6 نوفمبر 2024 – قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإفريقية في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، مارثا بوبي، إن تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2046 والمتعلق بالقضايا الثنائية العالقة بين السودان وجنوب السودان، والوضع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بشكل كامل، أمر مستحيل بدون حل الصراع في السودان.
وفي 20 يونيو 2011 وقعت الحكومة السودانية وحكومة جنوب السودان اتفاقا ينص على جعل أبيي المتنازع عليها بين البلدين منطقة منزوعة السلاح، قبل أن يصوت مجلس الأمن الدولي بعد 7 أيام من ذلك لصالح نشر قوات حفظ سلام دولية في أبيي.
وعقد مجلس الأمن الدولي، مساء أمس، اجتماعًا حول تطبيق قراره رقم 2046، حيث استمع إلى إحاطة من الأمانة العامة للأمم المتحدة حول عمل البعثة الأممية لحفظ السلام في أبيي والتطورات الأخيرة هناك.
وأفادت بوبي بعدم حدوث تقدم هذا العام على مسار الحوار بين السودان وجنوب السودان بشأن الوضع النهائي لأبيي والقضايا الحدودية، وقالت إن بعثة الأمم المتحدة «يونيسفا» ستواصل مراقبة الوضع والظروف التي قد تكون مواتية لاستئناف المحادثات.
وأضافت أن أثر هذه الحرب على المنطقة يتطلب استجابة منسقة من جميع أجهزة الأمم المتحدة والشركاء الدوليين المعنيين، مشيرة إلى أن مكتب المبعوث الخاص للقرن الإفريقي سيواصل دعم جهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان في سعيه لتأمين وقف مبكر لإطلاق النار يكون قابلا للتحقيق ومستداما.
وأكدت بوبي أن المكتب سيواصل أيضًا دعم الدور المُعزز للاستقرار لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان والبعثة الأممية في أبيي، بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيقاد» وغيرهما من الشركاء.
ولفتت إلى أن البعثة تواصل التركيز على دعم الاستقرار على الأرض في أبيي، مشيرة إلى أن تحسين العلاقات بين مجتمعي دينكا نقوك والمسيرية كسب زخما، ولم تبلغ البعثة عن أي اشتباكات في الفترة الأخيرة.
قوات الأمن الجنوبية تنتهك اتفاق 2011
وأشارت المسؤولة الأممية إلى وجود تحد آخر هو استمرار وجود أفراد أمن من جنوب السودان في جنوبي أبيي، وقالت إن هذا الانتشار ينتهك اتفاق 2011 بين السودان وجنوب السودان حول إدارة وأمن أبيي، وأدى إلى قيود متكررة على حرية حركة «يونيسفا» بما يتناقض مع الاتفاق المتعلق بوضع القوات.
وقالت بوبي، إن الحرب في السودان ما زالت تخلف أثرا كبيرا على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية في السودان وجنوب السودان بما في ذلك فيما يُعرف بمنطقة (صندوق أبيي) التي تعمل فيها قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي «يونيسفا».
وأوضحت بوبي أن مئات آلاف الأشخاص عبروا الحدود من السودان إلى جنوب السودان فرارا من الحرب، وقالت: «مثل مواطني جنوب السودان أنفسهم، يواجه اللاجئون ظروفًا صعبة بدون تمكنهم من الوصول إلى ما يكفي من الماء النظيف والغذاء والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الضرورية».
وفي صندوق أبيي، يستمر انتشار الأسلحة الخفيفة والثقيلة، كما قالت المسؤولة الأممية، مشيرة إلى ما أفاد به مسؤولو جنوب السودان عن توغل مجموعة من مقاتلي قوات الدعم السريع الذين نهبوا مقاطعتين في المنطقة.
كذلك أفادت بوبي بأن تحركات الجماعات المسلحة تفاقم الوضع الأمني الهش في جنوب السودان وأبيي، وخاصة فيما يتعلق بالتوتر القائم من قبل، بين مجتمعي تويك ميارديت ودينكا نقوك عبر ولاية واراب وأبيي.
تحديات مناخية في أبيي
كما تطرقت بوبي أيضًا إلى التحديات المرتبطة بالمناخ التي خلفت تعقيدات إضافية على الوضع. وقالت إن السكان في جنوب السودان والسودان وأبيي تأثروا بشكل كبير بالأمطار الغزيرة والفيضانات خلال شهري أكتوبر وسبتمبر.
وفي أبيي وحدها شُرد أكثر من 18 ألف شخص وهُدم ما يزيد عن 3000 منزل، كما دمرت الفيضانات المحاصيل والبنية التحتية وعطلت الخدمات الصحية والتعليمية بما زاد مخاطر انتشار الأمراض.
وتحدثت بوبي عن تأثر سكان ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، مثل أجزاء أخرى من السودان، بالحرب الدائرة منذ 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وقالت بوبي إن الحرب لا زالت تعد مصدرا كبيرا لانعدام الاستقرار في منطقتي القرن الإفريقي والساحل في ظل العواقب الأمنية والإنسانية والاقتصادية الوخيمة على جيران السودان.