Category: مرصد بيم

ما حقيقة إشادة الصحفي البريطاني إيان ترنر بجهود تنسيقية «صمود»؟

ما حقيقة إشادة الصحفي البريطاني إيان ترنر بجهود تنسيقية «صمود»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نصّ تصريحٍ منسوبٍ إلى الصحفي البريطاني المعني بتغطية شؤون العائلة المالكة في بريطانيا إيان بلهام ترنر، يشيد فيه بجهود تنسيقية «صمود» بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، لما قدموه من «جهود وطنية مخلصة لتحقيق السلام» في السودان، بدءًا من منبر جدة وحتى التحضير لمؤتمر واشنطن، مؤكدًا أن هذه المجموعة «تستحق التكريم الدولي»، على ما قدموه من «تضحيات وجهود جبارة تجاه وطنهم»، ومعربًا عن إيمانه بقدرتهم على تحقيق السلام والاستقرار، وداعيًا إلى دعمهم في مسيرتهم «المباركة» – بحسب الادعاء.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«عاااااااااااااااجل

الصحفي البريطاني

إيان بلهام ترنر

بكل فخر واعتزاز، نرفع أصواتنا بالإشادة والتقدير لأعضاء مجموعة صمود بقيادة الدكتور عبد الله، الذين أثبتوا للعالم أجمع أنهم يستحقون الإشادة والثناء على جهودهم الوطنية المخلصة في سبيل تحقيق السلام. لقد قدم هؤلاء الأبطال جهوداً وطنية رائعة منذ بداية هذه الحرب، حيث أسسوا وصنعوا منبر جدة الأول، ثم الثاني، ومن ثم مؤتمر جنيف الذي شهد حضوراً واسعاً للأسرة الدولية. كما هيأوا منبر المنامة، ومنبر تشاتام هاوس في بريطانيا، والآن يصنعون بكل عزيمة وإصرار مؤتمر واشنطن للسلام في السودان.إن هذه الجهود المضنية والمستمرة تعتبر إنجازاً فريداً لمجموعة رائعة تتزين بحب الوطن وتعمل بكل إخلاص وتفاني، لم يسبق لها مثيل في العالم من أجل شعبها وبلدها المنكوب. حقاً، إنها مجموعة رائعة تستحق التكريم الدولي على ما قدموه من تضحيات وجهود جبارة تجاه وطنهم.نحن على يقين بأن أمثال هؤلاء الأبطال، بقيادة الدكتور عبد الله، بيدهم القدرة على تحقيق السلام والاستقرار في السودان، وإننا لنثق في أن جهودهم ستكون فاتحة خير لشعبهم ولوطنهم. فلنكن جميعاً معهم في هذه المسيرة المباركة، ولنقدم لهم كل الدعم والتأييد لتحقيق أهدافهم النبيلة».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في الحساب الرسمي للصحفي البريطاني إيان بلهام ترنر على منصة «فيسبوك»، ولم يجد فيه أيّ أثر للتصريح المنسوب إليه بشأن تنسيقية «صمود». 

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد عن آخر اللقاءات والمقابلات التي أجراها الصحفي البريطاني إيان ترنر، ولم يجد أيّ تصريحات تتعلق بالادعاء.

كما أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في الحساب الرسمي لإيان ترنر على «فيسبوك». كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة إحالة البرهان نائبَه شمس الدين كباشي إلى المعاش؟

ما حقيقة إحالة البرهان نائبَه شمس الدين كباشي إلى المعاش؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» ادعاءً ينصّ على أنّ مصادر عسكرية صرّحت بأنّ القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان أحالَ نائبَه شمس الدين كباشي إلى المعاش.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«عاااااااجل •• مصادر عسكرية:

البرهان يحيل الفريق الكباشي الي المعاش».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحَث «مرصد بيم» في الحساب الرسمي لمجلس السيادة الانتقالي وحساب  القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على منصة «إكس»، وكذلك في حساب وكالة السودان للأنباء وحساب القوات المسلحة السودانية على منصة «فيسبوك»، ولم نجد فيها جميعًا ما يدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

الخلاصة:

الادعاء مفبرك؛ إذ لم يرِد في أيّ حسابات رسمية أو مصادر موثوقة. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه يوثق إطلاق «المشتركة» قذائف من داخل الفاشر؟

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه يوثق إطلاق «المشتركة» قذائف من داخل الفاشر؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» مقطع فيديو يُظهر مركبة عسكرية على متنها قاذفة صواريخ وهي تطلق قذائف من منطقة ما، على أنه يوثق عمليات قصف تنفذها القوات المشتركة للحركات المسلحة من داخل الفاشر خلال المعارك الأخيرة ضد «الدعم السريع» التي تحاول السيطرة على المدينة.

وجاء نص الادعاء في بعض المنشورات على النحو الآتي:

«من داخل فاشر مورال فوق  م ينوّم».

الحسابات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن مقطع الفيديو المتداول مع الادعاء، وتبيّن أنه قديم، نُشر في يناير 2021، ولا صلة له بالسودان. 

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تثبت صحة الادعاء.

الخلاصة:

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ الفيديو قديم، نُشر في يناير 2021، ولا صلة له بالسودان. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

ما حقيقة الفيديو المتداول بشأن طرد قوات إماراتية من مطار صومالي تُنقل عبره الإمدادات إلى «الدعم السريع»؟

ما حقيقة الفيديو المتداول بشأن طرد قوات إماراتية من مطار صومالي تُنقل عبره الإمدادات إلى «الدعم السريع»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس» تقريرًا مصورًا من إنتاج قناة الجزيرة يتحدث عن توترات بين الصومال والإمارات، احتجزت جراءه الحكومة الصومالية معدات عسكرية إماراتية، فيما سمحت للضبّاط الإماراتيين بمغادرة البلاد عبر مطار «بوصاصو». وتداولت الحسابات مقطع الفيديو على أنه تقرير حديث يوثق استيلاء الصومال على معدات عسكرية إماراتية إلى جانب 10  ملايين  دولار، مع الإشارة إلى أن مطار «بوصاصو» تُنقل عبره المعدات العسكرية إلى دارفور لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ أبريل 2023.

وجاء نص الادعاء في بعض المنشورات على النحو الآتي:

«الصومال   تطرد الامارات  قرن الشيطان  من  ارضها و تستولى  على المعدات العسكرية  و 10  مليون  دولار هذا المطار  به رادار اسرائيلى  يراقب الصواريخ الحوثية  اليمنية  المتجه  الى اسرائيل وكذلك  يتم عبره نقل المعدات العسكرية و المرتزقة  الى الجنجويد  فى دارفور كل الدول الافريقية المتعاون مع الامارات ستفعل  ذلك الامارات اصبحت  ورقة  مكشوفة و محروقة  اين ما ذهبت  حل  الخراب و الدمار و اجتماع الرباعية غدا فى امريكا  هو  محاولة  تبيض وجهها  ودفعت لامريكا  اموال  طائلة   فى ذلك   لتحويلها  من راعية للارهاب  الى  راعية  للسلام  فى السودان   و هذا  عشم  ابليس اطردوا شيطان العرب وجنوده من أي مكان حلوا فيه لأنهم ليس لديهم غير الخراب والدمار».

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

(390) ألف متابع

                                      YASIN AHMED

1

(69) ألف متابع 

ود قوش 

2

(12) ألف متابع 

الجندي الجسور 

3

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن مقطع الفيديو المتداول مع الادعاء، وتبيّن أنه قديم، نُشر في أبريل 2018، مع النص الآتي: «سلطات أمن مطار بوصاصو ترفض إخراج معدات عسكرية إماراتية».

كما بحث فريق المرصد في موقع وكالة الأنباء الصومالية، ولم يجد أيّ معلومات حديثة تدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

الخلاصة

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ الفيديو قديم، نُشر في أبريل 2018. ولم يجد المرصد في موقع وكالة الأنباء الصومالية أيّ معلومات حديثة تدعم صحة الادعاء، كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحته.

ما حقيقة تحذير رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من عودة المواطنين إلى «13» حيًا في الخرطوم؟

ما حقيقة تحذير رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من عودة المواطنين إلى «13» حيًا في الخرطوم؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نصّ تصريحٍ منسوبٍ إلى رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية السفير فرناندو أرياس، يقول فيه لوكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) –بحسب الادعاء– إن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في 13 حيًا في مدينة الخرطوم، محذرًا المواطنين من العودة إليها، ومضيفًا أنه «من المستهجن وغير الإنساني أن لا يعلن الجيش السوداني عن المناطق والأحياء التي استخدم فيها الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليًا» – وفقًا للادعاء المتداول.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية*

الجيش إستخدم السلاح الكيمائي في (13) حي بالخرطوم ويجب عدم العودة إليها نهائيا.

قال الجنرال فرناندو أرياس رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة في تصريحات لوكالة (أ.ف.ب) انه من المستهجن والغير إنساني أن لا يعلن الجيش السوداني عن المناطق و الأحياء التي استخدم فيها الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا من باب مسؤلياته المهنية تجاه المواطنين.

وأضاف “نعرب ببالغ اسفنا بأن الجيش قد استخدم هذه الأسلحة في (13) حي من أحياء العاصمة المثلثة ومعظم هذه الأحياء بها مباني شاهقه ويجب علي المواطنين بشكل واضح عدم العودة إليها نهائيا حفاظا على أرواحهم».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في موقع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وحسابها على منصة «إكس»، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء.

كما بحث فريق المرصد في حساب وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف. ب) على منصة «إكس»، ولم يجد فيه أيّ أثر للتصريح المنسوب إلى رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ولمزيدٍ من التحقق، أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء في أيّ مصدر موثوق.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في موقع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ولا في حسابها الرسمي أو حساب وكالة الأنباء الفرنسية على منصة «إكس». كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

شركات وهمية وشبكات سلوك زائف منسق.. أبرز أنماط التضليل من أبريل إلى يونيو 2025

تواصل حملات التضليل نشاطها في الفضاء الرقمي السوداني بوتيرتها المعهودة، مع إعادة تدوير الأنماط نفسها، من أخبار كاذبة وصور ومقاطع مضللة وتصريحات مفبركة، في ظل استمرار الحرب وتفاقم الغموض السياسي والميداني. وخلال هذا الربع من العام، برز إضافة جديدة تمثلت في نشاط شركة إعلامية وهمية، ما يطرح تساؤلات بشأن الجهات المنظمة لهذه الحملات وأهدافها.

في هذا التقرير، يرصد «مرصد بيم» أبرز أشكال التضليل خلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2025، ويحلل السياقات التي ساعدت على انتشارها، والجهات التي استهدفتها، والوسائل التي استُخدمت لتضخيم أثرها.

أبرز أشكال التضليل التي مورست في الفترة من أبريل إلى يونيو 2025:

  1. نشر مقاطع فيديو مضللة في سياق تعزيز التقدم العسكري لأحد طرفي النزاع.
  2. نشر صور قديمة أو غير ذات صلة بالسودان واستخدامها في التضليل.
  3. نشر تصريحات وخطابات مفبركة ونسبتها إلى الفاعلين في الشأن السوداني.
  4. نشر معلومات مفبركة تتعلق بقوى خارجية فاعلة في الشأن السوداني.
  5. شبكات سلوك زائف منسق.

 

وفيما يلي نوضح جميع أشكال التضليل السابق، بالشرح والتحليل، مع تقديم أمثلة من تقارير المرصد.

