ما صحة الأرقام التي قدمتها “شركة أمريكية” لمجلس السيادة حول إنشاء مشروع طاقة شمسية شمال أمدرمان؟

نشرت الصفحة الرسمية لمجلس السيادة الانتقالي على موقع (فيسبوك)، أمس الأحد، خبراً حول اجتماع بين عضو المجلس (عبد الباقي الزبير) مع وفد شركة (زانبور) الأمريكية لمناقشة خطتها لمشروع يدعى (مشروع سودان 1) الخاصة بالطاقة الشمسية.

ذكر الخبر؛ أن المشروع سيقام بمنطقة شمالي أمدرمان على مساحة (2600 كيلومتر) بتكلفة تبلغ أكثر من (221) مليون دولار. أيضاً، أفاد المدير العام للشركة، (محمد علي محمد علي)، أن المشروع الذي من المفترض أن يولد (100 ميغاواط) سيوفر فرص عمل لـ (2710) عمال.

تقصى فريق (بيم ريبورتس) حول الشركة ومدى صحة خطتها، لا سيما صحة الأرقام المرفقة بالخبر، وحاول الفريق التأكد من مقدرة الشركة على تمويل مشاريع بهذا الحجم الكبير.

ذكر الخبر أن مساحة إقامة المشروع تحددت بـ (2600) كيلومتر مربع بمنطقة (شمال أمدرمان). يشير فريق البحث في (بيم ريبورتس)، أن المساحة الكلية لمدينة أمدرمان  تبلغ نحو (5000) كيلومتر مربع، حسب اتفاق العديد من المصادر، مما يجعل ادعاء تخصيص نصف مساحة مدينة أمدرمان لمشروع واحد غير منطقي.

حسب تقرير تكاليف توليد الطاقة المتجددة الصادر من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بالعام 2020، فإن إجمالي التكلفة المركبة لتوليد (1 كيلوواط\ساعة) عن طريق الطاقة الشمسية الكهروضوئية تبلغ (883 دولار)، ما يعني أن تكلفة توليد (100 ميغاواط) تبلغ (88 مليون و300 ألف دولار)، ما يجعل مبلغ (221 مليون دولار) مبالغا فيه.

أيضاً، عقد فريق البحث في (بيم ريبورتس) مقارنة بين تكلفة إنشاء مشروع (بَنَبَان) بجمهورية مصر العربية، والتكلفة المذكورة، يمكن تلخيصها كالتالي:

المحطة المصرية تنتج (120 ميغاواط) و تبلغ مساحتها (37 كيلومتر مربع). وبلغت تكلفة مشروع محطات (بنبان) الثلاثة 185 مليون دولار، حسبما يذكر موقع شركة (أكوا باور) السعودية الشريكة في ملكية المشروع. ولكن ما يلفت النظر هو الفرق بين تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية قبل 10 سنوات والآن، فهي تتناقص باستمرار حيث كان إجمالي التكلفة المركبة لتوليد (1 كيلوواط \ ساعة) عن طريق الطاقة الشمسية الكهروضوئية بالعام 2010 يبلغ (4,731 دولار)، بينما بلغ (883 دولار) في عام 2020م كما ذكرنا سابقا.

ذكر الخبر، أن المحطة ستوفر فرص عمل لأكثر من (2710) عمال. وقال أحد خبراء قطاع الكهرباء لـ(بيم ريبورتس)، إن هذه الفرص تخص فترة الإنشاءات، وليس التشغيل، وعليه، فإنها ليست فرص عمل مستدامة. وأوضح أن إجمالي العاملين بقطاع الكهرباء يبلغ 11 ألف موظف، وهو ما يجعل إدعاء الشركة مكذوباً.

خلفية الشركة وموظفيها

بالبحث عن الشركة على الإنترنت، وجدنا أنها قد تأسست في عام 2017م، على يد مهندس يدعى يوسف علي. وحسب موقع (روكيت ريتش)، يشغل (يوسف) منصب الرئيس وكبير مسؤولي الاستراتيجية، ويحمل يوسف درجة الماجستير في الهندسة من (معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا) بالولايات المتحدة. أيضا، بالبحث عن الشركة على موقع (لنكدن)، وجدنا أنه يحمل درجة بكالوريوس العلوم في هندسة الميكانيكا من جامعة (روتجرس) بولاية (نيوجيرسي) الأمريكية.

بالرجوع لما ذكره الخبر، بأن المدير الإقليمي للشركة يدعى (دكتور محمد علي)، وجد فريق البحث في (بيم ريبورتس) أن المدير الإقليمي للشركة قد تخرج من قسم المختبرات الطبية بكلية الطب في جامعة كسلا، حسبما أفاد هو بحسابه على موقع (لنكدن).

فيما يتعلق بمقدرة الشركة على إقامة مشاريع كهذه، وجد فريق البحث في (بيم ريبورتس) أن مجمل قيمة التمويل الذي تلقته الشركة بلغ (3 مليون و 150 ألف دولار) فقط، حسبما ذكر موقع (كرنشبيز).

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع