Day: March 13, 2024

تفاصيل يوم عسكري دامٍ في أم درمان وأشهر من حرب الشوارع


13 مارس 2024 – في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء بدأت معارك طاحنة في منطقة أم درمان القديمة في محيط الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بين الجيش وقوات الدعم السريع خلفت يومًا عسكريًا داميًا ربما سيظل محفورًا في ذاكرة البلاد لعقود طويلة.

قبل اندلاع المواجهات الدامية، صبيحة الثلاثاء، كانت خريطة السيطرة العسكرية في منطقة أم درمان تميل إلى صالح الجيش الذي يسيطر على منطقة بيت المال شمالًا وأجزاء من شارع العرضة والموردة ويحاصر منطقة الملازمين من الاتجاه الغربي، الشمالي والجنوبي، فيما تتمركز قوات الدعم السريع بالإذاعة، وأقصى غرب شارع العرضة، بالإضافة إلى بعض مناطق الشهداء بما في ذلك مستشفى أم درمان التعليمي.

سبق المعارك الأم درمانية الدامية التي جاءت في اليوم الثاني لرمضان دعوات أممية ودولية لوقف العدائيات خلال شهر رمضان، وقرار غير ملزم من مجلس الأمن الدولي رحب به الطرفان، لكن الجيش وضع شروطًا والدعم السريع أيضًا طلبت آلية للمراقبة، لكن كان من الواضح أنه من غير المرجح أن تتوقف الأعمال القتالية فورًا.

تراخي قبضة الدعم السريع

وسط صراع اقترب من دخول شهره الثاني عشر ظلت الدعم السريع تسيطر على منطقة أم درمان القديمة ابتداءً من وسطها إلى جنوبها، كما ظلت تفرض حصارًا على منطقة أم درمان العسكرية التي تضم سلاح المهندسين والمستشفى العسكري وبعض الأسحلة العسكرية الأخرى، فضلًا عن الأحياء السكنية.

بدأت قبضة الدعم السريع على منطقة أم درمان القديمة تتراخى شيئًا فشيئًا بعد التدمير الجزئي لكبري شمبات النيلي الذي يربطها بمدينة الخرطوم بحري في نوفمبر الماضي، ليأتي يناير ويتمكن الجيش من التقدم في شارع الأربعين، ثم أتى فبراير وتمكن الجيش من ربط معسكراته في منطقة كرري العسكرية شمال أم درمان بقواته في منطقة أم درمان العسكرية جنوبًا.

تقدم الجيش

بعد هذا الربط بدأ الجيش يتقدم في أحياء ود نوباوي وحي العمدة وأحياء العباسية والموردة والعرضة كما فك الحصار عنها بما في ذلك أحياء بانت وأجزاء من منطقة الفتيحاب المجاورة لسلاح المهندسين.

رافق تقدم الجيش في منطقة أم درمان القديمة تقهقر لقوات الدعم السريع والتي أصبحت شبه معزولة عن بعضها البعض. تتمركز قوتها الصلبة في مقر الإذاعة ومحيط حي الملازمين، وأخرى في أقصى غرب شارع العرضة الذي كان يمثل خط الإمداد للإذاعة.

بعد ذلك تقدم الجيش بشكل كبير في منطقة بيت المال بما في ذلك شارع النيل أم درمان ووصل إلى شارع كبري شمبات الذي يفصل المنطقة عن حي الملازمين، أيضًا سيطر على منزل الزعيم إسماعيل الأزهري أقصى غرب حي بيت المال والقريب من منطقة الشهداء.

المعركة الفاصلة

مع استمرار الحصار المفروض على قوات الدعم السريع في منطقة الإذاعة وعزل قواتها في أقصى شارع العرضة بكبري ود البشير، بدأت إرهصات المعركة الفاصلة في منطقة أم درمان القديمة تلوح في الأفق.

في اليوم الأول لرمضان (الاثنين) بدا أن معركة الإذاعة على وشك الاندلاع بعد حالة أشبه بالصمت الانتخابي لتنفجر أم درمان على وقع ثاني أكبر معركة فيها بعد معركة اليوم الأول والثاني للحرب في منطقة كرري عسكرية التي خلفت عددًا كبيرًا من القتلى في صفوف قوات المتقاتلة لكن كان النصيب الأكبر لقوات الدعم السريع.

جندي تابع للجيش السوداني يقف أمام مبنى الإذاعة السودانية

المصدر: وسائل التواصل الأجتماعي

المُسيرات القاتلة

حوالي الواحدة صباح الثلاثاء، بدأت قوات الدعم السريع المحاصرة في الإذاعة التحرك نحو شارع العرضة للوصول إلى منطقة كبري ود البشير كما تحركت قوات من هناك لمساعدة القوات المنسحبة.

في وقت كان الجيش يسيطر على محلية أم درمان ومنطقة صينية التجاني الماحي والجزء الغربي من حوش الحليفة، إلا أن قوات الدعم السريع وصلت إلى هذه المناطق، قبل أن ينفجر الوضع العسكري تمامًا ضدها، حيث شن الجيش هجومًا عنيفًا عبر المُسيرات والمدافع الحديثة وقوات المشاة ليحيل عشرات العربات العسكرية إلى رماد في مساحة لا تتعدى مئات الأمتار من البوابة الغربية لحوش الخليفة وصولاً تقاطع شارع الأربعين والعرضة وأجزاء من شارع الموردة جنوبًا.

ساحات معركة دامية


مع شروق شمس الثلاثاء، الثاني من رمضان، بدأت حسابات الجيش السوداني والإعلام العسكري على منصتي فيسبوك وإكس نشر تفاصيل وصور المعركة الدامية على تخوم مقر الإذاعة والتلفزيون حيث أظهرت مقاطع الفيديوهات والصور جثثًا متناثرة وعربات قتالية مدمرة ومحترقة، وظهرت الشوارع كساحة معركة دامية.

تواصلت المعارك، وما بعد منتصف النهار أعلن الجيش وصوله إلى مقر الإذاعة والتلفزيون وبدأ نشر المقاطع المصورة من هناك لجنوده في المقر المشهور باسم (الحوش)، أيضًا ظهرت الجثث والحطام في الشوارع المحيطة، ولاحقًا عدد من الأسرى التابعين لقوات الدعم السريع.

صورة جوية نشرها الجيش السوداني لمناطق المعارك بأحياء ام درمان القديمة

المصدر: الأعلام العسكري

مخازن ذخيرة

أظهرت مقاطع الفيديو التي بثها الجيش مخازن للسلاح والذخيرة وعتاد حربي كبير داخل مقر الإذاعة والتلفزيون بالإضافة إلى أجهزة التشويش، تبع ذلك تصريح من الناطق الرسمي للجيش بأنه لا يوجد أسرى كانت تحتفظ بهم قوات الدعم السريع، وهو أمر يتناقض مع تقارير أخرى بينها نقابة الصحفيين التي أشارت إلى أن الدعم السريع حولت مباني الإذاعة والتلفزيون إلى معتقلات.

أيضًا قال الجيش بأنه شكل فريقاً لجمع أرشيف الإذاعة والتلفزيون والسينما بعد التخريب الذي طاله بواسطة قوات الدعم السريع.

البرهان في أم درمان

في نهاية اليوم وصل قائد الجيش السوداني إلى مطار وادي سيدنا بمنطقة كرري العسكرية ومنها إلى سلاح المهندسين جنوبًا، معلنًا من هناك استمرار الحرب ضد قوات الدعم السريع.

البرهان يزور سلاح المهندسين جنوبي أم درمان بعذ ساعات من سيطرة الجيش على الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون

المصدر: الأعلام العسكري

خريطة السيطرة العسكرية في أم درمان


أصبحت منطقة أم درمان من أقصى شمالها وصولًا إلى سلاح المهندسين تحت سيطرة الجيش، فيما بقيت بؤرة صراع غاضمة متمثلة في منطقة الشهداء بما في ذلك مستشفى أم درمان التعليمي، فيما لا يزال كبري ود البشير غرب شارع العرضة منطقة غير محسومة عسكرية. فيما يتشارك الجيش والدعم السريع السيطرة على مناطق أم بدة غربي أم درمان. فيما تسيطر الدعم السريع على بعض مناطق المربعات ومناطق الصالحة وأقصى جنوب أم درمان بشكل عام.

في حرب لم تضع أوزراها بعد، تغيرت خريطة السيطرة العسكرية لصالح الجيش السوداني في مدينة أم درمان إحدى مدن العاصمة السودانية الثلاث إلى جانب الخرطوم والخرطوم بحري.

ما حقيقة ادعاء وضع حمدوك في استراحة الأمن المصري خوفًا من تعرض اللاجئين السودانيين له؟

ما حقيقة ادعاء وضع حمدوك في استراحة الأمن المصري خوفًا من تعرض اللاجئين السودانيين له؟

أوردت صفحة على فيسبوك باسم البوابة الإخبارية صورة تظهر رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، وعددًا من قيادات تنسيقية «تقدم» مرفق معها ادعاء قالت فيه إن الأمن المصري وضع  حمدوك في استراحة جهاز المخابرات العامة المصري خوفًا من تعرض اللاجئين السودانيين بمصر له. 

 

ثم تناقلت الصورة والادعاء مجموعة من الصفحات والحسابات على منصتي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس.

 

وجاء نص الادعاء كالتالي: 

الأمن المصري يضع رئيس تنسيقية القوى المدنية عبد الله #حمدوك في استراحه جهاز المخابرات العامة خوفا من تعرض اللاجئين السودانيين له.”

الصفحات والحسابات التي تداولت الادعاء :

الرقم

اسم الحساب \ الصفحة

عدد المتابعين

1

الطابية

82,602 ألف 

2

البوابة الإخبارية

54,453 ألف

3

امجد عثمان _ Amjad osman

41,865 ألف 

4

جيش واحد شعب واحد

34,362 ألف

5

ZØØL CØØL #

22,943 ألف

6

المُساند المعنوي للجيش السوداني

18,299 ألف 

 

للتحقق من صحة الادعاء، تواصل فريق «مرصد بيم»، مع عضو تنسيقية «تقدم» وزير مجلس شؤون الوزراء الأسبق، عمر مانيس، الذي يظهر في الصورة ضمن الوفد المرافق لحمدوك، حيث نفى مانيس صحة الادعاء، وقال “إطلاقًا لا أساس لهذا الخبر العاري من الصحة.. والدكتور مستضاف فى فندق بالمدينة.. ومنذ وصوله أجرى لقاءات عديدة مع مختلف تكوينات السودانيين من سياسية ومهنية ونسوية وفاعلين من لجان المقاومة في الحقل الإنسانى ومفكرين وكتاب والصورة واحدة من هذه اللقاءات”. وأكد مانيس أن الصورة من مقر إقامة حمدوك في فندق (ماريوت) باالعاصمة المصرية القاهرة “.

ولمزيد من التحقق، تواصل فريق رصد بيم مع عضو الهيئة الإعلامية لحزب التجمع الاتحادي، هنادي عبدالرحمن، حيث نفت بدورها صحة الادعاء وأكدت أن الصورة لحمدوك في مقر إقامته في فندق (ماريوت) بالقاهرة.

جاء تداول هذا الادعاء بالتزامن مع الزيارة التي قام بها حمدوك إلى جمهورية مصر العربية في رئاسته لوفد تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية «تقدم». 

وبحسب وسائل  وسائل إعلام مصرية أن الزيارة هدفت إلى تبادل الرؤى حول الأزمة الإنسانية السودانية، كما التقي حمدوك خلال هذه الزيارة بالحكومة المصرية والأمين العام للجامعة العربية وصناع رأي ومثقفين مصريين. 

الخلاصة:

الادعاء مفبرك. حيث تواصل فريقنا مع عضو تنسيقية تقدم ورئيس مجلس شؤون الوزراء الأسبق (عمر مانيس) الذي يظهر في الصورة ضمن الوفد المرافق لعبد الله حمدوك، وقد نفى صحة الادعاء وأكد بأن الصورة في الفندق الذي يقيم به حمدوك وليس لها أي علاقة باستراحة المخابرات المصرية.

ما حقيقة رفع الحصانة عن وزير المالية بعد ضبط مخدرات بحوزة مجموعة تتبع لحركة العدل والمساواة السودانية؟

ما حقيقة رفع الحصانة عن وزير المالية بعد ضبط مخدرات بحوزة مجموعة تتبع لحركة العدل والمساواة السودانية؟

  تداول عدد من الصفحات على منصة التواصل الاجتماعي، فيسبوك، خطابًا منسوبًا لمدير الشرطة السودانية، خالد حسان محي الدين، يطالب فيه برفع الحصانة عن وزير المالية المكلف في الحكومة العسكرية، جبريل إبراهيم، نتيجة القبض على كميات مهولة من المواد المخدرة في مدينة بورتسودان بحوزة مجموعة تنتمي لحركة العدل والمساواة التي يتزعمها.

 

وجاء نص الخطاب على النحو التالي : 

 

السيد / النائب العام لجمهورية السودان

إلى عناية / مولانا الفاتح محمد عيسى طيفور

(المحترم)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع / رفع حصانة

  1. إشارة للموضوع أعلاه قامت إدارة شرطة مكافحة التهريب بولاية البحر الأحمر بالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات بعملية أدت إلى ضبط شبكة إجرامية تقوم بتجارة المخدرات في مدينة بورتسودان حيث

كانت المضبوطات ما يلي:

(١٤٥) كيلو مخدرات آيس كريستال)

(۲۰) ألف حبة ترامادول.

(۱۰) ألف حبة كبتاجون.

.. و تعتبر هذه أكبر كمية مخدرات يتم ضبطها بولاية البحر الأحمر منذ أكثر عشرين عاما.

بالتحري مع أعضاء هذه الشبكة تبين أنهم يتبعون لحركة العدل والمساواة ويملكون بطاقات تلك الحركة المذكورة، كما ذكروا في التحقيقات إن هذه المخدرات تتبع لرئيس حركة العدل والمساواة.

لذلك نرجو من سيادتكم الموقرة مخاطبة السيد / وزير العدل بمخاطبة السيد / رئيس مجلس السيادة الرفع الحصانة عن السيد / وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم محمد للتحري.

الصفحات التي تداولت الادعاء:

 للتحقق من صحة الادعاء، بحث فريق «مرصد بيم»، في الموقع الرسمي  لوكالة السودان للأنباء ولم نجد ما يدعم صحة الادعاء موقع التحقق.

ولمزيد من التقصي، أجرى فريقنا، بحثًا عبر استخدام الكلمات المفتاحية الواردة ضمن نص الادعاء، ولم نجد أيّ شواهد تدعم صحته.

 من ناحية نص الخطاب نفسه، فحص فريق «مرصد بيم»، صورة الخطاب عن طريق استخدام أدوات التحقق الرقمي المحسنة. وبتحليل مستوى الخطأ في الصورة، تبين أن الخطاب تم إنشاؤه إلكترونيًّا.

من الملاحظ أن هذا الخطاب وخطابات أخرى مفبركة تم نشرها في مجموعات الفيسبوك من قبل حساب باسم مصطفى سيد أحمد» «ود سلفاب» والذي يعمل بصورة مستمرة على نشر مثل هذه الخطابات المضللة.

 وكان «مرصد بيم» قد نشر تقريرًا مفصلًا عن تزييف الوثائق ونشرها والذي برز فيه حساب «مصطفى سيد أحمد» (ود سلفاب) كأحد الفاعلين في التضليل من هذا النوع.

الخلاصة

الخطاب مفبرك. حيث لم يرد في الموقع الرسمي لوكالة السودان للأنباء، ولا أي منصة حكومية رسمية. أيضًا، ومن خلال تحليل مستوى الخطأ الذي أجراه الفريق لصورة الخطاب، اِتضح أنه غير صحيح حيث جرى إنشاؤه إلكترونيًّا.