ينشر «مرصد بيم» منذ أغسطس الماضي، تقريرًا شهريًا، يوضح فيه أبرز الادعاءات الكاذبة، وعمليات التضليل الإعلامي التي جرى رصدها خلال هذه الفترة. يأتي ذلك في خضم حرب شرسة تدور بين الأطراف المتقاتلة، ليس على الأرض فحسب، وإنما على مستوى الإعلام أيضا.
يغطي التقرير التالي، الادعاءات الخاطئة والمضللة في الفضاء الرقمي السوداني، لشهر ديسمبر «2023». كما يقدم تحليلًا مختصرًا لأبرز اتجاهات التضليل والأدوات المستخدمة فيه.
وكان «مرصد بيم» قد نَشر «21» تقريرًا عن الأخبار المضللة التي تم تداولها في الفضاء الرقمي السوداني، خلال شهر ديسمبر. وتنوعت تلك التقارير من حيث «الأساليب والأدوات المستخدمة في عمليات التضليل، والاتجاهات، والفاعلين في عملية التضليل». شمل التضليل عددًا من الفاعلين في الشأن السوداني، بما في ذلك كيانات سياسية وعسكرية وأفراد.
الأساليب والأدوات:
هناك أساليب وأدوات متعددة جرى استخدامها في عمليات التضليل. رصد فريق «مرصد بيم» منها الآتي:
- فبركة البيانات، والادعاء بأنها صادرة من الفاعلين في الشأن السوداني، سواء كانوا في الجانب العسكري أو المدني.
- نَشر معلومات مضللة تختص بالمحادثات الخارجية (سواء كانت تلك المتعلقة بمنبر جدة، أو الجهود التي قامت بها المؤسسات المدنية) الرامية لإيقاف الحرب.
- إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة، بوصفها حديثة، وذلك في سياق منفصل عن تاريخها الأصلي.
- تزييف الخطابات ونسبها لجهات رسمية في الدولة.
- فبركة ونشر معلومات مضللة حول وضع العمليات العسكرية الميدانية.
الفاعلون في حملات التضليل:
أشارت الدراسات والتقارير التي عمل عليها «مرصد بيم»، إلى أن هناك جهات داخلية وخارجية، كانت فاعلة في عمليات التضليل في الفضاء الرقمي السوداني. وحددت الدراسات الفاعلين على المستوى الداخلي في خمسة فئات شملت: «جهات مناصرة للدعم السريع، جهات داعمة للجيش، وجهات ذات توجه إسلامي، وجهات تناهض الحكم العسكري». بينما أشارت الدراسة إلى أن الفاعلين الأجانب، في الفضاء الرقمي السوداني، هم: «روسيا – دولة الإمارات العربية المتحدة – مصر- إثيوبيا». تعمل كل هذه القوى/الجهات على نشر المعلومات الزائفة والمضللة التي تخلق أفقاً ضبابيًّا حول ماهية الوضع في السودان.
في شهر ديسمبر الماضي، رصد فريق «مرصد بيم» عددًا من الحملات التي نشطت في عمليات التضليل، مستهدفة الجهات المشار إليها أو مروجة لدعايتها الإعلامية. فمثلا، استهدفت بعض تلك الحملات، القوى المدنية. فيما ركز جزء آخر منها على استهداف القوى العسكرية في السودان بشقيها «الجيش والدعم السريع». وفي الوقت نفسه، هناك حملات تضليل إعلامي استهدفت المجتمع بشكل حصري، وذلك من خلال نشر عدد من الخطابات المزيفة التي أثارت حالات من الهلع والخوف من تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وسط المواطنين. وفيما يلي استعراض لأبرز تلك الحملات:
1. الحملات التي هاجمت أو روجت للدعم السريع:
الدعم السريع من القوى الفاعلة بشكل أساسي في الأحداث الجارية في السودان. وذلك نسبة لكونه أحد طرفي النزاع القائم منذ أبريل/نيسان المنصرم 2023. إن وجود الدعم السريع ضمن مشهد الحرب هذا، خلق حالة اهتمام بما يصدره من بيانات ومعلومات، وما يحققه أو يخسره على مستوى ميدان القتال. وبالتالي خلقت الحرب مناصرين للدعم السريع (وهم الذين ينشرون دعايته)، كما صنعت أعداء له. هذه العوامل المتعلقة بالدعم السريع، جعلت منه هدفًا لحملات التضليل، سواء كانت ضده أو داعمة ومناصرة له. وفيما يلي استعراض لأبرز الحملات التي استهدفت الدعم السريع خلال شهر ديسمبر/كانون الأول:
تداولت عدة صفحات خبر دفن قوات الدعم السريع لسيارات جرى نهبها من مواطنين في منطقة طيبة. وتمت مشاركة صورة مع هذا الخبر، توضح السيارات التي تم دفنها من قبل قوات الدعم السريع. بعد البحث في حقيقة الصورة، تبيّن أنها قديمة. حيث تم نشرها على الإنترنت منذ نوفمبر/تشرين الثاني، مع تعليق يوضح أنها من أفغانستان، وليس لها علاقة بالسودان .
أيضا، شهد شهر ديسمبر، اشتباكات عنيفة بين الدعم السريع والجيش في منطقة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة في وسط السودان. الأمر الذي أسفر عنه موجة من الأخبار المضللة المتعلقة بتحركات قوات الدعم السريع إلى مدن وبقاع أخرى في السودان. منها على سبيل المثال: “تحرك قوة من الدعم السريع إلى منطقة شندي”. وتم مشاركة صورة مع ذلك الخبر لرتل من السيارات العسكرية باعتبارها متوجهة إلى مدينة شندي. وبعد فحصها من قِبل فريق «مرصد بيم»، تبيّن أنها صورة قديمة، تم نشرها من قبل في الإنترنت، وذلك منذ شهر أبريل/نيسان الماضي.
من الملاحظ أيضا، أن الأحداث الأخيرة في منطقة ود مدني، أفرزت عددا من الأخبار والتصريحات حول التقدم الميداني للدعم السريع أو تقهقره. الأمر الذي أفضى إلى حالة من الضبابية فيما يخص المعلومات المتعلقة بأرض المعركة. ويعتبر ذلك مناخًا خصبًا للفاعلين في حملات التضليل، ليمارسوا أنشطتهم بشكل أوسع. إذ جرى تداول عدد من الأخبار حول سيطرة الدعم السريع على «الفرقة الأولى مشاة» بود مدني، بينما كانت السيطرة الفعلية لقوات الدعم السريع على «مقر رئاسة اللواء الأول» وليس على الفرقة بأكملها.
من أشكال التضليل التي صاحبت الأحداث في ود مدني هي تلك التي كانت متعلقة بالخسائر التي أصابت أحد طرفي النزاع جراء الاشتباكات. فنجد مثلا، أن بعض تلك الحملات، عمل على ترويج فكرة هزيمة الدعم السريع. الأمر الذي أفضى إلى صياغة عدد من الأخبار المزيفة نتيجة لتلك الهزيمة. إذ جرت مشاركة صورة لجنود يتساقطون من فوق بناية ما، وتم تداولها بوصفها: صورة لجنود الدعم السريع يتساقطون في شارع النيل بود مدني بعد هزيمتهم من قبل الجيش. وبعد أن أجرى فريقنا بحثًا حول ماهية الصورة، تبيّن أنها صورة دعائية لشركة «أيرتل» للاتصالات. حيث تم التقاطها في العام 2009 بدولة الهند، وليس لها علاقة بالسودان أو الأحداث الجارية فيه.
كذلك، جرت مشاركة مقطع فيديو، يحوي مشاهد قاسية، لما يبدو أنها جريمة قتل جماعي لنساء وأطفال وكبار سن. وتمت مشاركة ذلك الفيديو بوصفه أحد الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في منطقة الجنينة- حاضرة ولاية غرب دارفور. بيد أن مقطع الفيديو المعنى كان مضللا. إذ نُشر من قبل، خلال شهر ديسمبر الماضي، ولكنه لا يتعلق بالسودان وإنما في دولة بوركينا فاسو.
في السياق نفسه، وعقب انتشار خبر لقاء مرتقب بين القائد العام للجيش «عبد الفتاح البرهان» وقائد قوات الدعم السريع «حميدتي»، نشطت حملات عديدة، عملت على تزييف الكثير من الأخبار والحقائق المتعلقة بذلك اللقاء. منها على سبيل المثال، تداول صورة إطارية لقناة «الجزيرة السودان» تحوي خبرا عن موافقة حميدتي على لقاء البرهان، ولكن وفقا لشروط بحسب الادعاء. منها: لقاء البرهان بصفته قائدًا عاما للجيش فحسب، وإقراره -أي البرهان- بكونه من بدأ هذه الحرب متعاونا مع مجموعة من عناصر النظام البائد. أضف إلى ذلك تسليم 27 مطلوبا وفقا لاتفاق جدة. بيد أن الخبر كان مفبركًا، ولم تنقله قناة «الجزيرة السودان»، كما ذهب متداولو الادعاء. كما أن الدعم السريع وفق بيان لها أعلنت عن موافقتها على لقاء قائد الجيش دون شروط.
وعقب الظهور الأخير لحميدتي، وخصوصا لقائه مع الرئيس الأوغندي «يوويري موسيفيني» بدأت مجموعة جديدة من الشائعات والأخبار المضللة في الظهور. فقد نَشرت بعض الصفحات صورة لحميدتي مع «مبعوثة الإتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي»، وذلك حينما زارت السودان في 11-أبريل الماضي 2023، أي قبل بدء الحرب. جرى تداول تلك الصورة، في ديسمبر، بوصفها حديثة، وجاءت تحت عنوان: “لقاء حميدتي مع المبعوثة الأمريكية في جيبوتي”. وبعد تقصي فريقنا منها، اِتضح أنها صورة قديمة، وليس لها علاقة بسياق الحرب.
من جانب آخر، وقعت عمليات فبركة للبيانات الصادرة من الدعم السريع، خصوصا مع كثرة الأحاديث عن لقاء مرتقب بين قائد الدعم السريع والقائد العام للقوات المسلحة. فنجد على سبيل المثال، فبركة تصريح يتحدث عن عدم إمكانية حميدتي لقاء البرهان بسبب ظروف قاهرة، وسوف ينوب عنه «حسبو محمد عبد الرحمن». ونُسب التصريح ليوسف عزت- مستشار الدعم السريع. وذلك بوصفه تصريحًا حديثًا، أدلى به مستشار الدعم السريع لقناة الجزيرة. وتبيّن من خلال البحث الذي أجراه فريقنا، أن الادعاء مفبرك، ولا يوجد أيّ مصدر يدعمه ويؤكده.
2. الحملات التي هاجمت أو روجت للجيش السوداني:
يعتبر الجيش طرفًا أساسيًّا في الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل/نيسان الماضي. وبالتالي، ظل إما موضوعا للحديث في الإعلام المحلي والإقليمي والدولي، وذلك من قبل أشخاص/جهات لا تربطهم/ها صلة به، أو مصدرا للمعلومات المتعلقة بمواقفه الميدانية وتوجهاته السياسية. وساهم ذلك في خلق مناصرين ومدافعين عن مواقفه، في الوقت الذي خلق فيه أعداء يهاجمونه ويستهدفونه من خلال عمليات التضليل الإعلامي. وبسبب موقعه هذا، كان ولا زال طرفا مؤثرا ومتأثرا بحملات التضليل الإعلامي التي استهدفت كل القوى الفاعلة في الشأن السوداني، والتي يعتبر بالطبع الجيش جزء أصيل منه.
من أشكال التضليل التي استهدفت الجيش كانت الحملات التي عملت على فبركة أخبار وتصريحات متعلقة ب«سلاح الجو». حيث صيغت بعض الأخبار التي تتحدث عن تفوق الجيش في هذا الجانب حينا، وفي الوقت نفسه نُشرت أخبارًا عن تحطم طائرات، ومقتل طيارين في حين آخر.
إذ جرت مشاركة صورة سيارات محترقة في منطقة صحراوية على أنها قذف «سلاح الجو» لتجمع من المتمردين، في منطقة صالحة. بيد أن الصورة كانت قديمة، نشرت منذ عام 2018 ضمن عمليات خاصة بالجيش الليبي.
من جانب آخر، تم تداول العديد من الصور ومقاطع الفيديو لعملية إنزال جوي في مدينة ود مدني، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة التي وقعت بالمدينة. إلا أن مقطع الفيديو المشار إليه بوصفه عملية إنزال جوي كان مضللا. حيث تم نشره من قبل، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، وذلك قبل أحداث مدينة ود مدني. وجرى نشره في ذلك الوقت باعتباره تدريبات للجيش التشادي، بيد أن انتشاره في السياق السوداني، كان سريعا. وذلك نسبة لحالة التشتت الإعلامي المستمر وندرة المصادر التي تؤكد حقيقة المعلومات المتداولة نتيجة هذا الصراع. بالإضافة لدور النشاط المكثف لحملات التضليل في أوقات متأزمة كهذه.
على نطاق الوضع الميداني، تم تداول العديد من الأخبار المزيفة التي عمدت إلى توضيح فكرة “انهزام الجيش” في بعض المعارك، وتراجع قواته بعد إسقاط عدد من الطائرات التابعة لسلاح الجو. إذ تم تداول صورتين لطائرتين عسكريتين يُزعم أنهما تتبعان للدفاع الجوي، وقد وقعت عملية إسقاطهما.
من خلال عملية البحث، تبيّن أن الصور قديمة، تم نشرها من قبل على الإنترنت. فالأولى؛ نُشرت في عام 2016 في فرنسا. والثانية؛ نُشرت عام 2018 في سوريا. وبالتالي ليس لهما أيّ علاقة بالسودان.
كذلك، من المعلومات المضللة التي تم تداولها: مقطع فيديو لتحليق طائرات عسكرية فوق منطقة ما. وذكر متداولو الادعاء إن ذلك تحليق لسلاح الجو في سماء مدينة ود مدني. وبالطبع كان ذلك الادعاء على خلفية الاشتباكات الأخيرة في المنطقة نفسها. أجرى فريقنا بحثًا عن الفيديو المتداول، وتبيّن أنه يعود لتدريبات «الصقور الخضر» في منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية.
من ناحية أخرى، نجد أن قيادة الجيش المتمثلة في القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، قد نالت حصتها من حملات التضليل الممنهجة. وفي إطار ذلك، فإن الأخبار والمعلومات المضللة التي وقع تناقلها حول البرهان صاحبت فترتين: الأولى؛ كانت عقب الأحداث التي شهدتها مدينة ود مدني. حيث تم صياغة ادعاءات ونشر مقاطع فيديو توضح زيارة البرهان للمدينة عقب الاشتباكات الأخيرة. ومع أن مقطع الفيديو المشار إليه هو بالفعل زيارة قائد الجيش للمدينة، وبالتحديد زيارته الفرقة الأولى بود مدني، إلا أن هذه الزيارة كانت قبيل اندلاع الاشتباكات في المنطقة.
كذلك، شهدت فترة الاشتباكات في ود مدني تداولا واسعا لأخبار مضللة حول: وقوع محاولة انقلاب عسكري ضد قيادة الجيش. وجرت مشاركة فيديو يحوي بيانا لمحاولة انقلاب فاشلة تمت السيطرة عليها. ومن خلال البحث الذي أجراه فريقنا، تبيّن أن الفيديو قديم، وكان عبارة عن محاولة انقلاب فاشلة في عام 2021م تمت السيطرة عليها.
الفترة الثانية؛ هي التي نشطت فيها «منظمة الإيغاد» دبلوماسيًا، وذلك في إطار بحثها لحل ينهي الحرب الدائرة في السودان. إذ صاحبت هذه الفترة غزارة إعلامية من حيث كثرة المعلومات وتضاربها، وكانت تلك بيئة خصبة لحملات التضليل لكي تمارس هوايتها في التزييف. فنجد على سبيل المثال، تداول صورة إطارية لقناة «الجزيرة السودان» تحوي خبرا ينص على رفض البرهان لمخرجات قمة الإيغاد، ومع ذلك، إلا أن الصورة والادعاء كانا مفبركين.
3. الحملات التي استهدفت الجانب المدني:
القوى المدنية هي بالطبع من القوى الفاعلة في الشأن السوداني سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. وقامت بمحاولات واسعة لرأب الصدع بين الجيش والدعم السريع، وسعت لإيجاد اتفاق يضمن إنهاء الحرب. ولذلك حظيت تلك القوى بنصيبها من حملات التضليل، ولكن يمكن القول بشكل عام إن حملات التضليل تجاه القوى المدنية لم تكن شديدة النشاط خلال شهر ديسمبر.
من أشكال التضليل التي مورست ضد الجانب المدني، هي نسب التصريحات والأخبار لبعض القادة المدنيين. فنجد مثلا ما تم نسبه لرئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال «ياسر عرمان» بأنه قال في تصريح لقناة الجزيرة السودان: “نهدف إلى إسقاط الهوية الإسلامية العربية في السودان وإقامة مشروع الدولة الجديدة “.
بيد أن التصريح كان مفبرك، ولم يتم إيراده في قناة الجزيرة السودان.
4. حملات التضليل التي استهدفت القوى الخارجية:
القوى الخارجية التي لها اتصال مباشر بالشأن السوداني، سواء من ناحية إدارتها للمفاوضات والمحادثات بين طرفي الصراع لتهدئة الأوضاع داخليًّا في السودان، أو من ناحية كونها منخرطة في الشأن السوداني على حسب ما تقضيه أجندتها ومصالحها، نالت نصيبها من حملات التضليل الموجهة. والتي عملت على تزييف الحقائق ونشرها في الفضاء الرقمي السوداني.
أسفرت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الفريق «ياسر العطا» مساعد القائد العام للجيش عن توتر العلاقات الدبلوماسية بين دولة «الإمارات العربية المتحدة» والسودان. الأمر الذي نتج عنه صياغة أخبار مضللة تتوافق مع حالة التوتر الدبلوماسي الذي حدث بين الدولتين. فقد وقع تداول خبر عن سحب رخصة «مصرف النيلين/فرع أبوظبي» من قبل السلطات الإماراتية ومنحه 72 ساعة للإغلاق. وتبيّن من خلال البحث، أن الخبر مزيف، والمصرف بعث برسالة لعملائه يخبرهم بعدم صحة الخبر.
