27 يناير 2025- أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الإثنين، عن شعورها بقلق بالغ إزاء التصاعد الأخير في الهجمات على البنية التحتية المدنية الحيوية في السودان، مشيرة إلى الهجمات على محطات الطاقة والمياه والسدود في ولايات: الشمالية ونهر النيل وسنار والنيل الأبيض والقضارف.
وخلال الشهر الحالي استهدفت طائرات مسيرة تتهم قوات الدعم السريع بإطلاقها محطات توليد الكهرباء والمياه في عدة ولايات سودانية مما أثر على إمداد الطاقة في تلك المناطق وما حولها وخلف أضرارًا في البنى التحتية.
وقالت اللجنة في تقرير بعنوان (تصاعد الهجمات على البنية التحتية المدنية الحيوية وسط تصاعد القتال)، إن هذه الهجمات تسببت في أضرار جسيمة وعرضت الفرق الفنية التي تعمل على تشغيل هذه المرافق وصيانتها للخطر. كما أثرت بشدة على توفر الخدمات الحيوية للسكان المدنيين.
فيما قالت رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، دورسا ناظمي سلمان: «إننا نشهد نمطًا مقلقًا من الهجمات على البنية التحتية المدنية الحيوية التي تعد ضرورية للغاية لبقاء الناس على قيد الحياة».
وأضافت «نحن ندعو جميع الأطراف بشكل عاجل إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والتزاماتها في جدة وحماية هذه المرافق الحيوية».
وذكرت أن الهجمات على البنية التحتية المدنية الحيوية أدت إلى تعطيل الوصول إلى المياه النظيفة والكهرباء لملايين السودانيين، مما يؤثر على تعطيل الخدمات الأساسية بشكل كبير وعلى الرعاية الصحية الحرجة، حيث تعد إمدادات الكهرباء والمياه ضرورية للعمل السليم للمستشفيات.
وتابعت «كما يؤدي نقص الوصول إلى المياه النظيفة إلى تقويض الصحة العامة، مما يزيد بشكل كبير من خطر تفشي الكوليرا والأزمات الصحية الأخرى».
الالتزام بإعلان جدة
وشددت على أنه يتعين على الأطراف المتقاتلة اتخاذ تدابير فورية لحماية البنية التحتية المدنية الحيوية، مثل المستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، منوهةً إلى أن هذا التزامهم بموجب القانون الإنساني الدولي والتزام قطعوه من خلال إعلان جدة في مايو 2023.
ولفتت إلى أنه ما لم يتم اتخاذ مثل هذه التدابير بسرعة، فإن المدنيين المتضررين بشدة من الصراع معرضون لخطر فقدان الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وأوضحت أنه بموجب القانون الإنساني الدولي، فإن البنية التحتية الأساسية، مثل محطة الطاقة أو مرفق المياه، هي هدف مدني ويجب حمايتها من الهجمات المباشرة وآثار الأعمال العدائية.
وواصلت «يجب على أطراف النزاع بذل كل ما في وسعهم لتجنب إتلاف البنية التحتية الأساسية أو تعريضها للخطر أثناء الأعمال العدائية».
وأحدثت الحرب في السودان دمارًا هائلاً في البنى التحتية، فقد شملت الخسائر بنى أساسية مادية كالجسور والسدود وشبكات نقل الكهرباء والمياه والوقود والاتصالات والمنشآت الصحية والتعليمية والمباني العامة والقطاعات الإنتاجية والصناعية والأسواق، إضافة إلى دمار منازل وممتلكات المواطنين، وتكلفة التدهور والتلوث البيئي.