24 فبراير 2024 – قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أمس، إنه يجب إسكات البنادق في السودان وتوفير الحماية للمدنيين، مشيرًا إلى أن الحاجة أصبحت ماسة لاستئناف المحادثات الشاملة بجدية لاستعادة الحكومة المدنية من أجل فتح الطريق إلى الأمام.
وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أصدرت، أمس، تقريرًا فصلت فيه الانتهاكات والتجاوزات المروعة التي ارتكبها طرفا الصراع منذ بداية النزاع في 15 أبريل وحتى نهاية عام 2023 في المناطق المكتظة بالسكان في العاصمة السودانية الخرطوم وكردفان ودارفور.
كما أشار التقرير، بحسب موقع الأمم المتحدة، إلى مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين ونهب الممتلكات وتجنيد الأطفال مع توسع القتال إلى مناطق جديدة في البلاد.
فيما وصف المسؤول الأممي الروايات الواردة من السودان منذ ما يقارب العام بروايات الموت والمعاناة واليأس، في ظل استمرار الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان دون نهاية تلوح في الأفق.
ودعا طرفي الصراع إلى ضمان الوصول السريع ودون عوائق للمساعدات الإنسانية في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
واعتبر المفوض السامي أن التقرير يقدم قراءة مؤلمة للغاية للمأساة التي لحقت بالشعب السوداني دون داع، مؤكدًا ضرورة إنهاء القتال وكسر دائرة الإفلات من العقاب والتي أدت إلى نشوب هذا الصراع في المقام الأول.
وشدد قائلًا بعض هذه الانتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب.. يجب أن تكون هناك تحقيقات سريعة وشاملة وفعالة وشفافة ومستقلة ومحايدة في جميع الادعاءات بشأن الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني ويجب تقديم المسؤولين عنها للعدالة.
أسلحة متفجرة
وكشف التقرير عن استخدام طرفي الصراع أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، كما أشار إلى تعرض ما لا يقل عن 118 شخص بينهم 19 طفل للعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي ومحاولة الاغتصاب في المنازل والشوارع من قبل أفراد ينتمون للدعم السريع.
وبحسب المفوضية الأممية، فإن قوات الدعم السريع قامت بتجنيد الأطفال من القبائل العربية في دارفور وكردفان، بينما استجابت القبائل الإفريقية بما في ذلك قبائل الفور والمساليت والزغاوة لحملات التجنيد التي أطلقتها القوات المسلحة السودانية.
يشار إلى أن التقرير استند على مقابلات أجرتها المفوضية مع 303 من الضحايا والشهود بما في ذلك عشرات المقابلات التي أجريت في إثيوبيا وشرق تشاد، فضلاً عن تحليل الصور ومقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية ومعلومات من مصادر مفتوحة أخرى.
كما أثبتت المفوضية، بعد تحقيق أجرته، تورط أفراد يرتدون زي القوات المسلحة في حادثة قطع رؤوس أربعة طلاب في مدينة الأبيض أثناء سفرهم عبر ولاية شمال كردفان، بناءً على انتمائهم العرقي المُفترض لقوات الدعم السريع منتصف فبراير الجاري.