مصادر طبية ومتطوعون في «كوستي»: إصابة ما يزيد على 600 فرد بالكوليرا في المدينة

20 فبراير 2025– تعيش مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض وضعًا صحيًا مأساويًا، لليوم الثاني على التوالي، بعد وصول مئات الحالات المشخّصة بمرض الكوليرا إلى مستشفى المدينة الرئيس، لا سيما بعد منتصف ليل الأربعاء.

ويفترش مئات المرضى في باحة المستشفى وحوله وتحت ظلال الأشجار، بسبب امتلاء مركز العزل، فيما فضّل عديد من المرضى أخذ المحاليل الوريدية داخل سياراتهم الخاصة أمام المستشفى – بحسب مصادر طبية ومتطوعين بمستشفى «كوستي» التعليمي تحدثت إليهم «بيم ريبورتس».

وأفدات المصادر –عددهم ثلاثة أشخاص– بتفشي الكوليرا في مدينة «كوستي». وأشارت، في معلومات متطابقة، إلى أن عدد الإصابات تجاوز 600 مريض، منذ صباح اليوم فقط، فيما أكد أحد المصادر وفاة نحو خمس حالات مساء أمس الأربعاء، واستقبال نحو 650 حالة منذ مساء أمس وحتى الحادية عشر صباحًا اليوم.

وأرجعت المصادر سبب تزايد الحالات إلى شربهم مياهًا يُعتقد أنها ملوثة، ويستقيها المواطنون من باعة جائلين يجلبونها من النيل الأبيض، في أعقاب أزمة المياه التي ضربت المدينة خلال الفترة الماضية.

وبحسب المصادر، فقد أغلق مستشفى «الأندلس» الخاص بكوستي وعُقّم أمس، بعد استقباله ما يزيد على 20 حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا، وما يزال المستشفى يستقبل مزيدًا من الحالات بعد زيادة الضغط على المستشفى الرئيس بالمدينة.

والأحد الماضي، اتهم الجيش السوداني، في بيان، قوات الدعم السريع باستهداف محطة «أم دباكر» للكهرباء بمدينة «ربك» بولاية النيل الأبيض. وقال بيان الجيش إن «الدعم السريع» استهدفت عددًا من المرافق بـ«استخدام مختلف الأسلحة التي تزودها بها دولة الإمارات لقتل الشعب السوداني وتدمير مقدراته» – بحسب البيان.

ومنذها تعاني أغلب مناطق ولاية النيل الأبيض أزمة مياه حادة بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف محطات توليد الكهرباء، لا سيما مدينة كوستي.

وذكرت المصادر أن بعض الحالات تعافت تمامًا وخرجت من المستشفى، فيما دخلت حالات جديدة، مشيرين إلى أن التدخلات الجارية لا تكفي لاستيعاب كل هذه الحالات.

وقالت المصادر إن المدير الطبي والمدير العام لمستشفى «كوستي» ووزير الصحة بالولاية استنفروا الطواقم الطبية اليوم، فيما أخلي قسم الطوارئ وأصبح مركزًا لعزل المصابين، مشيرين إلى أن الحالات كثيرة وتفوق طاقة المستشفى، قبل أن يضيفوا: «لكن الأطباء يبذلون ما بوسعهم».

وأوضحت المصادر أن حكومة الولاية ووزارة الصحة والمحلية وقفوا على الحالات بالمستشفى اليوم. وأشارت المصادر إلى أن بعض المنظمات الطوعية والأهلية في المدينة بدأت تناشد المواطنين بتوفير وجبات وعصائر للمرضى ومرافقيهم بالمستشفى.

ونوّهت المصادر بأن سوق «كوستي» ما يزال يعمل على «تدهور الوضع الصحي في المدينة»، كما يعمل الباعة وأصحاب المحلات التجارية ومحلات بيع الأطعمة حول المستشفى، مطالبين بضرورة إيقافها.

وذكر أحد المتطوعين أن أدوية الطوارئ انتهت وأن المحاليل الوريدية أصبحت تُشترى من خارج المستشفى.

وكانت ولاية النيل الأبيض تعاني وباء الكوليرا الذي انتشر في مناطق (الجبلين، والدويم، والكوة، وربك، وكوستي)، منذ أكتوبر 2024، فيما فُتحت مراكز لعزل المصابين، لكن منذ أمس الأربعاء، تفشى الوباء في مدينة «كوستي» واستقبل المستشفى مئات الحالات، خاصةً منذ الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الأربعاء.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع