10 سبتمبر 2024 – كشفت مسؤولة أممية، الثلاثاء، عن أن المسؤولية عن 81 في المائة من حوادث العنف الجنسي منذ اندلاع الصراع في البلاد نُسِبت إلى رجال يرتدون زي قوات الدعم السريع ومسلحين تابعين لهم. فضلًا عن تلقي تقارير موثوقة عن عنف جنسي منسوب إلى الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه.
وقالت نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ندى الناشف، إن مكتب حقوق الإنسان «منزعج بشكل خاص من استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب منذ بداية الصراع»، مشيرة إلى أنه تم توثيق 97 حادثة شملت 172 ضحية معظمهم من النساء والفتيات وهو رقم يمثل أقل مما هو عليه الحال في الواقع، وفق ما قالت.
وحثت الناشف «مرة أخرى» خلال كلمتها أمام جلسة الحوار التفاعلي بشأن حقوق الإنسان في السودان في إطار الدورة العادية الـ 57 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، الأطراف على إصدار وتنفيذ أوامر قيادية صارمة لحظر ومعاقبة العنف الجنسي واتخاذ خطوات فعالة أخرى لمنعه.
وأكدت الناشف أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وثق في الفترة ما بين يونيو وأغسطس أكثر من 864 حالة وفاة وسط المدنيين في هجمات على مناطق سكنية في جميع أنحاء السودان.
وأضافت أن الشعب السوداني يواجه اليوم واحدة من أسوأ الأزمات التي يفاقمها الإفلات من العقاب وممارسات سلطوية تتغذى على التوترات العرقية مدفوعة بمصالح سياسية واقتصادية ضيقة.
ودعت المجتمع الدولي إلى عدم السماح باستمرار هذه الوضعية، مؤكدة على أن «هذه المأساة يجب أن تنتهي الآن».
ونبهت إلى أنه بعد أكثر من 16 شهرًا «لا يزال الصراع في السودان يخرج عن نطاق السيطرة ويتحمل المدنيون وطأة الأعمال العدائية».
وأشارت إلى أن إعلانات الأطراف المتحاربة عن الالتزامات بحماية المدنيين تظل خاوية، مع استمرار الانتهاكات دون هوادة.
وقالت «إن الهجمات العشوائية واستخدام الأسلحة ذات التأثيرات واسعة النطاق في المناطق المكتظة بالسكان أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق، وتدمير مصادر كسب العيش».
هجمات ذات دوافع عرقية
من ناحية أخرى، أعربت المسؤولة الأممية كذلك عن الانزعاج الشديد من الهجمات ذات الدوافع العرقية وخطاب الكراهية.
ونبهت إلى أن المكتب وثق شهادات متعددة عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة وعنف جنسي ونزوح قسري ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها، خاصة استهداف قبيلة المساليت في غرب دارفور.
وأفادت كذلك بأن تعبئة المدنيين بمن فيهم الأطفال تكثفت في جميع أنحاء السودان، وخاصة على أسس قبلية «وهذا يفرض مخاطر اتساع نطاق الحرب الأهلية مع أبعاد عرقية أخرى».
كما أشارت إلى استمرار الاحتجاز التعسفي من قبل طرفي الصراع والحركات المسلحة المتحالفة حيث تم توثيق زيادة في الاعتقالات من قبل الاستخبارات العسكرية وفرض أحكام الإعدام بزعم دعم قوات الدعم السريع والتي قالت غالبا ما تستند إلى الهوية القبلية الحقيقية أو المفترضة.
علاوة على الاحتجاز غير القانوني، والذي غالبا ما يستند إلى العرق من قبل قوات الدعم السريع في دارفور.
وشددت الناشف كذلك على أن «هذا الصراع العبثي له تأثير مدمر على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة الحق في الغذاء والسكن والتعليم».