1. نشر مقاطع فيديو مضللة بشأن الوضع الميداني:

المعلومات المضللة المستخدمة في التضليل المتعلق بالتقدم الميداني أو التفوق العسكري هي ظاهرة رافقت حملات التضليل منذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023، إذ استخدمتها حملات التضليل الداعمة لكلٍّ من الجيش و«الدعم السريع» ضمن دعايتها الحربية. وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة استُخدم هذا الشكل من التضليل، بكثافة، لتعزيز الموقف العسكري والميداني لكلّ طرفٍ من طرفي النزاع. وخلال أبريل الماضي، نشرت حسابات داعمة للجيش السوداني مقطع فيديو تظهر فيه مجموعة من المركبات العسكرية، على أنها متحرك «الصيّاد» التابع للجيش، في محاولة لاستعراض القوة العسكرية للجيش، لكن تبيّن أن مقطع الفيديو كان مضللًا، إذ يوثّق استعراضًا عسكريًا للجيش النيجيري، ولا صلة له بالجيش السوداني أو الحرب الجارية في السودان.

وفي السياق نفسه، نشرت الكثير من الحسابات المناوئة لـ«الدعم السريع» صورًا ومقاطع فيديو تُحاول إظهار «الدعم السريع» متقهقرًا ميدانيًا، وسيطرة الجيش وتقدمه من الناحية العسكرية. ففي مايو الماضي، نشرت بعض الحسابات مقطع فيديو تظهر فيه شاحنة محترقة وسط مجموعة من الجنود وهم يحتفون بتدميرها، مدعيةً أنها كانت تحمل إمدادات لـ«الدعم السريع»، دُمرت على  طريق «كتم» في ولاية شمال دارفور غربي السودان. وتبيّن أن مقطع الفيديو كان مضللًا ولا صلة له بالسودان، بيد أنه لقي انتشارًا واسعًا بين المتلقين.

يظهر الرسم البياني الآتي المعد بأداة  Meltwater مدى انتشار الادعاء:

2. معلومات مضللة استهدفت قوى سياسية:

في ظل الحرب المستمرة التي تعصف بالسودان، لم تقتصر أدوات الصراع على السلاح والعتاد فحسب، بل امتدت لتشمل الفضاء المعلوماتي. وأصبحت القوى السياسية هدفًا لحملات واسعة من المعلومات المضللة التي تهدف إلى تشويه السمعة وإثارة الانقسام بين المكونات السياسية والاجتماعية.  ومع تعقّد المشهد السياسي والعسكري، أضحت الأخبار الكاذبة والمفبركة وسيلة فعالة لتوجيه الرأي العام والتأثير في مواقف الفاعلين المحليين والدوليين.

ولاحظ فريق المرصد أن المعلومات المضللة استهدفت بعض المسؤولين في الحكومة الحالية. وعلى سبيل المثال، رصَد، في أبريل الماضي، تصريحًا منسوبًا إلى وزير المالية جبريل إبراهيم يقول فيه إنه أصدر توجيهات بزيادة رسوم ترخيص المركبات الشخصية (الملاكي) إلى 620 ألف جنيه سوداني. وتبيّن أن التصريح كان مفبركًا، لكنه لقي انتشارًا واسعًا نظرًا إلى ارتباطه المباشر بحياة المواطنين.

وعلى الصعيد الآخر، لم تسلم القوى السياسية من حملات التضليل؛ ففي الشهر نفسه، انتشر ادعاء مفبرك يفيد بأنّ التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) بحَثَ مع الولايات المتحدة الأمريكية خطةً لتوطين الفلسطينيين في السودان. ومع أنّ الادعاء كان مفبركًا، انتشر على نطاق واسع لارتباطه بمسألة توطين الفلسطينيين التي كانت تُتداول بكثافة في الفضاء الرقمي في تلك الأيام.

3. معلومات مضللة استهدفت قوى خارجية فاعلة في الشأن السوداني:

مع استمرار الحرب في السودان، أصبحت القوى الخارجية المنخرطة في الشأن السوداني هدفًا لحملات تضليل ممنهجة. وقد سعت أطراف إلى تشويه صورة هذه القوى أو تحريف مواقفها، بهدف تأليب الرأي العام والتأثير في المجتمع الدولي، مما زاد من تعقيد المشهد السوداني وأربك محاولات فهم حقيقة الأوضاع في البلاد. وخلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2025، نُشرت العديد من المواد المضللة بشأن القوى الخارجية الفاعلة في الشأن السوداني، وكان هدف بعض هذه المواد المضللة إظهار دعم دولة معينة أو جهة خارجية لأحد طرفي النزاع. وعلى سبيل المثال، تُداول في أبريل الماضي، تصريح على لسان وزير الدفاع المصري، يقول فيه إن بلاده هي المقصودة بأيّ تحرك من «الدعم السريع» نحو شمالي السودان، متوعّدًا بـ«القضاء عليه لحظة تحركه». وتبيّن أن التصريح كان مفبركًا،  في محاولة لإظهار دعم مصر للجيش السوداني، ما في ساعد في انتشار التصريح.

وفي مايو الماضي، وعقب تعيين مجلس السيادة الحاكم في السودان كامل إدريس رئيسًا للوزراء، بالإضافة إلى تعيين أعضاء جدد في المجلس، وإلغاء إشراف أعضاء المجلس على الوزارات والوحدات الحكومية، انتشر تصريح مفبرك منسوب إلى وكيل وزارة الخارجية البريطانية، يقول فيه إن بلاده لن تعترف بأيّ حكومة يشكلها الجيش في السودان. ومع أن التصريح كان مفبركًا، انتشر على نطاق واسع لتزامنه مع الأحداث الجارية في ذلك الوقت. وفي سياق متصل، وفي أعقاب الإعلان عن العقوبات الأمريكية على السودان بسبب مزاعم بشأن استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في العام 2024، خلال الحرب الدائرة في البلاد – انتشر تصريح منسوب إلى عضو في الكونغرس الأمريكي، قال فيه إن التقارير بشأن استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية تتطابق مع معلومات قدمتها قوى مدنية متحالفة تعمل على وقف الحرب، مع ذكر المتحدث الرسمي باسم تحالف «صمود» جعفر حسن، ولقي الادعاء انتشارًا واسعًا مع أنه مفبرك.

4. أنماط متعددة من التضليل ومجالات متنوعة:

لاحظ فريق المرصد كذلك، خلال الفترة الماضية، نشر وإعادة نشر معلومات مضللة في منصات مختلفة وبشأن قضايا متعددة. ففي يونيو الماضي، مثلًا، تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» صورةً تُظهر باصات سفرية على طريق مسفلت، مدعيةً أنها تحمل مواطنين سودانيين قادمين من مصر، على الحدود السودانية المصرية. وتبيّن أنّ الادعاء مضلل، ونُشر من قبل في يناير 2025، وتحقق منه فريق المرصد وقتها، ولكن أعيد تداوله مجددًا. كما تداولت بعض الحسابات على منصة «فيسبوك» مقطع فيديو يظهر فيه شخص وهو يستخرج كتلة تبدو أنها من الذهب، مدعيةً أن الفيديو يوثق استخراج «أكبر قطعة ذهب في السودان»، ولكن تبيّن أنّ الفيديو مضلل، ولا صلة له بالسودان، ولكنه انتشر، مع ذلك، على نطاق واسع.

5. شركة وهمية وشبكات سلوك زائف منسق:

رصد «مرصد بيم» نشاطًا رقميًا مريبًا تديره شركة إعلامية وهمية تُدعى «Bridle360». وظهر الإعلان الأول في 7 مارس 2025، على منصة «إكس»، وكان يعرض وظائف لمراسلين ميدانيين في مناطق النزاع في السودان. ومع أن الإعلان بدا احترافيًا، لكن غياب أيّ معلومات عن المنصة أو القائمين عليها دفع فريق المرصد إلى التوسع في التحقيق. ولاحظ الفريق أنّ المنصة تخفي هويتها خلف نطاقات مجهولة وحسابات مزيفة وسلوك رقمي يروج لروايات مؤيدة لـ«الدعم السريع» وداعمة للأدوار الإماراتية في السودان. وعند فحص الموقع الإلكتروني لـ«Bridle360»، ظهرت عدة مؤشرات مثيرة للريبة؛ إذ سُجّل النطاق في 8 يوليو 2024، عبر شركة «Namecheap»، مع تفعيل خدمة إخفاء البيانات بواسطة «Withheld for Privacy ehf» في آيسلندا، مما يمنع معرفة هوية المالك الحقيقي. كما أنّ الموقع لا يتضمن أيّ معلومات عن المؤسسين أو عناوين اتصال موثوقة. 

روايات مؤيدة لـ«الدعم السريع»:

تحليل محتوى الحسابات المرتبطة بـ«Bridle360» كشف بوضوح، أنها تروّج سرديات «الدعم السريع» بشأن الحرب. ويركز المحتوى على مناصرة «الدعم السريع» في الصراع السوداني، وأوضاع النازحين، ومهاجمة الجيش السوداني والقوات المساندة له. فيما تشمل الوسوم المتكررة: «#السودان»، و«#السودان_ينتصر»، و«#عزل_البرهان». وتعيد الحسابات نشر محتوى بعضها البعض، مما يعزز فكرة التنسيق.

يظهر الرسم البياني الآتي استعمال وسم «#السودان_ينتصر» وهو أحد وسوم الشبكة:

6. شبكة تعزز موقف «الدعم السريع» وتهاجم الجيش السوداني:

خلال الفترة الماضية أيضًا، لاحظ فريق المرصد نشاطًا لمجموعة من الحسابات على منصة «إكس»، أغلبها حسابات أُنشئت في مايو 2024، بأسماء إناث، وتعمل جميعها على دعم قوات الدعم السريع، من خلال نشر معلومات بشأن تحركاتها على الصعيدين السياسي والعسكري. ولاحظ الفريق أن معظم الحسابات يعيد مشاركة محتوى بعضها البعض، ويضاف إلى هذه الحسابات حسابات أخرى، مثل حساب «قنقر نيوز» الذي يعمل، على نحوٍ منسق، في نشر معلومات مضللة لمصلحة «الدعم السريع». ومن أجل ضمان تحقيق أهدافها ووصول محتواها إلى جمهور أوسع، عملت الشبكة على نشر العديد من المعلومات المضللة في هيئة صور ومقاطع فيديو أو حتى تصريحات مفبركة. 

السمات المشتركة بين الحسابات:
  1. تتفاعل الحسابات بعضها مع بعض بالمتابعة والإعجاب وإعادة نشر المحتوى. 
  2. تنشر الحسابات محتوى يتضمن الوسوم نفسها في أوقات متقاربة فيما يبدو سلوكًا منسقًا.
  3. تنشر الحسابات محتوى داعمًا لـ«الدعم السريع».
  4. تنشر الحسابات محتوى داعمًا للإمارات وتشاد.
  5. تنشر الحسابات محتوى يهاجم الجيش السوداني والقوى السياسية المحسوبة على الحركة الإسلامية.

تستخدم الشبكة وسومًا متشابهة، مثل: «#الامارات_مع_السودان» «#الامارات_شريك_السلام» و«الكيزان_سبب_الحرب» و«كن_أنت_الجاهزية»، و«#جاهزية_من_اجل_القضية».

يُبرز هذا التقرير كيف أصبح الفضاء الرقمي السوداني ساحة رئيسية لصراع الروايات والسرديات، وكيف تستخدم المعلومات المضللة أداةً لتوجيه الرأي العام وتشكيل المواقف السياسية والاجتماعية. فمنذ أبريل وحتى يونيو 2025، تصاعدت حملات التضليل التي استهدفت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والقوى السياسية والمدنية، كلًا على حدة، في ظل بيئة إعلامية هشة وشح في المصادر الموثوقة. وقد أظهرت البيانات التي حُللت نشاطًا ملحوظًا لشبكات السلوك الزائف المنسق التي اضطلعت بدور محوري في بث محتوى مضلل يعزز من حدة الاستقطاب، مما عمّق حالة الانقسام وزاد من تعقيد المشهد السوداني.

ما حقيقة الصورة المتداولة على أنها «جواز إسرائيلي لمبارك الفاضل»؟

ما حقيقة الصورة المتداولة على أنها «جواز إسرائيلي لمبارك الفاضل»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» صورةً على أنها جواز سفر إسرائيلي لرئيس حزب الأمة – الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل المهدي.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«خطير جدا موقع ناشط تشادي مهتم بشؤون السودان ينزل صورة لمبارك الفاضل بجواز اسرائيلي منذ عام 2013».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

1

تجمع رحالين ترحال ليمون قو فرس

(570) ألف متابع

2

قروب دعم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك

(129) ألف متابع

3

                            Amira Taha Ahmed 

(64) ألف متابع

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» فحصًا بصريًا لصورة جواز السفر المنسوب إلى مبارك الفاضل، وتبيّن من الفحص الآتي:

وفقًا للصورة المتداولة، فإن جواز السفر المزعوم أصدر في العام 2008، ووقتها لم تكن إسرائيل قد بدأت في استخدام هذا التصميم في جوازاتها؛ فقد كانت جوازات السفر الإسرائيلية، في ذلك الوقت، تحمل شعار الدولة، إلى جانب كلمتي «State of Israel» و«Passport»، أما في الصورة المتداولة، فيظهر اسم الدولة باللغة العبريّة «מדינת ישראל»، وباللغة الإنجليزية «State of Israel»، وتحته كلمة «דרכון» و«Passport». كما يظهر في أسفل الغلاف الرمز البيومتري للجواز، والذي لم يُضَف إلى جوازات السفر الإسرائيلية إلا بدءً من العام 2013. وعليه، فإن الجواز الظاهر في الصورة لا يمكن أن يكون قد صدر في العام 2008، نظرًا إلى احتوائه على ميزات لم تُعتمد إلا بعد خمس سنوات من التاريخ المذكور في الصورة المتداولة، بالإضافة إلى أنّ صورة الجواز المنسوب إلى مبارك الفاضل خلت من زخرفة غصن الزيتون التي أضيفت إلى تصميم الجواز في نسخة العام 2013.

كما أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تثبت صحة الادعاء.

الخلاصة:

الادعاء مفبرك؛ إذ تبين أنّ الصورة المتداولة متلاعبٌ بها. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه مخاطبة البرهان لحشد من مواطني القولد بالشمالية؟

ما حقيقة الصورة الرائجة لـ “ثائر سوداني قيد نفسه بالسلاسل تعبيرا عن رفضه للاستبداد” ؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» مقطع فيديو، مع ادعاء يفيد بأنه يوثق مخاطبة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لحشد من مواطني محلية القولد في الولاية الشمالية لدى زيارته للمنطقة.

وجاء نص الادعاء في بعض المنشورات كالآتي:

«الفريق البرهان في القولد».

بعض الحسابات والمجموعات التي تداولت الادعاء:

1

Sudania 24 TV سودانية 24

(2.4) مليون متابع

2

اخبار السودان اليوم

(314) ألف متابع

3

ود الشامي

(131) ألف متابع

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى «مرصد بيم» بحثًا عكسيًا عن مقطع الفيديو، وتبيّن أنه جزء من فيديو قديم، نُشر للمرة الأولى في مارس 2023 خلال زيارة البرهان إلى منطقة القولد بالشمالية ومخاطبته أهالي المنطقة آنذاك.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد في موقع وكالة السودان للأنباء «سونا»، وفي الصفحة الرسمية لمجلس السيادة الانتقالي على منصة «فيسبوك»، ولم تظهر أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تفيد بأنّ الفيديو حديث.

الخلاصة

الادعاء مضلل؛ إذ أنّ المقطع جزء من فيديو قديم نُشر للمرة الأولى في مارس 2023، ولم يجد فريق المرصد أيّ دليل موثوق على صحة الادعاء في أيّ منصة رسمية، كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحته.

ما حقيقة تصريح وزير التجارة المصري بشأن التواصل مع عبد الرحيم دقلو لـ«دفع عجلة السلام»؟

ما حقيقة تصريح وزير التجارة المصري بشأن التواصل مع عبد الرحيم دقلو لـ«دفع عجلة السلام»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نصّ تصريحٍ منسوبٍ إلى وزير التجارة والصناعة المصري أحمد سمير، يعلن فيه، عبر الإذاعة القومية المصرية، عن فتح قنوات تواصل مع القائد الثاني لـ«الدعم السريع» عبد الرحيم دقلو، بهدف «دفع عجلة السلام بين مصر والسودان» – بحسب الادعاء.

وجاء الادعاء على النحو الآتي: 

«في تصريح مفاجئ أثار الكثير من التساؤلات، أعلن وزير التجارة والصناعة المصري، المهندس أحمد سمير، عبر الإذاعة القومية المصرية، عن فتح قنوات تواصل مع الفريق عبد الرحيم دقلو، قائد ثاني قوات الدعم السريع، بهدف “دفع عجلة السلام” بين مصر والسودان، أو كما قالها الوزير بصيغة مباشرة: “لدفع عجلة السلام الماضية الآن على مستوى الإدارة الأمريكية والمملكة العربية السعودية».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في الحساب الرسمي لوزارة التجارة والصناعة المصرية على منصة «فيسبوك» وفي موقع الوزارة، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد عن آخر اللقاءات والمقابلات التي أجراها وزير التجارة والصناعة المصري، ولم يجد أيّ تصريحات ذات صلة بالادعاء.

كما أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تثبت صحة الادعاء.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في حساب وزارة التجارة والصناعة المصرية على «فيسبوك» ولا في موقعها. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

ما حقيقة ترحيب رئيس جنوب إفريقيا باختيار «حميدتي» رئيسًا لتحالف «تأسيس»؟

ما حقيقة ترحيب رئيس جنوب إفريقيا باختيار «حميدتي» رئيسًا لتحالف «تأسيس»؟

تداولت حسابات على منصتي «فيسبوك» و«إكس» تصريحًا منسوبًا إلى رئيس دولة جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، يبارك فيه اختيار قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» رئيسًا لتحالف السودان التأسيسي (تأسيس).

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«رئيس جنوب أفريقيا: نبارك اختيار دقلو رئيساً لتحالف السودان التأسيسي».

بعض الحسابات التي تداولت الادعاء:

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في حساب رئيس جنوب إفريقيا وحساب مؤسسة الرئاسة على منصة «إكس»، وفي موقع وزارة الخارجية الجنوب إفريقية وموقع وكالة أنباء جنوب إفريقيا، ولم يُعثر فيها جميعًا على أيّ تصريح صادر عن الرئيس أو أيّ مؤسسة رسمية في البلد بشأن اختيار «حميدتي» رئيسًا لتحالف «تأسيس».

كما أجرى فريق المرصد بحثًا بالكلمات المفتاحية، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء في أيّ مصادر إخبارية موثوقة أو وكالات دولية أو مقابلات تلفزيونية.

ويأتي تداول الادعاء بعد إعلان تحالف «السودان التأسيسي» (تأسيس) عن تشكيل هيئته القيادية، الثلاثاء الماضي، واختيار محمد حمدان دقلو، المعروف باسم «حميدتي»، رئيسًا للهيئة، وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال عبد العزيز الحلو نائبًا له.

الخلاصة

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في حساب رئيس جنوب إفريقيا على منصة «إكس» ولا في أيّ موقع رسميّ في دولة جنوب إفريقيا. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.