تحقيق لـ«مرصد بيم» بالتعاون مع «ڤالنت» يكشف عن شبكة تضليل بمنصة إكس تروج لـ«الدعم السريع» وتهاجم جماعة الإخوان بالسودان

يكشف «مرصد بيم» بالتعاون مع «ڤالنت» عن شبكة تضليل على منصة إكس تروج للدعاية الإعلامية لقوات الدعم السريع وتهاجم جماعة الإخوان المسلمين في السودان معتبرة أنها تختطف قرار الجيش. كذلك ربطت الشبكة التي تعمل عبر أسلوب السلوك الزائف المنسق، عودة العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وطهران، بادعاءات تفيد أن الأخيرة تحاول إيجاد موطئ قدم  لها على البحر الأحمر مقابل مد الجيش بالسلاح، مشيرة إلى أن وجود طهران على البحر الأحمر يمثل تهديداً للأمن القومي السعودي.

يأتي استهداف حملات التضليل المنسقة للفضاء الرقمي السوداني والتي تكررت على مدى السنوات الأخيرة، في إطار موقع البلاد الجيوسياسي الحساس، في محاولة للتأثير على الرأي العام السوداني واختراقه، لتحقيق مصالح تلك القوى الأجنبية والتي ترتبط عادةً بقوى داخلية. 

وكانت دراسة بيئة المعلومات المضللة التي نشرها «مرصد بيم» سلطت الضوء على الفاعلين الدوليين في المشهد الإعلامي السوداني، موضحة نشاط بعض الدول في الفضاء الرقمي السوداني بنشر معلومات كاذبة ومضللة.

وفي هذا السياق، بدايةً من سبتمبر الماضي، لاحظ فريق «مرصد بيم» عبر رصده لوسائل التواصل الاجتماعي، نشاط عشرات الحسابات في منصة إكس والتي تنشر محتوى يروج لدعاية الدعم السريع الإعلامية، فيما يهاجم جماعة الإخوان المسلمين في السودان ويحتفي في الوقت نفسه بالمناسبات الرسمية للمملكة العربية السعودية.

كما تنشط الحسابات موضع التحقق، في نشر محتوى يتعلق بعودة العلاقات بين الخرطوم وطهران، مشيرة إلى أن طهران تسعى لكسب موطئ قدم في البحر الأحمر وهو الأمر الذي يمثل تهديداً للأمن القومي السعودي.

طهران تستثمر الحرب في السودان منفذًا إلى البحر الأحمر

العنوان المذكور يعود لمقال أوردته صحيفة العرب اللندنية في 9 أغسطس الماضي، إبان إعلان الخرطوم وطهران نيتهما استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، وهو يمثل السردية الرئيسية للادعاء والتي تداولتها مجموعة من الحسابات تحت وسم “#ايران_تدعم_البرهان”.

ومن خلال البحث في منصة إكس،  توصلنا إلى أن حساب باسم أمجد طه نشر تغريدة تحوى وسم #إيران_تدعم_البرهان مرفقا معها مقطع فيديو قديم لقناة العربية يفيد بوصول سفن حربية إيرانية إلى البحر الأحمر، مدعين أنها تحمل أسلحة تزود بها الجيش وفق اتفاق قديم بين الحرس الثوري الإيراني وجماعات موالية لنظام البشير، ثم نشطت مجموعة من الحسابات في تداول الوسم مرفق معه نصوص تم انتقائها من المقال المذكور.

تحققنا من هوية أمجد طه ووجدنا أنه الرئيس الإقليمي لـ«المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط»، وهو يقيم في لندن بحسب حسابه على منصة إكس، كان ينشط بقوة في مهاجمة قطر إبان الأزمة السعودية الإماراتية القطرية، يدعم التطبيع مع إسرائيل ويهاجم حركة المقاومة الإسلامية في الوقت الحالي إبان الحرب الدائرة منذ أكتوبر الماضي في غزة.

