ما الأجندة التي تدفع بإنشاء ونشر المعلومات المضللة؟

تتضمن الحملات الإعلامية غايات متعددة يسعى إليها الفاعلون المحليون والدوليون، في إطار سعيهم لتوجيه الرأي العام، فالحملات الإعلامية في جوهرها، محاولة لاستقطاب الرأي العام نحو أجندة محددة تخدم مصالح المرتبطين بها.

وعلى ضوء الدراسة التي أعدها (مرصد بيم) المتعلقة ببيئة المعلومات المضللة والشائعات في السودان، فقد تمكنت الدراسة علاوة على توضيح قدر وافٍ من الخارطة الخاصة بالحملات الإعلامية، والقائمين عليها، والأدوات المستخدمة لصنعها، والأساليب المتبعة فيها، من تحديد الأجندة الخاصة بها، وهو ما يُبينه التقرير التالي:

أجندة صناعة المعلومات المضللة في السودان:

  • أجندة سياسية

التقاطعات السياسية لفاعلين محليين، تضعهم أمام محك يتجه بهم إلى اتباع أساليب وأدوات عديدة، لكسب أراضٍ جديدة في الساحة السياسية. 
نشر المعلومات المضللة يساهم كثيرًا في التأثير على الرأي العام للمتلقي السوداني. عادة ما تُنشر المعلومات المضللة، لحمل الناس على تبني موقف سياسي معين، أو للترويج لشخصية سياسية بعينها، أو للعمل على تشويه سمعة شخصية سياسية أخرى. على الجانب الآخر، تنشط القوى الإقليمية والدولية في نشر المعلومات المضللة في السودان، طبقا لمصالحها الجيوسياسية.

  • أجندة أمنية

مما لا شك فيه، أن عماد العمل الأمني هو توفير المعلومات وتحليلها، ومع تطور التقنية والاتصالات، وتمدد وسائط التواصل الاجتماعي، أضحت عملية جمع المعلومات أكثر سهولة، بيد أنها تتطلب مزيدًا من الجهد للتحقق منها، بالإضافة إلى الدراية التقنية.

بحكم التحليل المذكور في خلاصة الحملة الأولى، الخاصة بالمعلومات المضللة التي انتشرت قبل انقلاب 25 أكتوبر 2021م، يتضح أن الحملة نشأت بغرض اختبار الرأي العام، بشأن ما سيترتب على أي تحرك يهدف لإحداث تغيير في المشهد السياسي، تمهيدًا للانقلاب على الحكومة الانتقالية.

  •  أجندة أيديولوجية

يذخر السودان بمجتمع متنوع العادات والثقافات. هذا التنوع خلق من السودان بيئة خصبة لاستقبال العديد من العقائد المختلفة، وتُستخدم هذه الأيديولوجيات كمبرر للعديد من الجرائم السياسية. وكما تقود الأيديولوجيا للجريمة السياسية، فإنها توجه البعض لتوليد ونشر المعلومات المضللة، لمناصرة معتقداتهم الخاصة، أو حتى للهجوم على معتقدات الآخرين.

مثال لتوليد المعلومات المضللة لأسباب أيديولوجية، هو ارتباط حركة المستقبل للإصلاح والتنمية بحملة معلومات مضللة تستهدف الحزب الشيوعي، والعلمانية، والحركة النسوية، حيث تعتبر تلك التوجهات في نظر الحركة معادية للإسلام.

  •  مطامع شخصية:

نشر المعلومات المضللة من الممكن أن يعود لصاحبه بعوائد مادية أو غير مادية، مباشرة وغير مباشرة، سواءً عبر الدفع المباشر نظير نشر المعلومات المضللة، باعتبارها خدمة، أو عبر تحقيق مكتسبات مجتمعية، بخلق شبكة علاقات مع المساهمين في صناعة السياسات والمؤثرين عليها.

  •  غسيل السمعة:

غسيل السمعة هو مصطلح يعني تحويل الصورة السيئة لدولة ما، أو مؤسسة ما، أو شخص ما، عبر أنشطة العلاقات المختلفة، إلى صورة نظيفة خالية من الآثار السيئة، التي لحقت بها نتيجة لفعالياتها وأنشطتها، وهو جزء من عملية كبرى تقوم بها شركات العلاقات العامة.

وغسيل السمعة عبارة عن دعاية، وإن كانت تقوم بها شركات العلاقات العامة، وتستخدم فيها وسائل متعددة، من بينها وسائل العمل الصحفي، بيد أنها كأي دعاية عادة ما تكون مجهولة المصدر، وتَستخدم الأساليب غير النظيفة، لتغيير الاتجاهات والآراء والأفكار.

في السودان، تعمل الدعم السريع على غسيل سمعتها السيئة، بسبب اتهامها بارتكاب جرائم في دارفور، بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة لها بالمشاركة في جريمة فض اعتصام القيادة العامة في الخرطوم في عام 2019. تتبع الدعم السريع أسلوب نشر المعلومات المضللة؛ لتلميع صورتها في أذهان متابعيها.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع