9 سبتمبر 2024 – رأى الحزب الشيوعي السوداني، الاثنين، أنه في حال قيام حكومتي أمر واقع في مناطق سيطرة الجيش أو الدعم السريع، فإن ذلك لا يمثل شعب السودان، مشددًا على أنه لا يحق لهما، عقد أي اتفاقات حول الأراضي، أو غيرها، «في غياب سلطة الشعب المدنية الديمقراطية المنتخبة، وبالتالي شعب السودان غير ملزم بها».
وقالت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، في «بيان جماهيري»، إن طرفي الحرب متورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بالإضافة إلى التدخل الخارجي والارتباط بالمحاور الخارجية.
وأضاف «فمثلما تُسلح الإمارات الدعم السريع، تدعم دولًا أخرى مثل: الصين، إيران ومصر وتركيا الجيش السوداني».
وأكد البيان أنه من المهم تنظيم الحركة الجماهيرية باعتبارها «العامل الحاسم» لضمان وحدة السودان، مضيفًا أن ذلك يأتي «مع التقدير لما جاء في توصيات لجنة بعثة تقصي الحقائق بوجود قوة دولية لحماية المدنيين».
وتابع البيان «نشهد مثالًا عمليًا لهذا التصعيد. ما حدث في إضراب العاملين في ميناء سواكن. وفي كسلا كما حدث في الاستنكار الجماهيري لجريمة اعتقال وتعذيب المواطن الأمين محمد نور حتى الموت والمطالبة بالقصاص. كما نلحظ في النهوض الجماهيري في مناطق التعدين بالمواد الضارة بالبيئة».
ورأى الشيوعي أن تصعيد العمل الجماهيري للسودانيين في الداخل والخارج هو العامل الحاسم في منع تقسيم البلاد.
ولفت إلى أن هذا التصعيد يبدأ بوقف الحرب وضد التدخل الدولي لتقسيم البلاد ونهب ثرواتها وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية التي تدهورت.
ويشمل ذلك، بحسب البيان، الارتفاع المستمر للأسعار وانخفاض قيمة الجنيه السوداني وتشريد الآلاف من أعمالهم في الصناعة والخدمات والزراعة وعدم صرف العاملين لمرتباتهم لأكثر من 10 أشهر.
حل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات
كما دعا الشيوعي إلى ربط وقف الحرب باسترداد الثورة وضمان وحدة البلاد ومنع تقسيمها وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد.
أيضًا دعا إلى ترتيبات أمنية تفضي لـ«حل قوات الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية».
خطر التدخل الخارجي
في السياق، قال الشيوعي إن خطر التدخل الخارجي أصبح ماثلًا بعد زيارة البرهان للصين لحضور مؤتمر القمة الصيني – الإفريقي وإشادته بدعم الصين السياسي والعسكري للسودان واتفاقاته حول الأراضي التي سيمنحها للصين.
وأضاف «وبالتالي لا يمكن تناول الحرب اللعينة الجارية في السودان بمعزل عن تفاقم الصراع بين المحاور الإقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب على الموارد في السودان».
وبحسب الشيوعي، فإن صراع المحاور يتمثل في: أمريكا وحلفائها من جهة، وروسيا، الصين، والإمارات، ومصر وتركيا وإيران التي قال إنها بدأت في تسليح الجيش السوداني.
بالإضافة لدخول دول الجوار التي قال إنها تنهب أيضًا موارد السودان مثل تشاد التي تتهمها حكومة البرهان بمساندة الدعم السريع مع الإمارات، إضافة لدخول بعض دول الجوار في حلبة الصراع مثل إريتريا التي تساند الجيش وبعض الحشود المسلحة في الشرق.
أيضًا أشار الشيوعي إلى ما وصفه بفشل مؤتمر جنيف في التوصل لوقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن غياب الجيش أغلق الباب أمام محاولات وقف إطلاق النار، مضيفًا أنه رغم ما جاء في مؤتمر جنيف عن ضمان وصول المساعدات، إلا أن وقف إطلاق النار هو الضمان لوصول الاغاثات للمتضررين.
كما تطرق البيان إلى حديث البرهان برفض المشاركة في جنيف حيث دعا لتكوين حكومة تكنوقراط مؤقتة والتي قابلها الدعم السريع بدعوة لتكوين حكومة في الخرطوم للحد من سلطة البرهان، حسبما ذكر البيان.
وبحسب البيان، فإن هذا يوضح خطورة تقسيم السودان بعد مؤتمر جنيف بتكوين حكومتين الأمر الذي يعيد التجربة الليبية، موضحًا أن ذلك يتطلب وحدة السودانيين لحل مشاكلهم بأنفسهم لضمان عدم تفكيك البلاد والضغط الجماهيري القاعدي لوقف الحرب.