في الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة العامة .. متى يُنصَف شهداء المجزرة؟

“نحن نتمسك بحقنا في عدم الإفلات من العقاب، ومحاسبة كل المتورطين، ابتداءً بمن أصدر الأوامر إلى منفذي المجزرة. وستظل الذاكرة السودانية متقدة وتُورث هذه المعلومات جيلاً بعد جيل، حتى لا يتكرر الحدث”، يقول فرح عباس والد الشهيد عباس، الذي كان أحد ضحايا فض اعتصام القيادة العامة بالخرطوم في 3 يونيو 2019م.

ويرأس فرح، منظمة أسر الشهداء، التي تضم في عضويتها عدداً من ذوي عائلات الضحايا، حيث تسعى إلى تحقيق العدالة لجميع أولئك الذين قتلوا بأيدي قوات الأمن إبان فض اعتصام القيادة العامة، وجميع أولئك الذين قتلوا منذ ثورة ديسمبر في عام 2018م.   

وتمر يوم الجمعة 3 يونيو، الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن ولائية أخرى، في 3 يونيو 2019م، في خضم مأساة مستمرة يزيد من حدتها الإفلات من العقاب وغياب العدالة، قبل أن تصل ذروتها بانقلاب الجيش في 25 أكتوبر الماضي، الذي قضى حتى على تلك الآمال البسيطة بتحقيق العدالة.

يقول فرح عباس لـ(بيم ريبورتس): “مورست في مجزرة الاعتصام كل الشنائع في انتهاك حرمة الدم السوداني من حرق الناس في الخيام، ورمي الجثث في النيل، والاغتصابات، بلغ عدد الشهداء في ليلة المجزرة 203، وزادت الأعداد ، عقب اكتشاف المقابر الجماعية و تكدس الجثث في المشارح، إلى 2500 شهيد”. 

تدعم إفادة فرح حول أعداد ضحايا مجزرة فض اعتصام القيادة العامة عدد من الشواهد حول المفقودين والمختفين قسرياً، وفي هذا السياق، تقول المحامية رنا عبد الغفار، في إفادتها لـ(بيم ريبورتس) أنه من الصعب تحديد عدد المفقودين، وذلك لأن الأعداد المحصورة هي للمفقودين الذين تم الإبلاغ عنهم من قبل ذويهم.

وتضيف: “هناك الكثير من الأشخاص الذين كانوا في الاعتصام من المشردين أو أولئك القادمين من مناطق وقرى بعيدة، لم تصل أي معلومات من ذويهم”. 

وتسرد رنا، قصة أحد حالات المفقودين، حينما كانت موكلة عن بعض الأشخاص الذين تم اعتقالهم وايداعهم السجون بعد المجزرة، وكان من بينهم طفل في الخامسة عشرة من العمر، قدم إلى الاعتصام من قرية بقرب منطقة بارا، وكان متهماً برفقة آخرين بقتل عسكري. 

وتروي رنا، انه “بعد المرافعة عنه وخروجه من السجن عانيت كثيراً حتى أصل إلى ذويه في تلك القرية الواقعة بولاية شمال كردفان”.

المئات من الضحايا خلفتهم الحادثة الأكثر مأساوية في خضم ثورة ديسمبر المجيدة، ما بين قتيل وجريح ومفقود، ما زالت العديد من الجهات تعمل على حصرهم أملاً في تحقيق العدالة والإنصاف لهم ولعائلاتهم وذويهم.

انفوجرافيك

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع