20 مارس 2025 – يواجه مواطنو ونازحو محلية المالحة بولاية شمال دارفور ظروفًا صحية واقتصادية قاسية، زاد من شدتها العمليات العسكرية بين القوة المشتركة وقوات الدعم السريع على أبوابها. كما تعاني المحلية الحدودية والنائية كذلك من هجمات نفذتها قوات الدعم السريع عبر الطائرات المُسيرة ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا.
وقال مصدر محلي من محلية المالحة تحدث إلى «بيم ريبورتس» عبر شبكة الانترنت الفضائي «إستارلينك» إن الأوضاع الإنسانية والصحية والاقتصادية بالمدينة، متدهورة للغاية.
وأشار إلى أن محلية المالحة كانت تستضيف نازحين من دارفور والخرطوم منذ اندلاع الحرب بشكل مستمر، لافتًا إلى أنه كان يفد إليها يوميًا بين 3-4 أسر.
وأوضح أن بالمحلية 17 مركز إيواء للنازحين حاليًا، وقال إن المركز الواحد يأوي ما بين 30-40 أسرة.
وأوضح أن أعداد النازحين في ازدياد بعد اشتداد الحرب في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، موضحًا أنها أصبحت الملاذ الآمن من بين جميع محليات شمال دارفور.
وأضاف المصدر «قبل أكثر من شهر حدثت معارك في منطقة الحِلف غرب المالحة ووحدة مادو جنوبها بين الدعم السريع التي تسيطر عليها وبين القوة المشتركة مما تسبب في موجة نزوح جديدة في أواخر فبراير الماضي».
مستشفى واحد بلا إمكانيات
وفيما يتعلق بالجانب الصحي قال المصدر إن المنطقة يوجد بها مستشفى واحد ومركز صحي واحد فقط، موضحًا أن مستشفى المالحة يوجد به مدير طبي واحد ومساعدين فقط، فيما تفتقر للكوادر والإخصائيين.
ولفت إلى أن المستشفى أحيانًا يكون خارج الخدمة، مشيرًا إلى أنه كان يعمل قبل شهر رمضان الحالي، إلا أنه يواجه أزمة في توفير الأدوية والمعدات حاليًا، ما يمثل تحديًا لاستمرار عمل المستشفى.
وأشار إلى اضطرار إدارة المستشفى إلى تحويل غالبية الحالات الطارئة إلى مستشفى الدبة بمحلية دنقلا شمالي السودان والتي تبعد مسافة 600 كيلو متر من المالحة، مشيرًا إلى أن بعض الحالات تصل إلى المستشفى ويتم إنقاذها، وبعضها لا يتمكنون من إنقاذه.
أزمة سيولة
في الجانب المالي، قال المصدر إن المنطقة تعاني من مشكلة سيولة نقدية، موضحًا أن المعاملات المالية تتم عبر تطبيق بنكك فقط رغم أن نسبة المواطنين الذين يملكون حساباً بنكياً لا تتجاوز 4 % وأغلبهم من فئة التجار، مشيرًا إلى أن ذلك سبب أزمة في السيولة النقدية، خاصة وأن الوسطاء يأخذون نسبة عشرة في المائة عن كل تحويلة.
والخميس قالت قوات الدعم السريع في صفحتها على منصة تيليغرام إنها أحرزت تقدمًا عسكريًا في منطقة المالحة، مؤكدة أنها ستسيطر على المالحة وتتقدم منها إلى الفاشر.
غير أن المصدر قال إن القوة المشتركة موجودة حاليًا حول المالحة وتحيط بها من جميع الاتجاهات، بينما تسيطر الدعم السريع على منطقتي الحِلف التي تقع على بعد 45 كيلو مترًا غرب المالحة، ومادو 55 كيلو مترًا جنوبها.