كيف نقرأ تحذيرات الصحة السودانية بشأن خطورة الخلط بين جرعتين مختلفتين من لقاحات كورونا؟

كيف نقرأ تحذيرات الصحة السودانية بشأن خطورة الخلط بين جرعتين مختلفتين من لقاحات كورونا؟

إذا لم يكن لديك الوقت الكافي للاطلاع على قصتنا في «مرصد بيم» اليوم، إليك الخلاصة:

هل المزج بين اللقاحات الموجودة في السودان غير آمن؟

– نعم، في الغالب غير آمن

– أوصت إدارة التحصين بوزارة الصحة السودانية مواطنيها؛ الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا، بعدم أخذ أي لقاحٍ آخر، وذلك لضمان سلامتهم

– منظمة الصحة العالمية ما تزال توصي بعدم خلط اللقاحات.

كيف نقرأ تحذيرات الصحة السودانية بشأن خطورة الخلط بين جرعتين مختلفتين من لقاحات كورونا؟

في منتصف أغسطس الجاري، ومع بدء جولة ثانية للتطعيم، طالبت السلطات الصحية في السودان مواطنيها؛ الذين سبق وأخذوا جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا، الالتزام بإكمال بقية الجرعات من ذات اللقاح دون تغيير، وهو النداء الذي تتداعى على إثره جملة من الاستفهامات؛ إلى أين يقودنا خلط اللقاحات؟ هل هناك آثار جانبية سلبية حال المزج بينها؟ وهل يمكننا في السودان الحصول على جرعتين مختلفتين؟

ومع بداية حملة جديدة للتطعيم ضد وباء كورونا في السودان، بإضافة نوعين جديدين من اللقاحات، انضما للقاح أسترازينيكا الذي بدأ التطعيم به منذ بداية العام الجاري، ويتطلب أخذ جرعتين منه للتحصين؛ وفرت السلطات الصحية لقاحيِّ جونسون أند جونسون ذو الجرعة الواحدة ولقاح سينوفارم الذي يعطى على جرعتين كذلك.

ومن الواضح أن الانقسام حيال المزج يُلقي بظلاله على المشهد الصحي العالمي، إذ لا زال خبراء الصحة الدوليين قيد التجارب والمختبر؛ تؤيد نتائج بعضهم خلط اللقاحات، فيما يحذر البعض الآخر منها، أو على الأقل يدفع بخلاصات إلى أنه لم يقتنع بعد.

ويجدر التنويه إلى أن اللقاحات المرخص بها للوقاية من فيروس كورونا يتم تصميمها في جميع أنحاء العالم ابتغاء تحفيز جهازنا المناعي، وإنتاج أجسام مضادة لمكافحة الفيروسات، على الرغم من أن هذه اللقاحات تختلف في الطريقة التي تفعل بها ذلك، مثلما تختلف كذلك أنماط الاستجابة المناعية حيالها.

وتأتي تصريحات الصحة الاتحادية في السودان إثر موجة من التساؤلات في وسائط التواصل الاجتماعي المحلية حول إمكانية الجمع بين اللقاحات.

وكان صاحب حساب في مجموعة (وكالات السفر والسياحة في السودان) التي يؤمها ما يزيد على 87 ألف عضو، طرح تساؤلاً مفاده: “لو أنا متطعم جرعة أسترازينيكا، ممكن اتطعم بلقاح جونسون دا؟”. ورداً على استفهامه توالت النصائح والإرشادات من شاكلة: “أنا سألت زول لكن ما متأكد، ممكن تاخد جونسون لكن بعد ثلاثة شهور من جرعة أسترازينيكا.. حاول أسال طبيب متخصص لأنو فيها موت القصة دي”.

ولا تنتهي الجدالات بالمزج فقط، وتمتد لظهور تقارير عن حدوث حالات قليلة من الجلطات الدموية المرتبطة بأسترازينيكا، في بعض بلدان العالم، فقد حظرته العديد من الدول. بينما اضطر بعض الذين حصلوا على جرعتهم الأولى منه إلى أخذ لقاح مختلف.

عليه لا تبدو تحذيرات الصحة السودانية، ولا الجدل الموازي -عبر وسائط التواصل الاجتماعي- منبتّة السياق، إذ أن الأصوات الدولية حيال فرضية الخلط بين الجرعات مازالت هي الأخرى متعددة ومتباينة؛ تمنعها بعض البلدان فيما تؤيدها أخرى.

وربما كانت تصريحات وزارة الصحة السعودية هي الأخيرة ضمن هذا السياق.

وطبقاً للوزارة التي نقلت تعليقاتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، بتاريخ الأحد 29 أغسطس 2021م، فإن الخلط بين اللقاحات “آمن وفعّال ويعطي مناعة تنشيطية أقوى لمواجهة التحورات”.

وتعتمد السلطات الصحية في السعودية لقاحات (أسترازينيكا، فايزر، مودرنا).

وفي يوليو الماضي دعت كبيرة العلماء بمنظمة الصحة العالمية، سوميا سواميناثان لعدم الجمع بين لقاحات كورونا التي تنتجها شركات مختلفة، ووصفت هذا التوجه بأنه “خطير”، لأنه لا تتوفر بيانات كثيرة عن أثر ذلك على الصحة.

