مصادر: مساع لتهدئة التوترات الأمنية والعسكرية بين فرقاء جنوب السودان

5 مارس 2025 – أكدت ثلاثة مصادر من جنوب السودان لـ«بيم ريبورتس» بينهم صحفيان ومواطن استمرار التوتر الأمني في عاصمة البلاد جوبا لليوم الثاني على التوالي والعسكري في مناطق أعالي النيل، وذلك بعد اعتقال مسؤول عسكري كبير في الحركة الشعبية المعارضة بقيادة نائب الرئيس رياك مشار.

من جانبه، اتهم وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الحركة الشعبية في المعارضة باختراق اتفاق السلام المنشط.

وقال في مؤتمر صحفي اليوم في جوبا إن الرئيس كير لا يزال ملتزما بعملية تنفيذ اتفاق السلام حتى قيام الانتخابات وأنه لن يسمح بإعادة البلاد إلى الحرب.

ودعا الوزير الحركة الشعبية في المعارضة بتوجيه قواتها ودعوتها إلى بالانسحاب من الناصر والالتزام بتتفيذ الاتفاقية.

وقالت مصدران من بين المصادر الثلاثة إن الوضع العسكري في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل ما يزال متوترًا.

وأفادت المصادر كذلك باعتقال بعض قادة المعارضة من حركة مشار بجانب الانتشار الأمني الكثيف لقوات الأمن في بعض المناطق.

وأشار المصدر الأول وهو مصدر مطلع على القضية إلى وجود مساع وجهود جارية لتهدئة الأوضاع.

وأضاف «حتى الآن لا يوجد تطور جديد سوى التوترات القائمة بين أطراف اتفاق السلام من معارك ومواجهات في مدينة الناصر الى جانب اعتقال بعض القيادات العسكرية للمعارضة بالعاصمة جوبا».

فيما أكد المصدر الثاني توتر الأوضاع الأمنية في العاصمة جوبا حيث تم اعتقال بعض القادة في المعارضة، كما تم نشر قوات الأمن في بعض المناطق.

وقال المصدر الثالث إن العمليات العسكرية مستمرة في مدينة الناصر، مضيفًا «سمعنا إنها زاحفة على اتجاه ملكال».

وتوتر الوضع في دولة جنوب السودان بعد اندلاع احتجاجات في بعض المناطق بعد احتجاز السلطات لنائب رئيس هيئة الأركان غابرييل دوب لام، من قبل رئيس هيئة أركان الجيش.

واعتبرت الحركة الشعبية المعارضة التي يتزعمها النائب الأول للرئيس في بيان الإجراء انتهاكًا لاتفاقية السلام المنشطة.

ودعا البيان الرئيس سلفا كير والنائب الأول للرئيس ريك مشار وجميع قيادات البلاد إلى التدخل والإفراج الفوري عن الفريق أول غابرييل دوب لام لضمان الحفاظ على اتفاقية السلام التي وصفتها بالهشة.

وأضاف البيان «نحث كذلك جميع الأطراف على مواصلة استخدام كل الآليات المشتركة لضمان عدم انقطاع تنفيذ الاتفاقية، وتابع “يجب إعادة تنشيط مجلس الدفاع المشترك على الفور».

وأدان البيان بشدة الاحتجاز غير القانوني للجنرال غابرييل دوب لام وأي ترهيب قد يتعرض له الضباط الذين يواصلون الخدمة، مضيفًا «يجب على قيادات الأطراف اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان احترام اتفاقية السلام وحماية جميع الضباط العسكريين الكبار، وتجنب المزيد من الانتهاكات لبنود الاتفاقية».

وتقع مدينة الناصر في ولاية أعالي النيل في شمال شرق جنوب السودان، وهي واحدة من المدن الرئيسية في المنطقة. وتُعرف الناصر بأهميتها الاستراتيجية والتاريخية، حيث كانت مركزًا رئيسيًا خلال الحرب الأهلية في جنوب السودان.

كما تُعتبر الناصر مركزًا مهمًا لمجتمع النوير جيكاني، ولها أهمية تاريخية كأحد معاقل الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال النزاعات المختلفة.


وفي سبتمبر 2018 تم توقيع اتفاقية سلام لحل النزاع في جنوب السودان، والمعروفة باتفاقية السلام المنشطة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بين الحكومة بقيادة الرئيس سلفا كير والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار، بالإضافة إلى أطراف سياسية أخرى.

ومنذ التوقيع عليها واجهت تنفيذ الاتفاقية بعض الصعوبات عديدة خصوصًا فيما يتعلق ببنود الأمن وتقاسم السلطة وعدم اكتمال دمج القوات بسبب قلة الموارد وانعدام الثقة بين الأطراف واستمرار أعمال العنف في بعض المناطق، خاصة في ولايات أعالي النيل والاستوائية الكبرى.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع