شق طريقه نحو الخلود في ذاكرة السودانيين.. «بيم ريبورتس» تتحقق من «فيديو تصفية» الضابط محمد صديق

 

20 مايو 2024 – قُتل الضابط السابق بالجيش السوداني، وأحد رموز ثورة ديسمبر، الملازم أول محمد صديق، بأيدي جنود من قوات الدعم السريع بعد أسره وهو يبدو أعزلًا، بحسب ما أكده الجنود في مقطع فيديو نشروه يوم السبت على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وتحققت «بيم ريبورتس» من أن الشخص الذي ظهر في مقطع الفيديو وسط جنود الدعم السريع هو الضابط السابق بالجيش السوداني، الملازم أول محمد صديق. 

 

وأظهر مقطع الفيديو الذي بثه جنود الدعم السريع، صديق الذي تم أسره في تخوم منطقة الجيلي، شمالي العاصمة الخرطوم حيث تدور فيها معارك طاحنة منذ عدة أسابيع، واقفًا، وهو يبدو مكبل اليدين قبل أن يصفعه أحدهم على وجهه، ومن ثم ظهرت صور أخرى له وجسده ملقي على الأرض ميتًا.  

 

وبالعودة إلى مقاطع الفيديو التي بثها جنود من قوات الدعم السريع وتداولها رواد مواقع التواصل، تظهر هذه المقاطع تطابقًا في هيئة الضابط والملابس التي كان يرتديها مع صور ومشاهد نشرت قبل أسره.

 كما يظهر مقطع فيديو آخر الضابط محمد صديق وهو ملقي على الأرض وبجواره بقعة من الدماء، وذكر عدد من جنود الدعم السريع خلال تصويرهم للفيديو أنهم قاموا بتصفيته.

 

في وقت سادت حالة من الحداد في وسائل التواصل الاجتماعي، على تصفيته بعد أسره على يد قوات الدعم السريع، تسابق الكثيرون في تعداد بطولاته وتضحياته ومآثره باعتباره أحد رموز ثورة ديسمبر البارزين.

 

وبدأت قصة صديق الذي كان يعيش في ضاحية الحاج يوسف شرقي الخرطوم، مع السودانيين، بعد أيام فقط من بدء اعتصام القيادة العامة بوسط العاصمة الخرطوم في 6 أبريل 2019، عندما أعلن أمام آلاف المعتصمين أنه خالف التعليمات، وأنه سيكون موجودًا، في ساحة الاعتصام حتى سقوط نظام الرئيس المخلوع، عمر البشير.

تقاعد مُبكر

 

لكن، سرعان ما تغيرت حياة الضابط الشاب، بعدما تمت إحالته للتقاعد في عام 2020، وقال الجيش وقتها في بيان، إن قرار «إحالة الضابط محمد صديق إلى التقاعد، يأتي نسبة لمخالفات ما جعل أمر إحالته للتقاعد للمعاش أمرًا حتميًا للحفاظ عليه وعلى سمعة القوات المسلحة»، موضحًا أنها ليست كيدية.  

 

أثارت إحالة الصديق للتقاعد وقتها الغضب في أوساط الشارع السوداني، ليخرج عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق، محمد الفكي سليمان، مؤكدًا عودته للجيش مرة أخرى. 

 

وقال سليمان: «الملازم أول محمد صديق سيظل في صفوف قواتكم المسلحة، حارسًا لتراب بلاده، ولقيم الحرية والسلام والعدالة».

 

لم يعد الصديق للجيش مرةً أخرى، بعدها انزوى عن الحياة العامة ليمارس حياته بعيدًا عن ضوضائها.

من ضابط إلى مستنفر

ومع ذلك لم تنته قصته، عاد مرةً أخرى في نهاية العام الماضي إلى الحياة العامة بعدما استنفر مع الجيش طواعيًة في ولاية نهر النيل شمالي الخرطوم، لقتال قوات الدعم السريع، وأعلن في عدة مقاطع فيديو رغبته في تحرير منطقة الجيلي، منتقدًا قيادة الجيش بعدم السماح لهم بالتقدم نحو المنطقة.  


وهكذا انخرط صاحب مقولة «الرهيفة تنقد» أمام المعتصمين بالقيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم، في القتال، إلى أن عاد لترابه محاطًا بقداسة الشهيد، بينما كان نهر دمائه يشق لنفسه طريقًا في الخلود وسط السودانيين.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
أخبار بيم

مصر تدين هجمات «الدعم السريع» في الجزيرة.. وتدعو للحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية

31 أكتوبر 2024 – أدانت وزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، بـ«أشد العبارات الاعتداءات السافرة لمليشيا الدعم السريع» على المدنيين في شرق ولاية الجزيرة بوسط السودان، قبل

المزيد
أخبار بيم

«خالد عمر»: لمسنا اهتمامًا حقيقيًا بالأزمة السودانية من بريطانيا ورغبة بالمساهمة في إنهائها

31 أكتوبر 2024 – قال القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، خالد عمر، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، إنهم لمسوا اهتمامًا حقيقيًا من الجانب البريطاني

المزيد