Day: February 14, 2024

ما حقيقة تصريح البرهان بمدينة «الدبة» والذي أكد فيه مغادرة الأهالي للولاية الشمالية وإعادة الدولة الإسلامية لسابق عهدها؟

ما حقيقة تصريح البرهان بمدينة «الدبة» والذي أكد فيه مغادرة الأهالي للولاية الشمالية وإعادة الدولة الإسلامية لسابق عهدها؟

 تداول عدد من الصفحات على منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تصريحًا منسوبًا لقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته الأخيرة لمحلية الدبة في الولاية الشمالية يقول فيه: «نعلم أن معظم أهل الولاية غادروها إلى مصر وبورتسودان، ولكننا نعتمد على النازحين بتقديم فلذات أكبادهم من أجل الدولة الإسلامية وإعادتها لسابق عهدها».

 

 وجاء نص الادعاء على النحو التالي:

 

 نعلم أن معظم أهل الولاية غادروها إلى مصر وبورتسودان ولكننا نعتمد على النازحين بتقديم فلذات أكبادهم من أجل الدولة الإسلامية وإعادتها لسابق عهدها.

 الصفحات التي تداولت الادعاء:

للتحقق من صحة الادعاء، أجرى فريق «مرصد بيم»، بحثًا في الموقع الرسمي لـ«وكالة السودان للأنباء » وصفحة «القوات المسلحة السودانية » على فيسبوك ولم نجد أي تصريح يدعم صحة الادعاء موقع التحقق.

 

 لمزيد من التحقق، استمع فريقنا إلى مقاطع الفيديو التي وثقت لزيارة البرهان إلى الدبة ولم نجد أي تصريح يدعم ما جاء به الادعاء.

 كما أجرى فريقنا مزيدًا من التقصي باستخدام الكلمات المفتاحية الواردة ضمن نص الادعاء، ولم نجد أيّ شواهد تدعم صحته.

الجدير بالذكر، أن الادعاء جاء على خلفية الزيارة التي قام بها البرهان يوم الأحد الموافق 11 فبراير لمحلية الدبة في الولاية الشمالية وتفقد فيها الفرقة 19 في المحلية. وعليه؛ نشط تداول الادعاء، على اعتبار أنه جزء من خطاب البرهان خلال تلك الزيارة.

الخلاصة

الادعاء مفبرك. حيث لم يرد في الحساب الرسمي للقوات المسلحة السودانية  ولا في مقاطع الفيديو التي وثقت زيارة البرهان إلى الدبة. 

أيضًا، ومن خلال البحث عبر الكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، لم يجد فريق «مرصد بيم» أيّ مصدر إعلامي موثوق قد نَشر ما يؤكد صحة الادعاء موضع التحقُّق.

 

«محجوب محمد صالح».. رحيل قلم الصحافة السودانية الذهبي وعميدها


14 فبراير 2024 – «بدأتُ المشاغبة في العام 1940 وأنا طالب في المدرسة الوسطى السنة الثانية.. نشرت مقالًا في صحيفة صوت السودان اتهمت فيه أساتذة المدرسة الأولية بأنهم يمارسون المجاملة لمعارفهم وأصدقائهم في القبول للمدرسة الأولية، بدلًا من أن يخضعوا الجميع لامتحان واحد ويختاروا على أساسه».

يحكي عميد الصحافة السودانية وناشر ورئيس تحرير صحيفة الأيام اليومية، محجوب محمد صالح الذي رحل في العاصمة المصرية القاهرة أمس، عن عمر يناهز الـ96 عامًا، بدايات قصته مع عالم الصحافة والسياسة.

يواصل صالح في مقابلة تلفزيونية مع قناة الغد: «المدرسين اعتبروا هذا إهانة لهم وتشكيك في نزاهتهم و اشتكوني للناظر.. والناظر أمر بجلدي أربعين جلدة خُفضت إلى عشرة بعد واسطات ونفذت في طابور عام. منذ ذلك الوقت بدأت قصتي مع الصحافة».

فصل من الدراسة وبداية احتراف الصحافة


لعميد الصحافة السودانية تاريخ مبكر مع العمل العام الطلابي دفع ثمنه فصلًا من الدراسة. يقول «دخلت كلية الآداب سنة 1947 في أول دفعة تجلس لامتحان جامعة لندن الخارجي لنيل البكالوريوس.. وهذه كانت مجموعة فيها 28 طالبًا اجتازوا امتحان (كامبردج) الشهادة الثانوية البريطانية».

وتابع «قررنا إنشاء اتحاد عام للطلبة في كل السودان وكان رأي المدرسة أن هذا عمل مخرب ويدخل الطلبة في السياسة.. تصاعدت الأزمة وعملنا إضراب عام للطلبة في كل السودان ونجح الإضراب، تم فصلنا كنا 3 طلاب».

بدأت رحلة صالح الاحترافية في عالم الصحافة في أكتوبر 1949، بالعمل كمحرر في صحيفة سودان ستار الانجليزية التي كانت تصدر في الخرطوم عبر شركة تجارية بريطانية، في الوقت نفسه التحق بصحيفة السودان الجديد الناطقة بالعربية قبل أن يؤسس مع رفيقيه محجوب عثمان وبشير محمد سعيد صحيفة الأيام في عام 1953.

خلال رحلته مع عالم الصحافة ألف صالح المولود في عام 1928 بمدينة الخرطوم بحري عددًا من الكتب ونال جوائز عالمية كما شارك في تأسيس اتحادات صحفية عربية وأفريقية.

جوائز وشهادات فخرية وكتب

نال صالح العديد من الدرجات والجوائز حيث منحته جامعة الأحفاد للبنات الدكتوراه الفخرية في عام 2002 وحصل على جائزة المنظمة العربية لحرية الصحافة وجائزة منظمة فريدريش ايبرت لحقوق الإنسان (بالمشاركة مع ابيل الير) عام 2004. بالإضافة لجائزة القلم الذهبي من المنظمة العالمية للصحافة ومقرها باريس عام 2005.

كما حاز أيضًا، بحسب الموقع الإلكتروني لجائزة محجوب محمد صالح للصحافة السودانية، على جائزة مؤسسة نايت والمركز الصحفي العالمي واشنطن عام 2006 ومنحته جامعة الزعيم الأزهري الدكتوراة الفخرية عام 2006 . شغل منصب رئيس جمعية الصداقة السودانية الشمالية الجنوبية كما تقلد وظيفة رئيس مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية واختارته لجنة تخليد ذكرى الروائي الراحل الطيب صالح شخصية العام في فبراير عام 2013، علاوةً على ذلك حصل على جائزة حقوق الإنسان للعام 2018 من قبل الاتحاد الأوروبي.

ألف صالح والذي أشتهر بزاويته اليومية «أصوات وأصداء» عددًا من الكتب بينها تاريخ الصحافة السودانية في نصف قرن، أضواء على قضية الجنوب، مستقبل الديمقراطية في السودان، العدالة الاجتماعية في السودان، دراسات حول الدستور بجزئيه الأول والثاني دراسات حول الدستور الجزء الثالث.

مدافع شرس عن السلام والديمقراطية

وأعلنت نقابة الصحفيين وفاة عميد الصحافة السودانية، محجوب محمد صالح، الثلاثاء بمستشفى «هيفن» بالعاصمة المصرية القاهرة.

وقالت في بيان أمس «لقد كان الفقيد شخصية بارزة في وسائل الإعلام السودانية، حيث ساهم في إعداد أجيال من الصحفيين بنزاهته ومهنيته وتفانيه والتزامه الثابت بالحقيقة».

وأضاف بيان النقابة «لم تكن الصحافة التي أرساها (العميد) قط تدور حول الإثارة أو تحقيق مكاسب شخصية. لقد كان مدافعًا شرسًا عن السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، مستخدمًا منصته لفضح الظلم وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم. غالبًا ما وضعه عمله على خلاف مع السلطات، لكنه لم يتردد أبدًا في سعيه وراء الحقيقة والمساءلة».

وتابعت النقابة «يعد الأستاذ أحد المساهمين في تأسيس نقابة الصحفيين، وظل من الداعمين لعودتها بعد ثورة ديسمير منذ أن كانت حلمًا وعمل عبر مبادرته للإصلاح بين الأجسام المختلفة، كما سلم النقابة المنتخبة أرشيفًا يضم محاضر تاريخية للنقابة ويعد الأرشيف إرثاً للأجيال السابقة والحالية واللاحقة للصحفيين والصحفيات. بفقده تفقد البلاد رجلاً حكيماً ووطنياً غيوراً، وبرحليه تطوي الصحافة السودانية سيرة ملهمة للصحفيين والصحفيات».

جائزة محجوب محمد صالح للصحافة السودانية

في عام 2017، تم إطلاق جائزة محجوب محمد صالح للصحافة السودانية والتي تهدف، بحسب موقعها الإلكتروني، إلى تعزيز دور الصحافة في خدمة المجتمع وإعلاء قيمة حرية التعبير والإسهام في إثراء وتجويد العمل الصحفي وتشجيع روح التنافس وإبراز الأقلام الصحفية الواعدة والإسهام في تطوير الفنون الصحفية واستنهاض روح الابتكار والإبداع في العمل الصحفي.