ووفقاً لإفادة بثتها سواميناثان عبر الإنترنت فإن الصحة العالمية تفتقر إلى البيانات والأدلة “عندما يتعلق الأمر بمسألة الجمع بين اللقاحات”.

وتابعت: “سيكون الوضع فوضوياً في البلدان إذا بدأ السكان يقررون متى تؤخذ جرعة ثانية وثالثة ورابعة ومن يتلقاها”.

وكانت وكالة أنباء أسوشيتد برس قد نقلت، في يونيو الماضي، عن الدكتورة كيت أوبراين، مديرة وحدة اللقاحات بمنظمة الصحة العالمية، قولها “نعتقد أن أنظمة الخلط والمطابقة ستنجح، استناداً إلى المبادئ الأساسية لكيفية عمل اللقاحات”.

في الأثناء لا زال العلماء في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة يجرون التجارب المختلفة بين توليفات من لقاحات كورونا ذات الجرعتين من إنتاج أسترازينيكا، مودرنا، وفايزر.

كما تجري تجارب أخرى أصغر في إسبانيا وألمانيا.

وتشير البيانات المحدودة، حتى الآن، إلى أن جرعة أسترازينيكا التي تليها جرعة من فايزر ربما كانت آمنة وفعالة.

ويبدو أيضاً أن هذا المزيج يأتي مع احتمالية بعض الآثار الجانبية المؤقتة مثل الأوجاع والقشعريرة، كون خلط ومطابقة أنواع مختلفة من اللقاحات يمكن أن ينتج في كثير من الأحيان استجابة مناعية أقوى.

وفي بعض الأماكن، يقترح مسؤولو الصحة بالفعل الخلط في ظروف محددة.

وفي وقت سابق، في أعقاب ربط لقاح أسترازينيكا بحالات جلطات دموية -نادرة للغاية- أوصت العديد من الدول الأوروبية؛ مثل فرنسا، الأشخاص الذين حصلوا على أسترازينيكا كجرعة أولى، الحصول على جرعة ثانية من فايزر أو مودرنا.

كما نصحت اللجنة الألمانية الدائمة للتطعيم أولئك الذين حصلوا على لقاح أسترازينيكا كجرعة أولى، بالحصول على لقاح مودرنا كجرعة ثانية؛ “غض الطرف عن أعمارهم”.

وفي يونيو الماضي تلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل جرعة ثانية من لقاح مودرنا، بعد تلقيحها الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا-أكسفورد.

كما قدمت كندا توصية مماثلة لمواطنيها، إذ أوصت اللجنة الاستشارية الوطنية الكندية للتحصين بخلط اللقاحات، وذكرت أن “لقاح مودرنا مفضل الآن كجرعة ثانية للأفراد الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح  أسترازينيكا”.

من جهتها طلبت لجنة الأخلاقيات الحيوية في إسبانيا من مواطني البلاد الحصول على لقاح مودرنا بعد تلقيهم جرعة أولى من أسترازينيكا. وطبقاً لتصريحات اللجنة فإن “تناول جرعة ثانية هو كل ما يهم، حتى لو كان ذلك يعني تناول جرعة أخرى من أسترازينيكا”.

أما بريطانيا فقد نصحت مواطنيها بالحصول على جرعة ثانية من نفس اللقاح ما أمكن.

واستثنت بريطانيا أسترازينيكا، حال حصول أحدهم على جرعة أولى من اللقاح، إذ يُنصح بالحصول على جرعة ثانية من لقاح آخر إذا كان للمتلقي تاريخ مرضي من جلطات الدم أو حالات أخرى قد تعرضه لخطر الإصابة بالجلطات.

وعلى الرغم من أن الدراسات تُظهر نتائج إيجابية في بعض البلدان لمزج أسترازينيكا وفايزر، إلا أن الشكوك لا تزال متصلة حول فاعلية الخلط.

ولم توص إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، حتى الآن، بمزج اللقاحات. وتنص إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على أن “لقاحات  كورونا غير قابلة للتبديل”.

وبشكل عام، من أجل فهم سلامة وفعالية خلط اللقاحات، فإن الدراسات مازالت مستمرة وهي في مراحل مختلفة من الإنجاز.

وتظهر هذه الدراسات أن خلط أنواع معينة من اللقاحات ربما كان ممكناً -على الأقل- في عددٍ من البلدان.. غير أن السودان يرفض الخطوة –حالياً- من باب عدم توفر بيانات كافية عن التبعات الصحية، فيما يبدو أن الأمر الأشد أهمية متصل بعدم حصوله على أنواع اللقاحات التي جوّزت بعض البلدان خلطها بما في ذلك لقاحيِّ فايزر ومودرنا.

الخلاصة:

–  هل المزج بين اللقاحات الموجودة في السودان غير آمن؟

–  صحيح  ربما..!! وغير آمن في الحالة السودانية، تبعاً للقاحات المتوفرة بالبلاد، خاصةً مع قلة الدراسات والبحوث المتعلقة بالمزج بين أسترازينيكا، جونسون أند جونسون وسينوفارم.من المحتمل أن لا يكون آمناً أو فعالاً

المصادر:

https://cutt.ly/EWkmXVY

https://cutt.ly/RWgCn1x

https://cutt.ly/VWgCEgz

https://youtu.be/GLf3L2Q-Ycg

 https://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-56721734

 

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع