Day: January 29, 2024

واشنطن تدرج مسؤول سوداني سابق ضمن برنامج «مكافآت جرائم الحرب»

29 يناير 2024 – أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان اليوم، إدراج وزير الدولة السابق بوزارة الداخلية السودانية والقيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول، أحمد محمد هارون، ضمن برنامج مكافآت جرائم الحرب.

وقالت إنه من المهم أن يتم العثور على هارون حتى يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة التهم الموجهة إليه من تجنيد وتعبئة وتمويل وتسليح ميليشيا الجنجويد سيئة السمعة والمشاركة في الفظائع، بما في ذلك القتل والاغتصاب والتعذيب والنقل القسري للسكان والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللا إنسانية.

وبين عامي 2007 – 2012، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق الرئيس المخلوع، عمر البشير، ووزير الدفاع الأسبق، عبد الرحيم محمد حسين، والقيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول، أحمد هارون، وقائد المليشيات السابق علي كوشيب والقائد العام السابق لحركة العدل والمساواة عبد الله بندة.

في الأثناء، رحب البيان الأمريكي، بإعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بدء تحقيق جديد في أعمال العنف المستمرة في إقليم دارفور غربي السودان.

وحث بيان وزارة الخارجية الأميركية الجميع على التعاون مع المحكمة في تحقيقاتها في دارفور.

وكان خان الذي وصل إلى تشاد يوم السبت الماضي، قد التقى في مدينة أدري التشادية بعدد من قادة النازحين الدارفوريين، حيث استمع إلى رواياتهم وسط انتشار العنف في الإقليم. كما استمع إلى روايات من نساء وفتيات تعرضن للعنف الجنسي.

وقدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، مساء اليوم الاثنين، إحاطة لمجلس الأمن الدولي من تشاد التي وصلها السبت، حول الوضع في إقليم دارفور.

في وقت، أوضح البيان الأمريكي أن السلام الدائم في السودان يتطلب تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي والحاضر.

وفي أعقاب اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل الماضي، وارتكاب جرائم مروعة في ولاية غرب دارفور، أعلن المدعي العام فتح تحقيق جديد بناءً على التفويض الممنوح للمحكمة الجنائية في دارفور.

نفس الجناة

وأشار البيان الأمريكي إلى أن هناك علاقة واضحة ومباشرة بين الإفلات من العقاب على الانتهاكات التي ارتكبت في ظل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير بما في ذلك تلك التي اتهم هارون بارتكابها وأعمال العنف في دارفور اليوم ومن نفس الجناة بطرق تذكر بالرعب الذي أطلق له العنان قبل 20 عامًا.

ويقدم برنامج مكافآت جرائم الحرب، مكافآت تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال أو نقل أو إدانة بعض الأفراد الأجانب المطلوبين لارتكابهم جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

وتعتبر الخارجية الأمريكية هذا البرنامج أحد أهم أدواتها في مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم الفظيعة في جميع أنحاء العالم ودعم مؤسسات العدالة.

وساهم البرنامج، بحسب الخارجية الأمريكية، في أكثر من 20 قضية ودفع أكثر من 8 ملايين دولار على مدار فترة وجوده.

ويقع إقليم دارفور تحت ولاية المحكمة الجنائية الدولية في أعقاب إحالة الملف إليها من مجلس الأمن الدولي في عام 2005 للتحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة الجماعية خلال الحرب بين الحكومة السودانية السابقة وحركات مسلحة في الإقليم.

وفي مارس 2005، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1593 والذي ذكر أن الوضع في السودان لا يزال يشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.

وبموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة قرر مجلس الأمن إحالة الوضع القائم في دارفور ابتداءً من 1 يوليو 2002 إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، حيث أعطى قرار مجلس الأمن اختصاصاً قضائياً للمحكمة.
وخلال الصراع السابق، لقي حوالي 300 ألف شخص مصرعهم ونزح أكثر من مليوني شخص آخرين، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.

وبعد الحرب الأخيرة التي اندلعت في منتصف أبريل الماضي، فر أكثر من 500 ألف شخص إلى تشاد المجاورة.

فيما أفاد تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليه رويترز أن ما بين 10- 15 ألف شخص قُتلوا في مدينة الجنينة السودانية في ولاية غرب دارفور العام الماضي، جراء أعمال عنف عرقية نفّذتها قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها.

المدعي العام لـ«الجنائية» يقدم إحاطة لمجلس الأمن بشأن الوضع في دارفور

29 يناير 2024 – يقدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، مساء اليوم الاثنين، إحاطة لمجلس الأمن الدولي من تشاد التي وصلها السبت، حول الوضع في إقليم دارفور غربي السودان.

وفي يوليو الماضي فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا جديدًا في جرائم حرب محتملة في إقليم دارفور.

وقال المدعي العام للمحكمة وقتها، إن هناك عمليات نهب وحرق منازل وإعدامات خارج نطاق القضاء وغيرها من الجرائم.

وكان خان الذي وصل إلى تشاد يوم السبت الماضي، قد التقى في مدينة أدري التشادية بعدد من قادة النازحين الدارفوريين، حيث استمع إلى رواياتهم وسط انتشار العنف في الإقليم.

كما استمع المدعي للمحكمة الجنائية الدولية إلى روايات من نساء وفتيات تعرضن للعنف الجنسي في إقليم دارفور.

وبحسب منشور على حساب المحكمة الجنائية الدولية بموقع «X» يعتبر التحقيق في العنف القائم على النوع الاجتماعي أولوية بالنسبة لمكتب المدعي العام.

وفي أعقاب اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل الماضي، وارتكاب جرائم مروعة في ولاية غرب دارفور، أعلن المدعي العام فتح تحقيق جديد بناءً على التفويض الممنوح للمحكمة الجنائية في دارفور.

حرب قديمة متجددة

ويقع إقليم دارفور تحت ولاية المحكمة الجنائية الدولية في أعقاب إحالة الملف إليها من مجلس الأمن الدولي في عام 2005 للتحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة الجماعية خلال الحرب بين الحكومة السودانية السابقة وحركات مسلحة في الإقليم.

وفي مارس 2005، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1593 والذي ذكر أن الوضع في السودان لا يزال يشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.

وبموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة قرر مجلس الأمن إحالة الوضع القائم في دارفور ابتداءً من 1 يوليو 2002 إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، حيث أعطى قرار مجلس الأمن اختصاصاً قضائياً للمحكمة.

وبين عامي 2007 – 2012، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق الرئيس المخلوع، عمر البشير ووزير الدفاع الأسبق، عبد الرحيم محمد حسين، والقيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول، أحمد هارون، وقائد المليشيات السابق علي كوشيب والقائد العام السابق لحركة العدل والمساواة عبد الله بندة.

وفي يونيو 2020، سلم كوشيب نفسه إلى سلطات المحكمة الجنائية الدولية في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة للسودان، حيث تجري محاكمته منذها في مقر المحكمة بمدينة لاهاي الهولندية.

وخلال الصراع السابق، لقي حوالي 300 ألف شخص مصرعهم ونزح أكثر من مليوني شخص آخرين، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.

وبعد الحرب الأخيرة التي اندلعت في منتصف أبريل الماضي، فر أكثر من 500 ألف شخص إلى تشاد المجاورة.

فيما أفاد تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليه رويترز أن ما بين 10- 15 ألف شخص قُتلوا في مدينة الجنينة السودانية في ولاية غرب دارفور العام الماضي، جراء أعمال عنف عرقية نفّذتها قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها.

«الدلنج».. مدينة التنوع والتاريخ السياسي تحت نيران الحرب ومخاوف الصراع الاجتماعي

تعيش مدينة الدلنج، ثاني أكبر مدن ولاية جنوب كردفان بعد عاصمتها كادوقلي، أوضاعًا أمنية عصيبة على إثر المعارك التي استمرت لأسبوعٍ كامل، في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة هبيلة (شرق الدلنج) وتقدمها نحو المدينة. 

 

وإثر محاولتها التوغل إلى داخل مدينة الدلنج تصدى لها الجيش السوداني وقوات يُعتقد أنها تتبع للجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية – شمال بزعامة عبد العزيز الحلو، بالتزامن مع تقارير صحفية أشارت إلى وجود تنسيق مشترك بين الطرفين.  

 

لكن زعيم الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحلو، نفى وجود أي تنسيق لقواته مع الجيش السوداني، وقال إنه لا علاقة للحركة الشعبية بالحرب التي تدور حاليًا في السودان، مضيفًا «هذه حرب بين مؤسسات السودان القديم».  

 

وتابع في تصريح لموقع الحركة الشعبية على الانترنت إن هناك بعض الجهات تعمل على نشر الشائعات والترويج لتحالف الحركة الشعبية مع الدعم السريع تارة، والقوات المسلحة تارة أخرى. وهذا كله غير صحيح.

 

ولم يستبعد الحلو أن تتقسم البلاد إلى عدة دويلات في حال عدم تدارك القوى السياسية السودانية للوضع الراهن ومخاطبة ما وصفها بجذور المشكلة، مضيفًا «لقد ناقش وفدنا المفاوض جميع هذه القضايا مع وفد الحكومة الانتقالية دون الوصول إلى نتيجة».

 

من جانبه، أكد المدير التنفيذي لمحلية الدلنج، إبراهيم عبدالله عمر، في بيان تعاون وتضامن الجيش السوداني والجيش الشعبي والقوات النظامية الأخرى في حماية المدينة والمواطنين والسوق من السرقات والنهب وحفظ الأمن.

وطالب عمر التجار بفتح المحال التجارية، داعيًا المواطنين العودة إلى منازلهم بعد أن تم «دحر الدعم السريع ومليشيات الجنجويد منها الأسبوع الماضي». كما أصدرت المحلية قرارًا بمنع ترحيل المواد الغذائية إلى خارج المحلية تجنبًا لحدوث ندرة في المواد والسلع الاستراتيجية.

 

وتسببت هذه المعارك العسكرية في تصعيد آخر على المستوى الاجتماعي بين المجموعات الإثنية التي تسكن المنطقة وهو ما ينذر بتصاعد خطاب الكراهية والعنف الموجه بناء على الانتماء العرقي في مدينةٍ عُرفت تاريخيًا بالتنوع والتعدد الإثني والاجتماعي.

صورة عن الدلنج

يعود تاريخ مدينة الدلنج، الواقعة في أقصى شمال ولاية جنوب كردفان إلى القرن التاسع عشر، حيث كانت مجرد قرية صغيرة تقطنها إثنية النوبة لتتطور بعدها إلى سوقٍ موسمية للتجارة وتبادل السلع بين سكانها والرحل الذين يمرون بها. هذا النشاط التجاري فتح المدينة على الثراء الإثني وجعلها فضاءً للتعدد بين مختلف الإثنيات بما في ذلك النوبة والحوازمة والفلاتة والرزيقات والمسيرية.

 

وتعتمد المدينة في نشاطها الاقتصادي على قطاعي التجارة وهناك طيف من الحرف اليدوية. كما تشتهر بصناعة الجلود، والزراعة، والرعي، علاوة على الزراعة التي يمثلها مشروع هبيلا الزراعي (شرق المدينة) وهو أحد أكبر المشاريع الزراعية، وينتج الغلال؛ مثل الذرة البيضاء المعروفة محلياً باسم الفيتريته وكذلك الذرة الشامية، بالإضافة إلى السمسم.

تشكل الأفق السياسي للمدينة

برزت مدينة الدلنج إلى الفضاء السياسي السوداني في العام 1881، مع انطلاق الثورة المهدية في السودان ضد الاستعمار التركي – المصري، بزعامة الإمام محمد أحمد المهدي، حيث اعتصم ورابط رفقة قواته في جبال النوبة، لتمثل الدلنج قاعدة انطلاق وتقدّم عسكري لجيوش المهدية ضد القوات الاستعمارية. 

 

وبعدها، ما بين عامي 1912 – 1913، انطلقت مقاومة أخرى، وهذه المرة ضد الاستعمار البريطاني، بزعامة السلطان عجبنا، قبل أن تتمكن سلطات الاستعمار من إلقاء القبض عليه وإعدامه. 

 

تجدر الإشارة إلى أن الدلنج قد شهدت حركة مقاومة أخرى ترأسها الفكي على الميراوي، والتي كانت مقاومة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني أيضاً، والتي استمرت في السنوات ما بين 1914 وحتى 1927.

جامعة الدلنج

مثَل معهد المعلمين بمدينة الدلنج، والذي أنشئ في العام 1948، أحد أهم منارات تدريب المعلمين السودانيين، وذلك بجانب معهد بخت الرضا في سنوات الخمسينيات والستينيات وحتى بداية التسعينيات. وفيما بعد أصبح المعهد نواة لكلية التربية بجامعة كردفان ثم جامعة الدلنج التي تأسست فى العام 1994 وتضم حوالى خمس كليات أبرزها كلية التربية وكلية تنمية المجتمع والعلوم الزراعية وكلية العلوم.

المدينة في ظل حرب 15 أبريل

أثرت الحرب، التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل 2023، في العاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على التحركات العسكرية وخارطة السيطرة على ولاية جنوب كردفان ككل. حيث شهدت عاصمة الولاية كادوقلي، اشتباكاتٍ مسلحة بين الجيش السوداني والجيش الشعبي والتي نزح على إثرها الآلاف من أحياء حجر المك الشرقية إلى أحياء أخرى داخل المدينة. 

 

أما في مدينة الدلنج، فكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على منطقة هبيلة الزراعية (شرق الدلنج) ضمن محاولاتها لدخول المدينة، إلا أن قوات الجيش الشعبي استبقها إلى المدينة لتدور بعدها اشتباكات بين الجيش السوداني والجيش الشعبي من جهة ضد قوات الدعم السريع، فيما لم يُعلن عن تحالف بشكل رسمي بين الطرفين. 

خطر التصعيد الإثني

بدأ، مزامنة مع تقدم الدعم السريع إلى منطقة هبيلا شرق الدلنج، صعود خطاب التصعيد الإثني والانحيازات القبيلة ما بين المجموعات الإثنية من النوبة والمجموعات العربية التي تعيش في نفس المنطقة من أزمان سحيقة وهو ما هدد النسيج الاجتماعي في المدينة، وأعاد رسم خارطة التحالفات الاجتماعية والعسكرية على أساس إثني. وهو ما انعكس في مهاجمة شرسة لحي أبو زيد بالدلنج والاعتداء على مواطنيه من مكون «الحوازمة» على أسس إثنية واتهامهم بالانتماء إلى الدعم السريع.