4 أبريل 2025 – يعيش عشرات المواطنين في أحياء «أمبدة» غرب «سوق ليبيا» التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب وتشهد معارك ضارية بين الأخيرة والجيش هذه الأيام – يعيشون ظروفًا حرجةً للغاية مع نفاد المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء منذ نحو خمسة أشهر والإمداد المتقطع للمياه، مما خلق حالة من المجاعة في هذه الأحياء، لا سيما المجاورة للسوق، وأدى إلى موجة نزوح إلى مناطق شرق السوق – بحسب ما قال مصدر تحدث إلى «بيم ريبورتس»، الجمعة.
ولفت المصدر –الذي فضّل حجب هويته خوفًا من العواقب– إلى نفاد المواد الغذائية في الحارة القريبة من «سوق ليبيا» حيث يقيم، مشيرًا إلى أن ما في البيت من طعام لن يكفيهم سوى يومين، وقائلًا إن المنطقة شهدت موجات نزوح للمواطنين شرقًا تجاه مناطق سيطرة الجيش عند محطة «الصهريج» في «أمبدة» بسبب الجوع.
وذكر المصدر أن عناصر من «الدعم السريع» أحضروا موادًا غذائية إلى المنطقة اليوم الجمعة. قبل أن يضيف: «لكنهم يبيعونها بأسعار عالية جدًا».
ووصف المصدر الوضع في المنطقة –غرب «سوق ليبيا»– بالصعب، مع هدوء حذر، واشتباكات متقطعة وأصوات قصف مدفعي، وسط تحليق الطائرات المسيّرة.
وقال المصدر إن آخر مواجهة مباشرة –معلومة– بين قوات الجيش وعناصر «الدعم السريع» في المنطقة كانت قُبيل العيد في «سوق ليبيا»، لافتًا إلى أنه لا يعرف –على وجه اليقين– الجهة المسيطرة على المنطقة بسبب أنهم نادرًا ما يخرجون من منازلهم خشية التعرض للاعتداء، بيد أنه عاد وأشار إلى أنه رأى عناصر من «الدعم السريع» يتجولون في الشوارع القريبة من منزلهم غرب.
تفلتات أمنية وجثث مجهولة
وتشهد الأحياء المجاورة لـ«سوق ليبيا» عمليات نهب وسلب وتفلتات أمنية، بعد وصول الآلاف من عناصر «الدعم السريع» المنسحِبة من مدينة الخرطوم. وعُثر، قبل يومين، على جثتين مجهولتين في المنطقة أحدهما مكبّل اليدين من الخلف في أحد الخيران والآخر بالقرب من مسجد، فيما قُتل أحد منسوبي «الدعم السريع»، بالأمس، في شجار مع زملائه على منهوبات – بحسب المصدر نفسه.
ومع ذلك ذكر المصدر في حديثه إلى «بيم ريبورتس» أنّ معظم عناصر «الدعم السريع» غادروا مع أسرهم حارات «أمبدة» القريبة من «سوق ليبيا»، ولم يتبقَّ منهم سوى القليل.
وكانت قوات الدعم السريع تسيطر على مناطق واسعة من مدينة أم درمان غربي العاصمة المثلثة، بما فيها سوق «ليبيا»، مع سيطرة شبه كاملة على مدينتي بحري والخرطوم، منذ بداية الحرب في أبريل 2023، قبل أن تعبر قوات الجيش الجسور الرئيسية من أم درمان إلى الخرطوم والخرطوم بحري بالتزامن في سبتمبر من العام الماضي، في أوسع عملية بريّة ينفذها الجيش السوداني منذ اندلاع الحرب.
واستطاع الجيش فكّ الحصار عن وحداته المحاصرة في بحري والخرطوم، بما فيها القيادة العامة للجيش بوسط العاصمة، قبل يستعيد القصر الرئاسي من قبضة «الدعم السريع» في مارس الماضي، ويعلن قائدها العام عبد الفتاح البرهان أن «الخرطوم حرة» من داخل القصر.
وشهدت مناطق شرقي الخرطوم وجنوبها انسحابات واسعة من عناصر «الدعم السريع» التي عبرت جسر «جبل أولياء» جنوب الخرطوم –المخرج الوحيد المتبقي من العاصمة– غربًا تجاه أم درمان ومنها إلى دارفور غربي البلاد – بحسب ما أشارت تقارير صحفية.