من أشكال التضليل التي مورست بشكل ملحوظ، فيما يتعلق بالقوى الخارجية، هي نسب البيانات والتصريحات لأشخاص أو جهات بعينهم/ها. فنجد مثلا، بعد الظهور الأخير لقائد الدعم السريع حميدتي في أوغندا، بدأت مسألة حياته من عدمها تعود إلى السطح من جديد. وكثر التداول للأقوال القديمة المتعلقة بوفاته أو حياته. ولكن هذه المرة، عزز متداولو الادعاء نظرياتهم بعدد من الشائعات والأخبار المنسوبة لبعض المسؤولين على المستوى الدولي. حيث وقع نسب تصريح إلى السيناتور «جاك ريد» رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي. يفيد بأن «ريد» صرّح قائلاً: «إن على قوات الدعم السريع أن ترضخ للأمر الواقع وتعلن عن وفاة قائدها رسميا». الأمر الذي تأكدنا من عدم صحته، وذلك بعد البحث الدقيق عن الخبر في كل الحسابات الرسمية للسيناتور الأمريكي.
5. حملات استهدفت التضليل حول الوضع الميداني:
شغل الوضع الميداني حيزًا كبيرا من نشاط حملات التضليل، حيث عمدت تلك الحملات على نشر عدد مقدر من الأخبار والتصريحات حول التقدم والتراجع الميداني لطرف على حساب على الآخر. ورافق هذا النوع من التضليل الحرب منذ اندلاعها في أبريل/نيسان المنصرم. ففي شهر ديسمبر، نُشرت معلومات متعددة حول اشتباكات مسلحة بين الجيش والدعم السريع، وذلك في مناطق مختلفة. الأمر الذي أثار رعب المواطنين في بعض الأحيان.
في فترة الاشتباكات الأخيرة في ود مدني، تم تداول مقطع فيديو لتبادل قذائف بين طرفين، وجرى وسمه بكونه اشتباك بين الجيش والدعم السريع. وتبيّن لاحقا، من خلال البحث، أن الفيديو قديم تم نشره منذ عام 2021.
6 حملات التضليل التي استهدفت فبركة الخطابات والوثائق الرسمية:
فبركة الخطابات وتزييفها هي سمة رافقت حملات التضليل لفترة طويلة، حيث صيغت خطابات بمعلومات مغلوطة، وضع فيها الفاعلين في هذه الحملات أجندتهم التضليلة. وترفق مع تلك الخطابات، توقيعات وأختام تشابه إلى حد بعيد الأختام والتوقيعات الأصلية المستخدمة من قبل الجهات الرسمية المجني عليها. ذلك التشابه الذي تسبب في حالة من الإرباك والتشويش لدى المتلقي.
على سبيل المثال، وعلى خلفية الأحداث الأخيرة في مدينة ود مدني، تم تداول خطاب مفبرك حوى أمر طوارئ يقضي باعتقال النازحين في ولاية الجزيرة من أبناء دارفور وكردفان وأعضاء الحرية والتغيير ولجان المقاومة.
الخطاب كان مفبرك، ولم يتم إيراد نصه في أيّ مصدر موثوق به، كما تم التلاعب بالأختام والتوقيعات.
لاحظ فريقنا أن بعض الحسابات الشخصية على موقع فيسبوك، قد تخصصت في نشر الخطابات المفبركة التي أثارت الرأي العام وخلقت حالة من الضبابية حول حقيقة الأوضاع الميدانية والمواقف السياسية. حيث صادفنا، على سبيل المثال، حسابًا شخصيًّا باسم «مصطفى سيد أحمد ود سلفاب» قد عمل على نشر مكثف ومنتظم لعدد من الخطابات المزيفة، وذلك طوال فترة الحرب. شملت تلك الخطابات مواضيع مختلفة، وتم التلاعب بأختام وتوقيعات تخص جهات رسمية، الأمر الذي سهل من عملية تصديقها لدى المتلقي.
بشكل عام، تلك هي حملات التضليل التي رصدها فريق «مرصد بيم» خلال شهر ديسمبر. إذ اتضح أن هناك حملات تضليل ممنهجة تقوم بها جهات محلية وخارجية غرضها تزييف الحقائق حتى تتوافق مع أجندتها ومصالحها. وذلك بكل تأكيد، جعل المواطن السوداني في وضع صعب، لا يستطيع أن يميز بسهولة المعلومات الصحيحة من الخاطئة.
جدول التقارير التي عمل عليها مرصد بيم خلال شهر ديسمبر.
| 1 | ما حقيقة صورة متداولة لقصف الطيران الحربي «متمردين» في منطقة «صالحة»؟. مضلل . | |
| 2 | ما صحة تصريح «عرمان»: نهدف إلى إسقاط الهوية الإسلامية العربية في السودان وإقامة مشروع الدولة الجديدة؟ مفبرك. | |
| 3 | ما صحة سحب الإمارات رخصة بنك النيلين ومطالبته بالإغلاق خلال 72 ساعة؟ مفبرك | |
| 4 | ما حقيقة الصور المتداولة لـ«دفن» الدعم السريع سيارات المواطنين المسروقة جنوب منطقة «طيبة» بالخرطوم؟ مضلل. | |
| 5 | ما حقيقة صورة متداولة مع ادعاء متحرك لـ«الدعم السريع» متجه إلى مدينة شندي؟ مضلل | |
| 6 | ما حقيقة مقطع فيديو متداول لعملية إنزال جوي لقوات من الجيش في ود مدني؟ مضلل. | |
| 7 | ما حقيقة الصور المتداولة لـ إسقاط طائرتين حربيتين تتبعان للجيش في ود مدني؟ مضلل. | |
| 8 | ما صحة خطاب أمر طوارئ يقضي باعتقال النازحين في ولاية الجزيرة من أبناء دارفور وكردفان وأعضاء الحرية والتغيير ولجان المقاومة ؟ مفبرك. | |
| 9 | ما صحة مقطع فيديو وصول «البرهان» إلى ود مدني بولاية الجزيرة؟ مضلل. | |
| 10 | ما صحة مقطع فيديو متداول لتبادل إطلاق نار في « ود مدني »مساء الأمس؟. مضلل. | |
| 11 | ما حقيقة مقطع فيديو متداول لتحليق الطيران الحربي فوق سماء ود مدني؟. مضلل. | |
| 12 | ما حقيقة سيطرة «الدعم السريع» على الفرقة الأولى مشاة التابعة للجيش بود مدني؟ مضلل. | |
| 13 | ما حقيقة مقطع فيديو حول انقلاب عسكري ضد «البرهان» في بورتسودان؟ مضلل. | |
| 14 | ما صحة صورة متداولة لقتلى من الدعم السريع في شارع النيل ود مدني؟ مضلل. | |
| 15 | ما حقيقةُ مقطع فيديو حول مجزرة ارتكبها الدعم السريع بحق «مدنيين» في الجنينة؟ مضلل. | |
| 16 | «مرصد بيم» يكشف عن تلاعب بالرأي العام عبر تزوير وثائق رسمية يستهدف القوات المسلحة وداعميها | |
| 17 | ما حقيقة تصريح «يوسف عزت»: لظروف قاهرة «حميدتي» لن يلتقي «البرهان» وسينوب عنه «حسبو محمد عبدالرحمن»؟ مفبرك. | |
| 18 | ما صحةُ صورة إطارية منسوبة لقناة الجزيرة توضح اشتراطات «حميدتي» للقاء «البرهان»؟ مفبرك. | |
| 19 | ما صحةُ صورة إطارية لـ«الجزيرة» تعرب عن رفض «البرهان» لمخرجات اجتماع رؤساء الإيقاد واِختياره الحل العسكري؟ مفبرك. | |
| 20 | ما حقيقة صورة متداولة لاستقبال حميدتي المبعوثة الأمريكية في جيبوتي ؟ الادعاء مضلل. | |
| 21 | ما حقيقة تصريح السيناتور الأمريكي جاك ريد: «على قوات الدعم السريع أن ترضخ للأمر الواقع وتعلن عن وفاة قائدها رسميا».؟ الادعاء مفبرك. | 
 
								

