14 يناير 2025 – تبادل الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو – تبادلا الاتهامات بشأن هجمات حول مدينة «الدلنج» التي يسيطر عليها الجيش، وتعد ثاني أكبر مدينة بولاية جنوب كردفان بعد عاصمتها «كادوقلي»، وبشأن عدد من الحوادث الأخرى، في بيانات بالأمس واليوم.
وتعد مدينة «الدلنج» من مناطق سيطرة الجيش السوداني، وتضم اللواء السادس والخمسين التابع للجيش، فيما تتمركز قوات الحركة الشعبية – شمال، شرق المدينة وجنوبها حتى منطقة «كرقل» على الطريق المؤدي إلى «كادوقلي» عاصمة ولاية جنوب كردفان.
واتهمت الحركة الشعبية، في بيان، الاثنين، القوات المسلحة السودانية، بالاعتداء، في الساعات الأولى من صباح اليوم، على ما أسمتها «مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، حول مدينة الدلنج»، لافتةً إلى أنّ الهجوم وقع على منطقتي «حجر جواد» و«كركراية».
وعدّت الحركة الهجومَ «خرقًا جديدًا لِتفاهمات إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في جبال النوبة بجنوب كردفان»، مشيرةً إلى أن عمليات إيصال المساعدات الإنسانية ما تزال جارية في مدينتي «كادوقلي» و«جلد»، ومن المفترض أن تبدأ لاحقًا في مناطق أخرى – بحسب بيان الحركة.
وفي الأثناء، قالت منصة الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، الثلاثاء، إن القوات المسلحة السودانية والشرطة والأمن وقوات الاحتياط والمستنفرين صدوا هجومًا شنته الحركة الشعبية على معسكر للجيش جنوب مدينة «الدلنج» يوم أمس، متهمةً الحركةَ بقصف الأحياء السكنية الجنوبية وحي مساكن الجيش بعدد من القذائف، وبقصف مستجدي اللواء الرابع والخمسين مشاة لـ«منع قيام منشط الضاحية» – طبقًا لبيان الحكومة.
وكانت الحكومة السودانية قد وقعت على اتفاق مع دولة جنوب السودان، في سبتمبر من العام الماضي، لنقل المساعدات الإنسانية إلى جنوب كردفان، بهدف تخفيف المعاناة المتفاقمة جراء الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ومُدد الاتفاق قبل نحو شهر.
وفي السياق، قال المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو، الثلاثاء، إن تأكيد السلطات السودانية في الأول من يناير على إبقاء «مطار كادوقلي» مفتوحًا أمام الرحلات الإنسانية «أمرٌ مهم»، مضيفاً أنه «من الضروري أن يترجم إلى أفعال».
وتابع بيرييلو قائلًا: «لزيادة تدفق المساعدات، يتعين على هذه السلطات تسهيل الجهود الرامية إلى زيادة عدد الجهات الفاعلة الإنسانية على الأرض في كادوقلي لدعم الرحلات الجوية، وإدارة الشحنات، وتسريع عمليات التسليم لأكثر من مليون سوداني يواجهون انعدام الأمن الغذائي في جنوب كردفان».
وأشار بيان الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة الحلو، أمس، إلى أن الجيش السوداني سبق أن هاجم منطقة «جبل نواي» مرتين، مرة في التاسع من سبتمبر الماضي والثانية في الثاني والعشرين من الشهر نفسه – طبقًا لبيان الحركة، كما أشار البيان إلى غارة جوية نفذها الجيش على منطقة «يابوس» بالفونج الجديدة في ديسمبر من العام الماضي، بالإضافة إلى هجوم على منطقة «أبو صيبة» في الشهر نفسه، لافتًا إلى أن هذا الهجوم هو الثاني على منطقة «كركراية» خلال ثلاثة أشهر، بما فيها «قصف محطة ضخ النفط في كركراية التي تحميها قوات الجيش الشعبي وشرطة السودان الجديد» – طبقًا لبيان الحركة.
وذكر بيان الحركة الشعبية أن «ما تقوم به القوات المسلحة السودانية يؤكد نيتها في جر المنطقة إلى حرب شاملة»، لافتًا إلى أن «الجيش الشعبي في كامل جاهزيته للدفاع عن مناطق سيطرته وحماية المواطنين، ورد العدوان بشكل رادع وحاسم»
الحكومة: قواتنا سيطرت على مناطق للحركة الشعبية وطاردتها جنوبًا
ومن جانبها، قالت الحكومة السودانية إن الحركةَ الشعبية شنّت هجمات عديدة في الأيام الماضية على مناطق حول مدينة «الدلنج» بجنوب كردفان.
واتهمت منصة الناطق الرسمي باسم الحكومة الحركةَ الشعبية بـ«اغتصاب أربع فتيات وولد عند ذهابهم لجلب النبق» قبل أيام، مضيفةً أنها اعتدت بالضرب، صباح الأحد، على «مواطني حجر الجواد وكركراية في مدخل المدينة الجنوبي بحجة أنهم فرحوا بتحرير مدينة ود مدني».
وأوضحت المنصة الحكومية أن قوات الجيش والشرطة والأمن تعمل على صد هجوم الحركة والتقدم إلى محطة ضخ البترول بـ«كركراية» والتي قالت إن الحركة الشعبية سيطرت عليها في بداية الحرب، مشيرةً إلى أنّ قوات الجيش تقدمت أيضًا إلى «حجر الجواد» وحرقت معسكر الحركة الشعبية، ولافتةً إلى أنّ المواطنين استقبلوا قواتهم بـ«الزغاريد والبكاء».
وأشارت المنصة الحكومية إلى «هروب قوات الحركة الشعبية جنوبًا»، قائلةً إن قوات الجيش لاحقتها حتى منطقة «أنقاركو»، واستولت على معدات عسكرية وعربات قتالية بالإضافة إلى معدات زراعية إلى جانب «أسر امرأة برتبة نقيب».
وذكر بيان المنصة أن «جموع مواطني الدلنج خرجت واستقبلت القوات المنتصرة عند مدخل المدينة بحي التومات».