18يناير 2025– دعا مسؤولون سودانيون وجنوب سودانيون الشعب والمجتمعات المحلية في الجارة الجنوبية للسودان إلى التكاتف والحفاظ على الهدوء، منعًا لجر البلاد إلى الفوضى، وشددوا على ضرورة عدم أخذ القانون باليد.
ومنذ مساء الخميس، اندلعت أحداث عنف في جوبا وأجزاء أخرى من جنوب السودان، استهدفت المواطنين السودانيين، إثر اتهامات للجيش السوداني والقوات المتحالفة معه بقتل عدد من مواطني جنوب السودان، في أعقاب سيطرة الجيش على مدينة «ود مدني» ومناطق واسعة في ولاية الجزيرة بوسط البلاد.
وشددت وزيرة الداخلية بدولة جنوب السودان أنجلينا تينج، في مؤتمر صحفي، الجمعة، على ضرورة فض التجمعات، مطالبةً المواطنين بألا يكونوا جزءًا من الجرائم التي ترتكب حاليًا. وأضافت: «نحن نعتبرها جريمة لأنها لا مبرر لها، وبلدنا به قانون، وهناك طرق وآليات قانونية للاحتجاج»، مشيرةً إلى أن حكومة دولة جنوب السودان سبق وأن اتخذت إجراءات بشأن هذه المسألة.
وأشارت الوزيرة الجنوب سودانية إلى أن مجموعة من المواطنين احتجّوا في جامعة جوبا ورفعوا شعارات، فيما حاولت مجموعة وصفتها بـ«الصغيرة» تسليم الحكومة السودانية، بواسطة سفارتها في جوبا، رسالة احتجاج على ما حدث في السودان. واستنكرت المسؤولة الجنوب سودانية كسر المحلات التجارية والاعتداء على اللاجئين والمقيمين في البلاد.
وفي السياق، دعا نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان مالك عقار إير، في منشور على حسابه الرسمي على موقع «فيسبوك»، الجمعة، المجتمعات المحلية المتضررة داخل السودان وجنوب السودان إلى الحفاظ على الهدوء، مبديًا تفهمه لمشاعرهم، وحثَّهم على «تجنب الانجرار إلى مزيد من الأعمال الانتقامية الإجرامية».
وأعرب عقار عن تقدير حكومة السودان لـ«التدخل الفوري لحكومة جنوب السودان لحماية أرواح المدنيين السودانيين الأبرياء من الحوادث المتفشية التي وقعت بمدينة جوبا وغيرها في أعقاب أحداث ود مدني»، مشددًا على أنه «لا يسمح لأحد بأخذ القانون بيديه».
ولفتت وزيرة الداخلية بجنوب السودان، في المؤتمر الصحفي، إلى أن السودانيين المقيمين في جنوب السودان ليسوا من ارتكب «الجرائم البشعة» التي قالت «إننا شاهدناها وندينها جميعًا».
وناشدت الوزيرة المواطنين الجنوب سودانيين بالتكاتف جميعًا لحسم هذه الأوضاع، مشددةً على ضرورة عدم السماح لمدينة جوبا أو دولة جنوب السودان بأن «تنجر إلى الفوضى».
وأشارت المسؤولة الحكومية إلى ما أسمته «إفرازات» الأحداث التي وقعت في جوبا، مبيّنةً أن عددًا من السودانيين خرجوا من بيوتهم ولجأوا إلى مراكز القوات النظامية خاصةً الشرطة، فيما لجأ آخرون إلى «مستشفى الجيش»، واصفةً هذا الوضع بأنه «غير إنساني»، قبل أن تشير إلى أن كثيرًا منهم أحضروا من جسر «حبوبة»، مضيفةً: «لدينا أسر أخرى في السي آي دي، وأسر في بلو هاوس»، وواصلت قائلةً: «شاهدت طفلًا عمره ثلاثة أيام حاليًا».
وذكرت أنجلينا أن «الوضع لا يتحمل، وخلق كارثة إنسانية»، متسائلةً: «من يحل هذه الكارثة؟». كما أشارت إلى أن الأحداث سببت ضغطًا على موارد الدولة التي قالت إنها يفترض أن تستخدم في قضايا أخرى.
ولفتت المسؤولة الحكومية إلى أن «80% من التجار بجنوب السودان سودانيون»، محذرةً من عواقب هذه الأحداث على دولة جنوب السودان. وقالت مخاطبةً المتورطين في عمليات نهب المحلات التجارية: «أنتم خلقتم وضع غير عادي وأزمة إنسانية» قالت إن النازحين يشعرون بها الآن، «لكننا جميعًا سنشعر بها قريبًا في جوبا غدًا أو بعد غد» – أردفت الوزيرة.
وزادت أنجلينا قائلةً: «نحن مجتمع نعيش من اليد إلى الفم، وغالبية الأسر ليس لديها مخزون»، لافتةً إلى أن «فئة قليلة فقط هي التي لديها مخزون، ولا يكفي لأكثر من سبعة أيام». وأضافت: «الحل هو أن نمتنع عن هذه الفوضى، ونترك الأسواق والتجمعات [بسلام]».
وأشارت الوزيرة إلى أن «جميع التجار في جوبا أصبحوا نازحين الآن»، فيما نهبت المحلات والأسواق، ووجّهت المواطنين إلى عدم السماح بجلب بضائع مسروقة إلى منازلهم.
وقالت الوزيرة أيضًا: «امنعوا الانتقام، فالأشخاص الموجودون في جنوب السودان أبرياء، وليسوا محل انتقامكم»، مضيفةً: «ليس من قيمنا في جنوب السودان أن يأتي أحد إلى منزلنا ضيفًا ونعتدي عليه».
هدوء الأوضاع في ولاية الاستوائية الوسطى:
وأعلنت وزيرة الداخلية، في المؤتمر الصحفي، عن هدوء الأوضاع في ولاية الاستوائية الوسطى بجنوب السودان، بجهود القوات النظامية والمسؤولين للسيطرة على الوضع ومنع التجمعات والسرقة، قبل أن تشير إلى «الفوضى الكبيرة» التي حدثت في مدينة جوبا، لأنها مركز الدولة وقلبها – حسب قولها.
وأوضحت الوزيرة أن ما وصفتها بـ«الفوضى» بدأت بالأسواق الطرفية في أسواق «جبرونا» وفي المطاعم والمحلات التجارية والأسواق في «107»، وفي اتجاه «جبل»، وفي محلات داخل الأحياء. وأشارت إلى أن مجموعة من الشبان كانت تتحرك طوال الليل، بالإضافة إلى تجمعات في النهار كانت متجهة إلى قلب مدينة جوبا، قبل أن تذكر أنهم سيطروا عليها وتمكنوا من تهدئة الوضع.
وأشارت الوزيرة إلى أن التحركات استهدفت أيضًا شركات «أوبومبا» التي قالت إن مجموعة من الشبان تحركت نحوها، لكنها أكدت أن «سوق الشركات لم يحدث به شيء».
والخميس، دعا رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت إلى الهدوء وممارسة ضبط النفس والسماح لحكومتي السودان وجنوب السودان بمعالجة هذه المسألة من خلال الوسائل الدبلوماسية.