أيضًا تحققنا من مقطع الفيديو المرفق مع التغريدة، ووجدنا أنه يعود للعام 2012 بعد قصف إسرائيل لمصنع اليرموك بالعاصمة السودانية الخرطوم، وكانت السفن الإيرانية رست في ميناء بورتسودان لمدة ثلاثة أيام.

 كما أن المقطع في نهايته يتضمن مقتطع من تصريح صدر حديثًا لوزير سابق في نظام البشير يقول فيه إن الجيش ليس لديه خيارات، وبالتالي يبحث عن أي علاقة يمكن أن توفر له إمداد حربي في معركته مع الدعم السريع.

اتضح لنا أن مقطع الفيديو تم تركيبه وإنتاجه ليخدم ويؤكد ما جاء في مقال الصحيفة وهو تسلم الجيش سلاحًا من إيران مقابل تمديد نفوذها في البحر الأحمر.

كذلك عملت الحسابات التي شاركت في الوسم على إعادة تغريد أو نشر محتوى مجتزأ من المقال يؤكد ذات الرواية، وتشكك في الأسباب الحقيقية التي تدفع إيران لفتح العلاقات مع الجيش السوداني، قائلة إن «الكيزان» جماعة الإخوان المسلمين في السودان يخططون لمنح إيران السيطرة على البحر الأحمر والقاعدة البحرية جنوب بورتسودان مقابل شحنات من الأسلحة.

وادعت أحد الحسابات المؤيدة لقوات الدعم السريع، أن العلاقات بين إيران والسودان كانت دائمًا تشكل خطرًا على الاستقرار والأمن الشامل في المنطقة، وخاصة السعودية. زعم أيضًا، أن إيران تخطط لاحتلال بورتسودان وفتح جبهة جديدة مع السعودية من جهة البحر.

في البحث عن الحسابات محل التحقيق، وجدنا أنها نشرت تغريدة احتفالًا باليوم الوطني السعودي تهنئ فيها المملكة، بيد أن الصور المصاحبة للتغريدة تعود لقائد الدعم السريع وقيادات المملكة، كما تنشر بعض الحسابات أخبار الزيارات الرسمية لقادة المملكة العربية السعودية. 

الدعم السريع تحارب جماعات الإخوان الإرهابية

عملت مجموعة الحسابات محل التحقيق على نشر محتوى يدعم رواية الدعم السريع الإعلامية القائلة «بأنها تحارب جماعات إسلامية متطرفة، وتحملها مسؤولية اندلاع الحرب في السودان، وذلك باختطافها لقرار الجيش السوداني». 

وبالرجوع إلى محتوى الحسابات، وجدنا أنها تشارك بيانات الدعم السريع وقائدها، كما تغطي التطورات الحربية الميدانية، وتنشر محتوى تهاجم فيه جماعة الإخوان والجيش السوداني، كما تنشر مجموعة الحسابات محتوى مضللًا عن التطورات السياسية داخليًا وخارجيًا.

وبمزيد من البحث والتدقيق في الحسابات محل التحقيق، وجدنا أن مجموعة منها نشطت عبر وسم « #حميدتي_قاهر_الكيزان»، إذ تنشر من خلاله محتوى  يروج  لقائد الدعم السريع وتقول إنه يحارب جماعات «الفلول»، وأنه «أطلق نداء لشرفاء الجيش لعزل قيادة الإخوان وتكوين قيادة جديدة، حتى ينعم السودان بالأمن والاستقرار».  

السمات المشتركة بين الحسابات

  • تتفاعل الحسابات مع بعضها البعض بالمتابعة والإعجاب وإعادة نشر المحتوى. 
  • تنشر الحسابات المحتوى الذي يحتوي على وسم في وقت متقارب يبدو أنه منظم.
  • تتابع بعض الحسابات حسابي الدعم السريع وقائدها على تويتر، كما تتفاعل مع المحتوى الصادر عنها بالإعجاب وإعادة النشر.
  • معظم الحسابات تستخدم أسماء مستعارة، مكتوبة باللغة العربية العامية السودانية.
  • معظم الحسابات تضع صورًا لشهداء الثورة السودانية، كما يضع بعضها صورًا لقائد الدعم السريع.

