمين محمد

@yassmiina_a

بلاد النور 

@bladalnoor2022

زاهية 

@zahiaelhily2

همس 

@hms12001

سماح علي

@samahAloob

Jamila Albaz

@jamilaalbaz

زينب الميرغني 

@zainabalmrghani

مريم النور 

@mariam_Alnour

Amna Albashir

@Amna_albashir

هدير عبد القادر

@nesyyaan

منى أحمد محمد

@Tiiigan

ألحان موسى

@Alhan_mousa

sara malik elsaeed

@karmen_saeed

Remaz ali ReRe

@RemazaliReRe

عالية الطيب

@Aayla_Altayeb

ومن خلال متابعة الحسابات وتحليل المحتوى الذي نشرته والوسوم التي استعملتها، تبيّن أن هذه الحسابات تعمل على نشر سرديات تُناصر «الدعم السريع» وتهاجم الجيش السوداني. كما استغلت الشبكة في نشاطها العديد من الأحداث الجارية لدعم سرديّتها، مما ساهم في انتشار المعلومات التي نشرتها، بما في ذلك محتوى يدعم العلاقات مع دول مثل تشاد والإمارات، إلى جانب معلومات مضللة لدعم السردية التي تتبناها.