أضحت مواقع التواصل الاجتماعي الوسيلة الأكثر فاعلية لممارسة الحملات الإعلامية التضليلية المنظمة، بغرض التلاعب بالرأي العام، وذلك في إطار تنويع وسائل الصراع السياسي، التي تقودها جهات محلية وإقليمية ودولية، للحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية.
في نوفمبر من العام 2022 نَشر فريق (مرصد بيم) دراسة: (بيئة المعلومات المضللة في الفضاء السوداني)، والتي سلطت الضوء على الفاعلين الدوليين في المشهد الإعلامي السوداني، ومن ضمنهم جهات تدعم مصالح دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان، من خلال موقع (تويتر).
منذ بداية شهر فبراير لاحظ فريق (مرصد بيم) عبر متابعته لوسائل التواصل الاجتماعي، نشاط عشرات الحسابات في منصة (تويتر)، تقود الحسابات حملة تحريض ممنهجة ضد بعض القوى المدنية الفاعلة في الشأن السياسي بالسودان، بعضها حديثة النشأة، وبعضها الآخر تعتبر حسابات قديمة نسبياً، قام الفريق بالتقصي عن مجموعة الحسابات عبر أدوات تحليل شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة.
شبكة جديدة:
رصد فريق (مرصد بيم) عملية معلوماتية تستهدف السودان في منصة (تويتر). تنفذ هذه العملية المعلوماتية شبكة من الحسابات، في مسعى للتأثير على الرأي العام السوداني، عبر سلسلة من الحملات الممنهجة المتنوعة، ابتداءً من الهجوم على قوى سياسية سودانية، مروراً بدعم مصالح استثمارية لدولة الإمارات في السودان، وصولاً إلى الترويج للدور الإماراتي في السودان، باعتباره دوراً إيجابياً وداعماً للشعب السوداني.
1- استهداف قوى سياسية سودانية
ابتداء من الرابع من فبراير الجاري، نَشرت شبكة الحسابات المذكورة آنفاً عدداً من التغريدات، التي هاجمت فيها تحالف (الحرية والتغيير)، عبر عددِ من الأوسمة المختلفة.
واللافت للانتباه أن هذه الحسابات أرفقت مع تغريداتها صوراً تعود لقوى (الحرية والتغيير المجلس المركزي)، وكذلك لقوى (الحرية التغيير الكتلة الديمقراطية)، مع وجود محتوى موحد، يحرض ضدهما معاً.
عِلماً أن عدداً من التنظيمات المكونة لهذه القوى، تختلف في أجندتها السياسية، ولا يوجد رابط موضوعي بينها، لكن تم الهجوم عليها على حدٍ سواء من قبل الشبكة، التي قد تكون استخدمت أسلوب الهجوم على الجميع لإخفاء أجندتها.