Day: February 21, 2024

برلين: يجب على قائدي الجيش والدعم السريع إسكات أسلحتهما نهائيًا

21 فبراير 2024 – قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية، دينيس كوميتات، إنه يجب على قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي» إسكات أسلحتهما نهائيًا.

وشدد المسؤول الألماتي على أن عودتهما إلى طاولة المفاوضات مهمة حتى لا يجُرَّا شعب السودان إلى الهاوية ويزيدان من زعزعة استقرار المنطقة الأكثر من ذلك، بحسب ما قال.


كما دعا إلى التحقيق قضائياً في التقارير التي تتحدث عن انتهاكات وفظائع كبيرة لحقوق الإنسان، وخاصة ضد النساء والأطفال.


وأضاف في مقابلة مع موقع العين الإخباري، أن الاتحاد الأوروبي، من أجل زيادة ما وصفه بالضغط السياسي قام بأولى عمليات الإدراج على القوائم في إطار نظام العقوبات.


ورأى المتحدث باسم الخارجية الألمانية أنه لن يجد السودان سلامًا طويل الأمد إلا مع حكومة مدنية وشرعية ديمقراطية، بحسب ما قال.


ولفت إلى أن بلاده تقدم مساهمة وصفها بالكبيرة في صعيد التركيز على الاحتياجات الإنسانية لضحايا الحرب.


ودخل الصراع الدامي في السودان بين الجيش والدعم السريع شهره الحادي العاشر، مخلفًا أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على ستة ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.

وكانت زيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قامت مؤخرًا برحلة إلى دول جوار للسودان، للتعرف هناك على آثار الأزمة والمساعدة في خلق وجهات نظر سياسية قابلة للتحقيق.

«منطقة صناعة العرض المسرحي».. خشبة مزدهرة في أزمنة الحرب السودانية

قبل أسبوع من اندلاع الحرب، في 8 أبريل 2023، احتشد جمهور غفير بمركز أم درمان الثقافي لمشاهدة عرض مسرحية «آيس دريم» والتي قدمت معالجة فنية لقضية تكدس جثث المتظاهرين في المشارح إبان فض اعتصام القيادة العام في 3 يونيو 2019 وحتى ما بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021.

 

منحت مسرحية «آيس دريم» الجثث صوتًا للكلام عن آمالها وأحلامها وما تعيشه من مآسٍ، وعن رغبتها في التعرف عليها وأن تدفن بمقام يليق بالموتى، لكن وبعد طول انتظار، تقرر الجثث الخروج للمدينة فتجدها خاوية من السكان الذين غادروها بسبب حرب أهلية، فتقرر الجثث أن تدفن نفسها بنفسها.

 

كان العرض الأول الذي تشهده ولاية الخرطوم للمسرحية، وذلك بعد عرضين في كلٍ من ولايتي سنار (مدينة سنجة) ولاية النيل الأزرق (مدينة الدمازين) خلال شهر مارس من العام نفسه، ضمن ما أطلقت عليه منطقة صناعة العرض المسرحي، وهي الجماعة القائمة على المسرحية، مسمى (مسرح الشِدّة).

من عرض مسرحية آيس دريم بسنار

لم يكن الجمهور الذي حضر المسرحية في الولايات الثلاث، ولا حتى منتجي المسرحية على علم بأن الحرب قادمة، وأن الجثث ستدفن في باحات البيوت وفي الشوارع، وأن مزيداً من الناس سيقتلون، وتسيل دمائهم في الشوارع والبيوت بعد أسبوع فقط، إثر اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 في الخرطوم، وتوسعها غربًا إلى دارفور وكردفان، وأخيراً إلى وسط السودان في ولاية الجزيرة.

منطقة صناعة العرض المسرحي

انطلق ميلاد مشروع (منطقة صناعة العرض المسرحي)  بصورة فعلية في العام 2016، وهو عام تسجيلها ضمن المسجل العام للجماعات الثقافية. لكن النقاش حول المشروع كان مستمرًا منذ العام 2004.

 

كما أن المشروع استلهم وبني على عدد من التجارب المسرحية السابقة؛ مثل جمعية (البسانس للآداب والفنون)، والتي تأسست في العام 1996، واعتمدت على البيئة كمصدر للتدريب وصناعة العرض، وتجربة طالبات مدرسة العلوم الإدارية بجامعة الأحفاد والتي تأسست في عام 2004  وتجربة (جماعة المشيش) في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. 

 

وقد أقامت المنطقة منذ تأسيسها ما يزيد عن الـ 100 ورشة وندوة ومنتدى، حيث استهدفت أكثر من ألف موقع في العاصمة الخرطوم وبقية الولايات، علاوةً على أكثر من 64 عرضًا مسرحيًا في مختلف أقاليم السودان، بالإضافة إلى مشاركتها في مهرجانات محلية ودولية.

 

كما أن ثورة ديسمبر قد فتحت أفقاً للفنون عامة، ولمنطقة صناعة العرض بصورة خاصة، للاشتغال والعمل والتحرك والعمل في مناطق سودانية مختلفة، كما أنها عالجت تلك الوضعية المأزومة التي عاشها السودان في مختلف مناحي الحياة خلال فترة نظام الإنقاذ، في مسرحية (النسر يسترد أجنحته) والتي انتصرت للفن عبر الفن. لكن يبدو أن النسر، – السودان كما رمزت له المسرحية – لم يسترد أجنحته بالكامل، حيث باغتته الحرب في الأخير، بعد مجازر اعتصام القيادة وانقلاب 25 أكتوبر والكثير من الأحداث السياسية التي قلمت الأجنحة.

من عرض مسرحية النسر يسترد أجنحته  بقاعة الصداقة 2021

مسارات جديدة رغم الحرب

تسببت حرب 15 أبريل 2023 في فواجع كبيرة لملايين السودانيين في مختلف أنحاء البلاد، فقد الآلاف أرواحهم جراء الحرب، ونزح ما يقارب 11 مليون شخص داخليًا وخارجيًا، وفقدت قطاعات واسعة من السودانيين والسودانيات مصادر دخلهم، خاصة الفئات الاجتماعية الهشة في القطاعات غير الرسمية، والتي من ضمنها الفنانين.

لم تكن منطقة صناعة العرض المسرحي استثناءًا، وذلك لأن قطاع الفنون بمختلف مجالاتها هشة، فنزحت الجماعة مع الآخرين إلى إقليم النيل الأزرق.

مسرح البنات

وبعد أشهر من بداية الحرب، في 18 أكتوبر 2023، أعلنت الجماعة عن انطلاق أول ورشة لها في ضمن مشروع (مسرح البنات) والتي وجّهت إلى السكان في ولاية النيل الأزرق، حيث سعت إلى تمليك المتدربات والمتدربين، والذين كانوا من المجتمع المحلي في إقليم النيل الأزرق، المهارات والمعارف الكافية حول صناعة العرض المسرحي والمتعلقة بتوظيف الجسد والأغاني والموروث الشعبي كمواد للعرض المسرحي.

 

وخلال الورشة استلهمت الجماعة الثقافة المحلية لإقليم النيل الأزرق من الأغاني والإيقاعات الموسيقية المختلفة، ومن بعدها انطلقت عدة عروض في مدن باو والرصيرص والدمازين في نوفمبر 2023.

 

وفي 14 نوفمبر الماضي، قدم العرض الختامي من سلسلة عروض مسرح البنات بمدينة الدمازين، وذلك بحضور غفير، من ضمنه عائلات المتدربات والمتدربين، الذين شاهدوا العرض وتوزيع الشهادات في نهاية مشروع تمكن من تقديم 9 عروض في أماكن مختلفة شملت 3 محافظات في إقليم النيل الأزرق.

صور العرض الختامي (من صفحة منطقة صناعة العرض المسرحي بفيسبوك)

ما تجترحه منطقة صناعة العرض المسرحي من مسارات في معالجة الواقع الاجتماعي والسياسي في السودان يتسم بالكثير من الحساسية الجمالية والسياسية، وهي حساسية منحازة بصورة جليلة للناس وحياتهم ومعيشهم اليومي، عبر استلهام الثقافات، وإشراك الناس كمقدمين لفنون تتماس مع حياتهم وقضاياهم، دون إغفال الجانب الفني الإبداعي، وذلك بتمليكهم أدوات الحرفة.

قيادي سابق بتجمع المهنيين يدعو إلى «تعرية» دور الدول التي تؤجج الحرب في السودان

21 فبراير 2024 – قال الناطق الرسمي السابق، باسم تجمع المهنيين السودانيين، محمد ناجي الأصم، إن أحد مآخذ وعيوب القوى السياسية المدنية التغليب الدائم للخطوات التكتيكية المرحلية الصغيرة على التفكير الإستراتيجي.

واعتبر الأصم، خلال حديثه في ندوة لـ«التجمع الاتحادي – أمريكا الشمالية»، على تطبيق زووم، أن الأزمة السودانية تحتاج إلى إعادة تعريف بصورة صحيحة، وفق ما قال.

وانتقد ما وصفه بتجاهل القوى المدنية في خطاباتها الإعلامية والسياسية، تضمين دور دول خارجية، أبرزها الإمارات في الحرب السودانية.

وأشار إلى ضرورة توجيه خطاب مباشر وواضح تجاه الدول التي تساهم في تأجيج الحرب في السودان، معتبرًا أنه لا بد من تعرية مشاركتها في الحرب.

ولفت إلى أن تفكيك خطاب الدول الخارجية ليس بمسألة صعبة، لكنه يحتاج إلى عمل واتفاق وقدرة على مواجهته وليس تجاهله.

وشدد قائلًا إنه من المفترض أن «نجرم التأثير الخارجي بشكل واضح، وهو دور يقع على عاتق القوى المدنية في السودان.. تجريم أفعال مثبتة لدولة لا يعني تجريم شعبها، لأننا نستعدي الموقف الذي اتخذته الدولة في الحرب وليس شعبها».

وأكد أن أهمية التجريم والتعرية تكمن في تقليلها من استمرار دعم هذه الدول للحرب، مشيرًا إلى أن إمكانيات القوى المدنية السودانية الحالية لا تمكنها من مجابهة دول كبيرة.

وأضاف أن غياب النقاشات حول التدخل الخارجي في السودان في خطابات القوى المدنية ينتقص من قدرتها في توحيد الرأي العام، لافتًا إلى أنه يمكن الحديث عن دور هذه الدول دون أن يكون هناك طابعًا عدائيًا تجاه الدولة مع استصحاب خطاب مصالح ودوافع هذه الدول المعلنة وغير المعلنة.

خطورة تصاعد الخطاب الإثني

ونوه إلى خطورة تصاعد وتنامي الخطاب الإثني والقبلي وغيره من الانحيازات «الدون وطنية»، مشيرًا إلى أن القوى المدنية بحاجة إلى خطاب سياسي يعزز من سيادة السودانيين للحد من الاستقطاب الموجود في الشارع السوداني الآن.

ودعا إلى ضرورة تفكيك خطاب الذين يدعمون الدعم السريع بحجة محاربة الإسلام السياسي، منوهًا إلى أن دور دولة الإمارات المعلن في سياستها الخارجية في محاربة الإسلام السياسي في الشرق الأوسط يتماشى مع سياستها في السودان بدعمها الدعم السريع.

وأوضح الأصم أن حل الأزمة السودانية لا يمكن أن يتم إلا على أيدي السودانيين، وقال «ليس هناك مشكلة في تدخل دول الخارج أو الدول الصديقة في السودان، لكن في الإطار الاقتصادي الذي يخدم مصلحة السودان ولا يتعارض مع الأمن الدولي والشؤون الداخلية وسيادة السودان».