«محامو دارفور»: أكثر من حالة وفاة جراء سوء التغذية وسط السودانيين المرحّلين من مصر

16 نوفمبر 2024– قالت هيئة محامي دارفور بالولاية الشمالية، الجمعة، إنها استمعت إلى إفادات بعض من عشرات اللاجئين السودانيين الذين رحّلتهم السلطات المصرية مؤخرًا إلى السودان، مشيرةً إلى تعرضهم للمعاناة في الأقسام في أثناء التوقيف والحبس، بالإضافة إلى تقلبات الأجواء وبرودة الطقس على الطريق.

وأشارت الهيئة، في بيان اطلعت عليه «بيم ريبورتس»، إلى تسجيل أكثر من حالة وفاة بين المرحّلين بعد وصولهم إلى السودان بحسب إفادات بعضهم، وأرجعت ذلك إلى «سوء التغذية والأمراض». وأضافت أن «العشرات من اللاجئين السودانيين في انتظار الترحيل إلى السودان».

ومنذ اندلاع النزاع في السودان قبل 19 شهرًا، عبَر أكثر من ثلاثة ملايين شخص الحدود، بحثًا عن الأمان في البلدان المجاورة، فيما أضحت مصر الآن أكبر دولة مستضيفة للسودانيين الفارين من النزاع المستمر منذ أبريل 2023.

وبحسب هيئة محامي دارفور، أفاد اللاجئون السودانيون الذين رُحّلوا إلى السودان بأن فيهم من لديهم بطاقات سارية المفعول من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لافتةً إلى أن بينهم من لديهم مواعيد مع المفوضية، وتواصلوا عبر ذويهم مع المفوضية لإبلاغها بتوقيفهم، ولكن المفوضية السامية «لم تفعل شيئًا» وفق تعبير بيان الهيئة.

وأعربت هيئة محامي دارفور عن أسفها على أوضاع اللاجئين السودانيين المرحّلين إلى السودان و«تخلي المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن مسؤوليتها تجاه حمايتهم التي تقع على عاتقها قانونيًا».وأوضحت أنه فور عبور الشخص الفار من الحرب حدود بلاده إلى أرض تحت سيادة دولة غير دولته تباشر فيها المفوضية مسؤوليتها القانونية بصرف النظر عن مسؤولية الدولة المستقبلة للاجئ، وتتقيد أجهزة الدولة بموجب ما يحمله اللاجئ من سند لجوء وفقًا لقوانين الدولة المضيفة مع اتفاقية المقر لمفوضية اللاجئين بأراضيها.

وحمّل بيانُ الهيئة المفوضيةَ السامية للاجئين «كامل المسؤولية عن أي تقصير يمس حقوق أي لاجئ عبر الحدود إليها ولم تقم بموجب تفويضها بمسؤولية حمايته سواء بضمان الإقامة في الدولة التي لجأ إليها أو إعادة توطينه في غيرها من الدول عند تعذر الحماية».

وشدد بيان الهيئة على أن على المفوضية السامية للاجئين ألّا تتفرج على لاجئين منكوبين يُعادون قسريًا إلى «لجة الحرب مجددًا ورغم أنفهم». وناشدت الهيئة الأجهزة الرسمية بدولة مصر بـ«مراعاة ظروف اللاجئين السودانيين وما يتعرضون له جراء إعادتهم إلى دولتهم التي ترزح تحت نير الحرب والانتهاكات التي تمارس بواسطة الأطراف المتحاربة». ومع ذلك قالت الهيئة إنها تقدّر لمصر «استقبال آلاف الأفراد والأسر السودانية الفارة من جحيم الحرب»، لافتةً إلى أن عدد اللاجئين السودانيين إلى دولة مصر ظل في «تزايد مستمر».

والسبت الماضي، دعت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى مصر وجامعة الدول العربية حنان حمدان – دعت المجتمعَ الدولي إلى دعم مصر على نحو عاجل لمواجهة أزمة اللاجئين السودانيين في البلاد.

وتشير البيانات الأخيرة الصادرة عن حكومة مصر، بحسب المسؤولة الأممية، إلى أنّ أكثر من 1.2 مليون سوداني قد فروا إلى مصر منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.

وقبل أشهر، لاحقت مصر اتهامات دولية وحقوقية بشأن انتهاكات يُقال إنها ارتكبتها بحق طالبي اللجوء السودانيين والمسافرين عبر الصحراء بحثًا عن الأمان والاستقرار في الجارة الشمالية لبلادهم.

وبتاريخ 19 يونيو الماضي، نشرت منظمة العفو الدولية تقريرًا بشأن اللاجئين السودانيين في مصر، بعنوان «كبلونا وكأننا مجرمين خطيرين»، وثقت فيه حالات إرجاع قسري واحتجاز، داعيةً السلطات المصرية إلى «التوقف فورًا عن الاعتقالات التعسفية والترحيل غير المشروع للاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود إلى مصر».

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
انضم/ي إلى فريقنا

فرصة تدريب: باحثة إعلامية

المدة الزمنية: 3 أشهر آخر موعد للتقديم: 28 مايو 2022م بيم ريبورتس منصة إعلامية مستقلة تعمل على تنوير وتمكين الجماهير من خلال إنتاج ونشر تقارير

المزيد