السمات المتباينة بين الحسابات

  • بعض الحسابات يبدو أنها «بوت» حيث تستخدم أسماء مكتوبة باللغة انجليزية، ويختلف اسم الحساب عن اسم المستخدم.
  • معظم الحسابات المكتوبة باللغة الإنجليزية حسابات قديمة تم إنشاؤها بين الأعوام 2010-2014، وبالتدقيق في محتوى قديم نشرته وجدنا أنها كانت تنشر محتوى باللغة الإنجليزية.
  • بعض الحسابات حذفت المحتوى القديم وبدأت النشر في العام 2022، رغم أن تاريخ إنشائها كان بين الأعوام 2010-2014.
  • بعض الحسابات شاركت محتوى موحد في أكتوبر الماضي عبر وسم “#ييييع_خخخي” في ذات التوقيت ويبدو إنها مجموعة بوتات يتم التحكم فيها.

تزامن النشر

  • بالتدقيق في مواقيت النشر التي نشطت فيها الحسابات لنشر محتوى عبر الوسوم المذكورة، نجد أنها تنشط في مواقيت متقاربة، حيث أن بعض الحسابات التي نعتقد أنها مجموعة بوتات يتم التحكم فيها، نشرت 15 منشورًا  في 25 أكتوبر الماضي في الساعة 5:47، أي أن مجموعة التغريدات نشرت في نفس الساعة والدقيقة والثانية. 
  • بعض الحسابات التي يتابعها عدد كبير وأسماء مستخدميها مكتوبة بالعامية السودانية، لم تتزامن مواقيت نشاطها في الوقت نفسه، لكنها تنشط في أوقات متقاربة.

الخلاصة:

من خلال تحليل المحتوى ومتابعة الحسابات والوسوم التي نشرت عبرها، يبدو أنها تريد تدعيم وجهة النظر القائلة بأن عودة العلاقات بين السودان وإيران تهدف إلى دعم طهران للجيش السوداني وجماعات الحركة الإسلامية بالسلاح في حربهما ضد الدعم السريع، وفي المقابل إعطاء طهران موضع قدم في البحر الأحمر.

تدعي الحسابات، أن العلاقات بين الخرطوم وطهران تمثل تهديدًا للأمن القومي السعودي، كما شاركت بعض الحسابات تغريدات تحتفل فيها باليوم الوطني السعودي، وتروج لصور قديمة تجمع قيادات من المملكة بقائد الدعم السريع، أيضا تدعم الحسابات رواية الدعم السريع الإعلامية وتروج لأخبار المعارك من جهة الدعم السريع.

بناء على كل ذلك، يتضح أن مجموعة الحسابات تستخدم أسلوب السلوك الزائف المنسق وتنشط عبر وسوم مضللة للنشر والترويج ومناصرة فكرة أو رأي محدد يخدم أجندة صانع المحتوى.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، الجدول أدناه يعرض أمثلة لبعض حسابات الشبكة، التي تتبع الأنماط المذكورة آنفاً:

اسم الحساب 

اسم المستخدم

اسم الحساب

اسم المستخدم

حجازي أحمد

@ejazi77

TutupBotolLimun

@YOZAMAHADIKA

Eptihal

@Epthal979

READ BIO or unfollow

@celemheed

ود البحير

@wdalbehair 

سيد السنوسي

@Sayedsanosi

أنس هيثم

@annshaithm

anggo poden

@anggopondiu

دنيا زائلة ولضمي

@srhgtrhjn

بت الفرسان

@bitalfursan

مطر بدون براق

@ZoalRSF

سيد السنوسي

@Sayedsanosi

Irvan kurniawan

@ippankondeonde

Abipe

@Mfrizcha_adi

ULTIMORAIDER

@ULTIMORAIDER

pemain pedang thifan

@dewymelany475

Teehee

@geegeyhi22

melody

@snaileymailey6

ألجنا الفقر

@alaaty88

Dina Ardhani

@dinaardhani

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع