آمال بالعودة من عالم محطم تغمر أهالي «السريحة وأزرق» بشمال الجزيرة

ملاذ حسن

ملاذ حسن

8 فبراير 2025 – يأمل آلاف النازحين من قريتي السريحة وأزرق الموجودين بمنطقة التكينة التابعة لمحلية الكاملين شمال ولاية الجزيرة وسط السودان، في العودة إلى مناطقهم قريبًا، على أمل فتح صفحة جديدة في حياة آمنة، ونسيان مآسي أكتوبر الماضي، حين هاجمتهم قوات الدعم السريع، وقتلت وجرحت المئات منهم.

ولد أمل العودة لهؤلاء الفارين، بعد سيطرة الجيش على الكاملين، حيث اتخذوا منطقة التكينة ملاذًا لهم، رغم أنهم، بالإضافة إلى سكان التكينة، اضطروا في مرات عديدة للتصدي لهجمات الدعم السريع، بأنفسهم، حيث فقد أهالي التكينة حوالي 60 شخصًا منهم في هذه المواجهات، حسبما قال مصدر من المنطقة لـ«بيم ريبورتس».

فيما قال مصدر من قرية أزرق لـ«بيم ريبورتس» إن المنطقة تعرضت لدمار كامل وجفت كل أراضيها الزراعية.

وأشار إلى أن الزراعة توقفت منذ نهاية عام 2023، بينما تم تخريب كل مولدات الكهرباء وألواح الطاقة الشمسية وبيارات المياه وطواحين الدقيق، كما تم تخريب البنى التحتية بالكامل حيث أحُرِقت المساجد وانهارت غالبية المنازل بسبب انغمار مياه قنوات الري المحيطة بالمنطقة.

ونبه إلى أن الجيش والمستنفرين من المنطقة، وجهوا المواطنين بعدم الرجوع إلى السريحة وأزرق، رغم خلوها من الدعم السريع حاليًا، مشيرًا إلى أن سبب ذلك حتى يتمكنوا من بدء عمليات الصيانة وترميم المنازل والمنطقة، ومن ثم بعدها يبدأ تحرك المواطنين الموجودين في القرى القريبة على المنطقة بعد صيانة الكهرباء.

ونوه إلى أن قائد الدعم السريع في المنطقة (عمر شارون) كان يطلب من المواطنين مبلغ ملياري جنيه سوداني لتشغيل الكهرباء.

هجمات دامية على أزرق والسريحة


في 20 أكتوبر 2024 بدأت الدعم السريع في شن حملات عنف واسعة على سكان قرى شرق وشمال الجزيرة، بعد انشقاق قائدها السابق، أبوعاقلة كيكل، وانضمامه إلى الجيش السوداني.

وتسببت حملات الدعم السريع في مقتل وإصابة المئات وفرار الآلاف، من قريتي أزرق والسريحة، فيما واجه أهالي التكينة وعدد من القرى هذه الهجمات بالقتال، بما في ذلك أهالي قريتي السريحة وأزرق، حسبما قال مصدر من المنطقة لـ«بيم ريبورتس».

وقال المصدر إن سكان قريتي السريحة وأزرق نصبوا ارتكازات لحماية المنطقة، خاصة جهات قرية أزرق، مما دفع الدعم السريع للتراجع ثلاث مرات من قرية أزرق وشن هجوم رابع على السريحة باتجاه مغاير لاتجاه أزرق.

وأوضح المصدر أن أول هجوم تعرضت له قريتا السريحة وأزرق كان في شهر فبراير 2024 واستمر ليومين وسقط خلاله 11 قتيلًا من أزرق في اليوم الأول، و12 قتيلًا من القريتين في اليوم الثاني، 7 من أزرق و5 من السريحة.

ولفت إلى أن قوة الدعم السريع التي هاجمت المنطقتين لم تتمكن من الدخول لهما بالعربات القتلية والدراجات النارية، قبل أن يشير إلى دخول أفراد مشاة منهم وتمكنهم من قتل مواطنين أثناء دفاعهم عن المنطقة، وأكد مقتل أفراد الدعم السريع الذين تسللوا إلى القرية في هذا الهجوم، وتراجع الباقين.

وأضاف «المواجهة الثانية كانت في شهر مايو 2024 خارج القريتين وسقط فيها 6 مواطنين».

إخلاء القريتين بعد هجوم واسع من الدعم السريع

وذكر أن أقسى هجمات تعرضت لها أزرق والسريحة وبعدها انسحب المواطنون من المنطقة، كانت في 19 أكتوبر بأزرق و21 أكتوبر في السريحة وقتل فيها أعداد كبيرة من المدافعين عن المنطقة ـ لم يتمكن من إحصائهم ـ بعد إسناد قوة من الدعم السريع بمنطقة كاب الجداد لمقاتليها بالعتاد والأسلحة الثقيلة مما تسبب في تراجع المواطنين تجاه التكينة والقرى المجاورة.

وأشار المصدر إلى أن الهجوم الأخير للدعم السريع حمل أهالي قرية أزرق على حماية الأطفال والنساء حتى الخروج بسلام، فيما ذهب آخرون إلى قرية السريحة المجاورة، في محاولة لحمايتها.

ولفت المصدر إلى أنه بنهاية هجمات الدعم السريع على المنطقتين ودخول الدعم السريع إليها، وجدوا كافة أهالي القريتين خارجها حيث انسحبوا إلى قرية التكينة تاركين القرى لهم.

وتابع المصدر «في أزرق عند دخول الدعم السريع للمنطقة لم يجدوا بها غير رجل واحد وقد خرج من المنطقة لاحقًا». مضيفًا «من وقتها لم يتبق في القريتين سوى المتحالفين مع الدعم السريع».

وخلال الأسبوع الماضي سيطر الجيش السوداني، على قرى ومناطق شرقي الجزيرة (رفاعة، والهلالية، وود راوة، وتمبول)، بالإضافة إلى مدينتي الحصاحيصا- والكاملين شمالًا، فيما يخوض معارك مع الدعم السريع في البلدات المتاخمة للخرطوم.

وتأتي تحركات الجيش في قرى ومحليات الجزيرة المختلفة بعد استعادته عاصمة الولاية، مدينة ود مدني، بتاريخ 11 يناير الماضي وعدد من الأحياء والمواقع العسكرية شمال ووسط الخرطوم، بالإضافة إلى مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان.

التكينة ملاذ نازحي أزرق والسريحة

وقال أنور التكينة، وهو من مواطني المنطقة التي تبعد حوالي 70 كيلو مترًا من العاصمة السودانية الخرطوم، إن الجيش السوداني بسط سيطرته على التكينة بشكل كامل أمس الأربعاء.

وأضاف أن سكان أكثر من 20 قرية من المناطق المحيطة بالتكينة، قد نزحوا إليها، بينهم عشرات الآلاف من قريتي السريحة وأزرق بعد اجتياح الدعم السريع لها في أكتوبر الماضي.

وأوضح أن أهالي التكينة وفروا لهؤلاء النازحين السكن والإيواء والعلاج بالجهد الذاتي عبر تبرعات أبناء التكينة بالخارج.

وقال التكينة إن عدم عودة نازحي قرى السريحة وأزرق سببه نهب كل مدخراتهم بالكامل في القريتين، بالإضافة إلى الدمار الواسع، مؤكدًا على خلو القريتين بالكامل من الدعم السريع حاليًا.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع لم تتمكن من الدخول إلى التكينة إبان سيطرتها على المنطقة، لكنها ظلت تشن عليها هجمات متفرقة، تصدى لها الأهالي.

كما أكد مقتل 60 شخصًا من منطقته واصابة آخرين خلال المواجهات مع قوات الدعم السريع، كان آخرهم الأسبوع الماضي.

ونبه إلى أن المنطقة، طوال هذه الفترة، كانت تشهد مناوشات بين الدعم السريع وأهاليها، مضيفًا أن الحي الغربي تعرض للنهب والسرقة بالكامل.

وتمكن الجيش السوداني،الأربعاء، من السيطرة على عدد من القرى بمحلية الكاملين من قوات الدعم السريع التي اتجهت ناحية مناطق جنوبي العاصمة الخرطوم (جبل أولياء، والباقير، وسوبا).

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع