8 يوليو 2024 – اعتبرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» أن مؤتمر القاهرة للقوى السياسية المدنية السودانية والذي انعقد السبت برعاية الحكومة المصرية وبمشاركة إقليمة ودولية، بداية يمكن البناء عليها.
والسبت انخرط الفرقاء السودانيون في اجتماعات بالعاصمة المصرية القاهرة، وسط اشتداد حدة الصراع العسكري في البلاد، في محاولة لتوحيد الرؤى لإنهاء الحرب التي تعصف بالبلاد للشهر الخامس عشر على التوالي.
وقال المتحدث الرسمي باسم «تقدم»، بكري الجاك، لـ«بيم ريبورتس» إن المؤتمر جمع بين فرقاء القوى المدنية والسياسية، مؤكدًا أن أهم ما جاء فيه أنه وضع قضية إيقاف الحرب كأولوية قصوى بالإضافة إلى قضية المساعدات الإنسانية، لافتًا إلى أن هذه بداية يمكن البناء عليها.
وردًا على سؤال ما إذا كان الجيش والدعم السريع يمكن أن ينخرطا في عملية سلام بناء على مؤتمر القاهرة، قال الجاك إنه ليس هناك ما يؤكد ذلك، قبل أن يدعو الجيش للقبول بمبدأ التفاوض كوسيلة لإنهاء الحرب. مضيفًا «نتمنى أن يتم وضع معاناة الناس على رأس الأولويات».
أما بالنسبة للخطوات المقبلة التي يجب اتخاذها من قبل الطرفين لوقف الحرب، رأى الجاك أنه يجب الضغط عليهما للوقف الفوري لإطلاق النار أولًا، ثم الدخول في تفاوض يفضي إلى حل سلمي للصراع.
من جهته، يتمسك الجيش السوداني بتنفيذ إعلان جدة الموقع مع الدعم السريع في مايو 2023 والتفاهمات الأخرى التي أقرت بين الطرفين في نوفمبر من العام نفسه.
خطوة في الاتجاه الصحيح
في السياق، قال المحلل السياسي، مجدي عبد القيوم، إن مؤتمر القاهرة يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، معتبرًا أن أهم ما حققه هو تمكنه من جعل الحوار السوداني – السوداني واقعًا.
وأشار إلى أنه ظل لفترة مجرد شعار معلق في الفضاء السياسي، وبالتالي يمكن السودانيين من الإمساك بقضاياهم بالأصالة لا الوكالة، وفق ما قال.
وأضاف «من ناحية أخرى فقد شكل المؤتمر اختراقا كبيرًا في المشهد السياسي إذ استطاعت مصر جمع الفرقاء السياسيين لأول مرة بعد الانقسامات والانشطارات التي طالت الساحة السياسية، لا سيما تقدم والكتلة الديمقراطية».
ونوه عبد القيوم إلى أن البيان الختامي للمؤتمر أشار بوضوح لإعلان المبادئ الصادر عن منبر جدة وبحث كيفية تطويره، ما يعني أن المؤتمر ليس بعيدًا عن المنابر الأخرى التي تحاول معالجة القضية السودانية سواء الإقليمية أو الدولية، لافتًا إلى أن مصر أكثر تأهيلاً وقدرة علي التعاطي مع الملف السوداني لأسباب وصفها الموضوعية.
وأوضح أن عملية بناء السلام عملية طويلة ومعقدة وتحتاج إلى زمن، مشددًا على أن الأهم الآن هو إيقاف الحرب والفصل بين المتحاربين وخلق آليات لمراقبة وقف إطلاق النار وهو الأمر الذي قال إن مؤتمر القاهرة ناقشه، وبالتالي من الممكن أن يكون المؤتمر خطوة في الاتجاه نحو إيقاف الحرب.