24 فبراير 2025 – قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، في تصريح لـ«بيم ريبورتس» إن المكونات المسلحة الموقعة على ميثاق نيروبي مع «الدعم السريع» ستعمل على تطويره إلى اتفاق أمني – عسكري، لافتةً إلى أن الجوانب المدنية في الاتفاق ستبقى كما هي، وذلك ردًا على سؤال عما إذا كان الاتفاق سياسيًا فقط أم سيكون تحالفًا عسكريًا أيضًا. لكنها عادت وقالت إن الحديث عن ذلك «سابق لأوانه»، لافتةً إلى أن العملية تتطلب إجراءات وتستغرق زمنًا.
وعلى الصعيد العسكري، صرحت الحركة الشعبية لـ«بيم ريبورتس» على لسان رئيس لجنة الإعلام بمجلس التحرير القومي للحركة جاتيقو أموجا دلمان، بأنها استعادت منطقة «الكرقل» بجنوب كردفان من الجيش، بعد ثلاث ساعات من دخوله إليها، وطردته إلى مدينة «الدشول» الواقعة على بعد نحو 43 كيلومترًا شمال شرق مدينة «كادوقلي»، أمس الأحد – بحسب إفادته.
وكان رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، عبد العزيز الحلو، قد قال، خلال الجلسة الافتتاحية لـ«المؤتمر التأسيسي»، في نيروبي، الثلاثاء الماضي، إن الفعالية المنعقدة تهدف إلى «تأسيس أكبر جبهة مدنية داعمة للتحول المدني الديمقراطي والتنمية والازدهار»، فضلًا عن «وضع أسس متينة لإنهاء معاناة المواطنين وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات الغذائية إلى المحتاجين»، فيما وقّع نائبه، السبت، على ميثاق تأسيس الحكومة المقرر تشكيلها في مناطق سيطرة «الدعم السريع».
وقال دلمان إن الحديث عن دمج الفصائل العسكرية الموقعة على الميثاق «حديث سابق لأوانه»، لافتًا إلى أن الوثيقة تحدثت عن تكوين «جيش وطني واحد ومهني يتجاوز تعدد القوات والجيوش والمليشيات»، قبل أن يضيف أن دمج أيّ قوات يتطلب إجراءات وأنها عملية تحتاج إلى زمن، لكنه عاد وقال: «في الأصل المقصود أن يكون هناك جيش واحد يحمي السلطة المرتقبة».
وذكر مسؤول الإعلام بالحركة أن هناك «معطيات كثيرة وظروف موضوعية» أدت إلى أن يكون يوم السبت الذي شهد توقيع عدد من القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة على ميثاق لتشكيل حكومة موازية مع «الدعم السريع» يومًا «مهمًا وتأسيسيًا»، واصفًا الميثاق بـ«التاريخي».
وأوضح دلمان أن القوى السياسية الموقعة –أكتر من 28 تنظيمًا وحركة مسلحة– بذلت جهودًا كبيرة لإيجاد مخرجٍ وحلٍ للأزمة في السودان، لافتًا إلى أن التقارب بينها جاء نتيجة لتجارب كل طرف من الأطراف في الصراع في السودان.
وأشار دلمان إلى أن جميع الأطراف الموقعة على الميثاق في نيروبي توصلت إلى أن «المركز يعتمد على مشروعية العنف ولا يريد أن يتغير ولا يريد أيّ تحول ديمقراطي». وأضاف أن «الحكومة في بورتسودان مختطفة من قبل الحركة الإسلامية وهي نفسها التي أشعلت الحرب» – حسب قوله.
وأوضح دلمان أن الفترة القادمة ستشهد تشكيل حكومة، لافتًا إلى أن من أولوياتها إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وحماية المدنيين من «الغارات الجوية والهجمات المتكررة من الجيش السوداني»، بالإضافة إلى توفير الخدمات – وفق ما ذكر.
وذكر مسؤول الإعلام في الحركة الشعبية أن «الصراع مع حكومة المركز سيظل مستمرًا»، قائلًا إنها «حشدت كل أصحاب الامتيازات التاريخية وكل المستفيدين من أوضاع الهامش والمتطرفين من الحركة الإسلامية وأعضاءها في كل الدول، واستقطبت أصدقاءها من دول أخرى ممن لديهم عداء معروف مع الشعب السوداني»، مضيفًا أنها بذلك «تريد حربًا كاملة وطويلة لتعود إلى السلطة». «وهي بالفعل عادت إلى السلطة» – أردف دلمان.
واستشهد دلمان بالتعديلات التي أجازتها الحكومة على في الوثيقة الدستورية قبل أيام، وعدّها «وثيقة لعودتهم [يقصد الإسلاميين] إلى السلطة». وتوقع أن يكون «الصراع مع المركز صراعًا باهظ الثمن وصعبًا»، مضيفًا: «ولكنه صراع حتمي». «لا بد من إزالة النظام السابق وتدمير بنية السودان القديم وتأسيس سودان جديد ديمقراطي علماني» – شدد دلمان.
التحول من الدفاع إلى الهجوم:
وفي السياق العسكري، توقع دلمان أن تشهد المرحلة المقبلة «هزائم متتالية للجيش السوداني في جنوب كردفان»، مشيرًا إلى أنّ «الجيش الشعبي سينتقل إلى محطة الهجوم بدلًا من وضعية الدفاع التي كان يتخذها منذ بداية الحرب». وتوقع اندلاع «معارك شرسة» في الفترة المقبلة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، مضيفًا أن نتيجتها «ستكون في مصلحة الجيش الشعبي لتحرير السودان».
وتتواصل معارك الجيش السوداني والحركة الشعبية منذ عدة أسابيع في مناطق حول «الدلنج» و«كادوقلي» بجنوب كردفان، ويتبادل الاثنان المزاعم بشأن المبادرة بالهجمات والسيطرة الميدانية.

أخبار بيم
«الخارجية السودانية» تدين قصف إسرائيل مستشفى في «قطاع غزة»
الخرطوم، 18 أكتوبر 2023 – أدانت وزارة الخارجية السودانية، الأربعاء، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، والذي أدى لمقتل أكثر من «500»