14 فبراير 2025- قال مصدر صحفي تحدث إلى «بيم ريبورتس» من مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض جنوب العاصمة الخرطوم، إن قوات الدعم السريع اعتقلت ثلاثة مواطنين بالحي الثاني «حي الشرفاء» غرب مستشفى القطينة، اليوم الجمعة، وطالبت أهاليهم بدفع فدية مالية قدرها 200 مليار جنيه مقابل كل شخص، لإطلاق سراحهم، مهددةً بقتلهم حال تأخر الدفع.
وتستبيح قوات الدعم السريع المنطقة منذ مطلع الأسبوع الماضي، بحسب مصادر متطابقة تحدثت معها «بيم ريبورتس» شملت قرى ومدن بمحليتي القطينة ونعيمة.
والقطينة إحدى محليات ولاية النيل الأبيض، وتضم أربع وحدات إدارية رئيسة، هي: وحدة القطينة شمال، ووحدة الشيخ الصديق، ووحدة نعيمة الإدارية، ووحدة الكوة تقع في أقصى شمالي الولاية على الحدود مع الخرطوم.
وقال المصدر إن طائرات حربية تابعة للجيش السوداني شنت نحو ست غارات جوية على مواقع متفرقة في مدينة القطينة، بالتزامن مع انتهاكات «الدعم السريع»، مما أثار حالة من الذعر وسط السكان. وأوضح المصدر أنّ عناصر «الدعم السريع» تمنع المواطنين من مغادرة منازلهم في أعقاب كل ضربة جوية، وتتهم المتجولين بأنهم يتبعون لـ«استخبارات الجيش».
والأسبوع الماضي، أطلق الجيش عملية عسكرية في شمال النيل الأبيض، وسيطر على عدة بلدات في الطريق إلى القطينة.
ولفت المصدر إلى أن قوات الدعم السريع ما تزال تغلق الطريق الرئيس الذي يربط مدينة القطينة بمدن النيل الأبيض الأخرى وبالخرطوم، وتمنع المواطنين من السفر إلى مناطق سيطرة الجيش، فيما يغلق الأخير طريق القطينة – الدويم الرئيس، بحسب المصدر.
ومنذ الأسبوع الماضي، تنفذ قوات الدعم السريع عمليات نهب واعتداء وإغلاق للمرافق الطبية والعامة داخل مدينة القطينة التي تسيطر عليها منذ أواخر ديسمبر 2023، مما دفع المواطنين في المدينة والقرى المجاورة لها وبمحلية نعيمة إلى النزوح إلى مناطق أخرى داخل ولاية النيل الأبيض، هربًا من انتهاكاتها – بحسب المصدر المحلي.
وأكد المصدر استمرار عمليات النهب والسرقة في مدينة القطينة من قبل عناصر «الدعم السريع». وأشار إلى أن مستشفى القطينة الذي كانت قد أغلقته نهاية الأسبوع الماضي، فتح أبوابه، قبل أن يلفت المصدر إلى عدم وجود طواقم طبية بالمرفق، وامتناعهم عن العمل بسبب الوضع الأمني.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يشهد الوضع في محلية القطينة تدهورًا مستمرًا بسبب انعدام المواد الغذائية وإغلاق السوق، في ظل استمرار انقطاع الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت.
قتلى وجرحى في قريتين
1والأحد الماضي، قتل وأصيب عشرات المواطنين في هجمات لقوات الدعم السريع على قرية «ود جار النبي» في أقصى شمالي ولاية النيل الأبيض المجاورة للعاصمة السودانية الخرطوم، وسط أوضاع أمنية مضطربة، حسب ما قال مصدر من المنطقة لـ«بيم ريبورتس».
وقبل يومين، قال مصدر من «الجمالاب» لـ«بيم ريبورتس» إن القرية شهدت حركة نزوح جماعي للمواطنين إلى جزيرة في النيل الأبيض تقع غربي المنطقة، فيما نزح آخرون إلى قرى (الشاتاوي، وود نمر، والقليعة)، بعد الحملات التي شنتها «الدعم السريع» على المنطقة.
وكشف المصدر نفسه عن مقتل نحو عشرة مواطنين من «الجمالاب» برصاص «الدعم السريع» خلال اليومين الماضين، بينهم طفل، بعد رفضه تسليم مواشي له، إلى أفراد من «الدعم السريع» عند «كمبو المنطقة» بالقرب من قرية «القراصة»، فيما ذُبح أربعة آخرون، وقضى مثلهم نحبهم في غارة جوية شنها الجيش السوداني على المنطقة.