تقارير صحفية: روسيا تسعى لتفعيل قاعدة عسكرية في ليبيا على الحدود مع السودان وتشاد

14 فبراير 2025 – قالت وكالة إيطالية إن روسيا توسع وجودها في ليبيا بإعادة تفعيل قاعدة « معطن السارة الجوية» على الحدود مع تشاد والسودان.

وأوضحت الوكالة أن الخطوة تعتبر بداية مرحلة جديدة من التوسع الروسي في القارة الإفريقية، بعد خسارة مواقع في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد.

وكشفت في تقرير أن روسيا أرسلت في ديسمبر 2024، مجموعة من الجنود السوريين الفارين من هيئة تحرير الشام لإعادة تأسيس القاعدة، بهدف تحويلها إلى نقطة استراتيجية للعمليات العسكرية في أفريقيا، لإمداد مالي وبوركينا فاسو بشكل مباشر، وربما السودان.

ولفتت إلى أن موسكو كثفت تدخلها في ليبيا، حيث تنقل المعدات العسكرية عبر عشرات الرحلات الجوية بين بنغازي وقاعدة اللاذقية في سوريا.

وأضافت أنه في الأشهر الأخيرة، وسعت موسكو حضورها في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، وعززت عملياتها في قواعدها الجوية الأربع الرئيسية: قاعدة الخادم في شرق البلاد؛ وقاعدة الجفرة في الوسط؛ وقاعدة براك الشاطئ، جنوب غرب سبها، عاصمة منطقة فزان؛ وقاعدة القردابية في سرت في المنطقة الشمالية الوسطى.

وتحتضن هذه القواعد مجموعة متنوعة من المعدات العسكرية، بما في ذلك الدفاعات الجوية ومقاتلات ميج 29 وطائرات بدون طيار، وتديرها مجموعة مختلطة من العسكريين الروس ومرتزقة مجموعة فاغنر، بعيدًا عن إشراف السلطات الليبية بحسب الوكالة الإيطالية.

وأصبحت روسيا مثار جدل الفترة الماضية بسبب توسعها المستمر في إفريقيا حيث أشارت تقارير صحفية من مواقع أمريكية وإيطالية إلى معلومات جديدة عن تعزيز موسكو وجودها العسكري في ليبيا من خلال إعادة تفعيل قاعدة معطن السارة الجوية، الواقعة بالقرب من الحدود مع السودان وتشاد.

ومنذ سنوات تبذل روسيا جهودًا دبلوماسية في إفريقيا سعيًا لتكون بديلًا للقوى الغربية، وفي حين تواجه عزلة دولية وتبحث عن تشكيل تحالفات جديدة، ضاعفت روسيا جهودها منذ أطلقت هجومها على أوكرانيا في فبراير 2022.

وفي السياق عززت عدد من التقارير المعلومات المذكورة، تقرير نوفا، بينها تقرير جيوسياسي مفتوح المصدر لوكالة أوراسيا الخاصة الإيطالية وتقرير لمجلة ADF الأمريكية.

ووفقًا لوكالة أوراسيا، فإن التقارير الواردة من المعلومات المتاحة للجمهور تظهر زيادة في رحلات الشحن بين القواعد الروسية في سوريا وليبيا منذ ديسمبر 2024 كما أنها نقلت أفرادًا، بما في ذلك منشقون عسكريون سوريون، ومعدات لاستعادة وتوسيع قاعدة معطن السارة الجوية.

وتشمل جهود إعادة الإعمار إصلاح المدرجات، وإنشاء مرافق التخزين، وتعزيز القدرات اللوجستية.

وبحسب الوكالة، فقد اكتسبت قاعدة معطن السارة، التي استخدمت في الأصل خلال الحرب الليبية التشادية في الثمانينيات، أهمية متجددة بسبب قربها من منطقة الساحل.

وفي أعقاب انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، أعادت روسيا تموضع الأصول العسكرية من قواعدها السورية إلى ليبيا، حيث اعتبرت البلاد بوابة إلى أفريقيا، مضيفاً أن انخراط موسكو المتزايد مع القبائل الليبية في الجنوب يعزز قوتها الإقليمية، ويحسن التنسيق اللوجستي عبر منطقة الساحل.

أيضًا كشف التقرير الذي صدر في الرابع من فبراير الجاري عن نشر القوات المسلحة الروسية شركة عسكرية خاصة تم تشكيلها حديثًا تسمى (الفيلق الإفريقي) في مناطق رئيسية في ليبيا، ويمتد وجودها من ضواحي طرابلس إلى قاعدة هاروبا العسكرية في الشرق، مما يوفر مرونة تشغيلية في جميع أنحاء المنطقة بحسب التقرير.

وأشارت الوكالة إلى أن طريق الإمداد المستمر من ليبيا إلى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعزز قدرة موسكو على دعم الحكومات الحليفة عسكريًا، مما يدعم دورها كشريك أمني بديل.

وأردف هناك أيضا خطر جيوسياسي متزايد يتمثل في حدوث صدام مباشر بين الاتحاد الروسي والغرب في شمال إفريقيا، وخاصة في ظل الضغوط المتزايدة على المصالح الأوروبية في المنطقة، بما في ذلك إمدادات الطاقة.

وفي السياق نفسه، قالت مجلة ADF الأمريكية قبل يومين إنه على الرغم من أن حرب موسكو مع أوكرانيا هي التحدي العسكري الرئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتن، لا يزال هناك 800 إلى 1200 مرتزق روسي في ليبيا، ويسيطر العديد منهم على مرافق إنتاج النفط وشبكات التهريب، فضلاً عن الموانئ الرئيسية، مما يمنح موسكو مراكز لوجستية يمكن الاعتماد عليها، وذلك وفقًا للمجلس الأطلسي.

ونقلت المجلة عن زميلة الأبحاث في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، كيارا لوفوتي و المديرة المساعدة لبرنامج شمال إفريقيا في المجلس الأطلسي، أليسا بافيا قولهما : «يوضح وجودهم المستمر قناعة الكرملين بأن شمال إفريقيا والشرق الأوسط منطقة ذات أهمية حيوية، مع موارد هائلة غير مستغلة يمكن أن تساعد اقتصاد روسيا في الأمد البعيد».

موسكو «بردت» علاقاتها مع حميدتي بعد وفاة زعيم فاغنر وطورت علاقات أوثق مع البرهان

كذلك أشار تقرير وكالة نوفا الإيطالية إلى أن موسكو نأت بنفسها عن قوات الدعم السريع، المجموعة شبه العسكرية السودانية التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وأوضح أنها طورت علاقات أوثق مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، في حين بردت العلاقات مع حميدتي بعد وفاة زعيم مجموعة فاغنر، يفجيني بريجوزين، الذي حدث في عام 2023. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن الروس لا يعارضون تدفق الإمدادات من الأراضي الليبية إلى قوات حميدتي.

ولا تزال المحادثات جارية بين الخرطوم وروسيا لإنشاء قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر والتي تم التوقيع على انشائها منذ نوفمبر 2020 ويفترض أن تستوعب القاعدة ما يصل إلى أربعة سفن بحرية روسية في آن واحد بحيث لا يتجاوز عدد الأفراد العاملين فيها 300 شخص.

ولفت التقرير إلى تمكن الروس من تكوين تحالفات مع القبائل المحلية، خاصة تلك التي تسيطر على المناطق الحدودية، لتعزيز موقعهم الاستراتيجي والوصول إلى الثروات الطبيعية، مثل مناجم الذهب في جبال كالانجا، حيث تشكل هذه المناجم، الواقعة في منطقة تسيطر عليها قبائل التبو، أصلًا قيمًا لروسيا، التي كثفت وجودها في المنطقة.

وكشف عن توجه قافلة عسكرية كبيرة مؤخرًا من لواء طارق بن زياد – التابع لرئيس أركان القوات البرية للجيش الوطني الليبي، صدام حفتر – إلى معطن السارة لتأمين المنطقة وحماية الطرق المؤدية إلى السودان، بما في ذلك توريد الأسلحة والوقود من ميناء طبرق في شمال شرق ليبيا إلى السودان.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع