«هيومن رايتس ووتش»: أحداث الجنينة من بين أسوأ الفظائع ضد المدنيين في حرب السودان

9 مايو 2024 – سلط تقرير أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش، الخميس، الضوء على الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها على المدنيين في ولاية غرب دارفور، والتي وصفها بحملة منهجية لإزالة السكان المساليت من عاصمة الولاية الجنينة.

وسلط التقرير الضوء على أحداث الجنينة في الفترة من أواخر أبريل إلى أوائل نوفمبر 2023، والتي قال إنها من بين أسوأ الفظائع ضد المدنيين حتى الآن في حرب السودان.

وذكر التقرير أن العدد الإجمالي للقتلى غير معروف، حيث قال موظفو الهلال الأحمر السوداني إنهم أحصوا حتى 13 يونيو 2000 جثة في شوارع الجنينة ثم توقفوا عن العد بعد ذلك. وقدرت لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بالسودان، نقلاً عن مصادر استخباراتية، أن ما بين 10,000 و 15,000 شخص قتلوا في الجنينة عام 2023.

واستند التقرير إلى أكثر من 220 مقابلة، و تقييم 110 صورة وفيديو، وتحليل صور الأقمار الاصطناعية والوثائق التي تشاركها المنظمات الإنسانية.

كما أجرى الباحثون مقابلات شخصية مع سكان الجنينة النازحين مؤخرًا خلال ست رحلات إلى تشاد وكينيا وأوغندا وجنوب السودان، وأجروا أيضًا مقابلات هاتفية تكميلية لكشف تفاصيل اكتشاف قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها العديد من الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان كجزء من حملتها ضد قبائل المساليت في الجنينة.

وخلص التقرير إلى أن نوبة قصيرة من الاشتباكات اندلعت في 24 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، هاجمت بعدها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها أحياء ذات أغلبية المساليت واشتبكوا مع الجماعات المسلحة فيها، بما في ذلك قوات من التحالف السوداني، بقيادة حاكم الولاية السابق، خميس عبد الله أبكر، بالإضافة إلى رجال من المساليت – معظمهم من الشباب – نظموا بشكل فضفاض في «مجموعات الدفاع عن النفس» المحلية.

وخلال الأسابيع التالية، بعد أن فقدت الجماعات المسلحة في مساليت السيطرة على أحيائها، استهدفت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بشكل منهجي المدنيين العزل، مما أسفر عن مقتلهم بأعداد كبيرة.

قتل المراهقين بوجه خاص

وقد خص المراهقون بوجه خاص بالقتل، كما كان بين الذين قتلوا العديد من الأطفال والنساء. كما استهدفت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها المصابين وكذلك أعضاء بارزين من مجتمع المساليت، بما في ذلك المحامين والأطباء والمدافعين عن حقوق الإنسان والأكاديميين وقادة المجتمع والشخصيات الدينية ومسؤولي الحكومة المحلية.

وسلط التقرير الضوء على تعرض النساء والفتيات للاغتصاب، وتعرض المحتجزين للتعذيب وسوء المعاملة. كما دمرت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها البنية التحتية المدنية بشكل منهجي، ونهبوا على نطاق واسع، وأحرقوا ودمروا الأحياء على الأرض.

وأوضح التقرير أن الأحداث تسببت في مقتل الآلاف من المدنيين، معظمهم من الرجال والمراهقين، ومنهم أيضًا الأطفال الأصغر سنًا بما في ذلك الرضع وكبار السن والنساء في أقل من شهرين، وأصيب آلاف آخرون.

كما وخلصت دراسة استقصائية للوفيات بأثر رجعي أجرتها منظمة أطباء بلا حدود في ثلاثة مخيمات للاجئين في شرق تشاد إلى وقوع 167 حالة وفاة عنيفة في أسر نتج عنها وفاة 6,918 شخصا من الجنينة.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع